بسم الله الرحمن الرحيم
((يا أَيُّهَا الَّذِينَ
آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى
أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ
إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ
أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ
تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً)
صفحتنا بيضاء نقية أبية (( 4 )) 3
ذي الحجة 1427هـ - 23 ديسمبر 2006 م
*******
اعتقال طلاب الإخوان
حلقة
جديدة في مسلسل سيطرة الأمن على الجامعة
تابعنا نحن
منظمات حقوق الإنسان المصرية الموقعة على هذا البيان الأحداث المتلاحقة التي جرت
بجامعات مصر والتي بدأت بواقعة التلاعب بانتخابات اتحاد الطلاب من قبل الأمن وانتهت،
وربما لم تنته بعد، باعتقال طلاب جامعة الأزهر.
وقد اعتقلت قوات الأمن هؤلاء
الطلاب المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين والذين يتجاوز عددهم المائة طالب
على خلفية قيام بعض منهم بتنظيم عرض رياضي لفنون
الدفاع عن النفس في حرم الجامعة وهم يرتدون ملابس موحدة وعصابات على الرؤوس،
الأمر الذي اعتبرته قوات الأمن تهديدا وترويعا للمسئولين عن الجامعة ودلالة قاطعة على
وجود "ميليشيات مسلحة"، "ومعسكرات تدريب سرية" لجماعة
الإخوان،
وهي مبالغة غير مقبولة فلا يمكن اتهام جميع من يمارسون رياضات الدفاع عن
النفس في
النوادي والجامعات بتكوين تنظيمات مسلحة....
وفي وسط الإدانات
المتلاحقة
والاستنكار الواسع النطاق الذي لقيه هذا الفعل، و وسط خطب صارخة لنواب
البرلمان
تشجب اعتداء الطلاب على قيم الجامعة ومبادئها، لم نر سوى أصواتا قليلة بل
نادرة
تحاول أن تصف الصورة الكاملة وتضع لها تحليلا محايدا.
إن الفعل الذي
قام به
طلاب الإخوان وعملت الأبواق الحكومية على تضخيمه وتضمينه ما لا يحتمل قد
سبقته
اعتداءات وانتهاكات لا حصر لها من الأمن ومن المسئولين عن الجامعات على مستوى
الجمهورية
لم يدنها أحد، نذكر منها على سبيل المثال:
منع عدد من الطلاب المنتمين
للإخوان من الالتحاق بالمدينة الجامعية، ثم وضعهم في مكان منفصل عن باقي
الطلاب، ومنع العشرات منهم من الترشيح لانتخابات اتحاد الطلاب في جامعة الأزهر والمئات
على مستوى الجامعات الأخرى، ومنع هؤلاء الطلاب من تكوين اتحاد طلابي حر موازي،
وتحويل من فازوا في انتخاباته لمجالس التأديب وفصل بعضهم، واعتبار هذا الفصل
"رحيما لأنه ليس فصلا نهائيا"، والتهديد بالاعتداء على من
قام منهم
بالاعتصام (عن طريق البلطجية) إزاء صدور قرارات الفصل في إشارة لما حدث
بجامعة
عين شمس حين أدخل حرس الجامعة أعدادا من المسلحين بأسلحة بيضاء لضرب الطلاب
وهي
الواقعة التي شهد عليها عدد من أساتذة الجامعة.
هذه الأحداث المتتالية
التي
تخرق أي قانون أو شرعية، والتي قادتها الدولة، لم تجد في حينها من يستنكر
ويشجب
ويندد ويتباكى على ضياع هيبة الجامعة واستقلالها بالقدر الكافي، ولم تثر
جحافل
الأمن المركزي التي تحاصر الجامعة أي استياء من أعضاء مجلس الشعب، ولم يعتبر
أي من
الذين صالوا وجالوا وكادوا أن يطالبوا بقطع رقاب هؤلاء الطلاب المقموعين أن
دخول
البلطجية في صحبة قوات الأمن إلى حرم الجامعة بترحيب من المسئولين لهو تهديد
لأمن
المجتمع المصري وانتهاك لحريته. فقط، وحين أتى رد الفعل من الطلاب, انتفض جميع
من صمتوا
واستيقظت الهمة والحمية والرغبة في فداء الوطن بكل ثمين وغال.
صحيح أن الفعل الذي قام به الطلاب قد
تكون له دلالات مقلقة وقد يستدعي لدى البعض مخاوف عديدة كانت قد توارت، إلا أننا
ينبغي أن نضعه في حجمه الحقيقي، إلا أن من قام بالاعتداء فعليا، ومن سمح بدخول
الميليشيات المسلحة إلى المدينة الجامعية هو أجهزة الدولة ولا تستوي ميليشيات
الدولة الحقيقية بعرض طلاب استمر لفترة عشر دقائق ضمن برنامج رياضي كامل حتى وان اتخذ
شكل الميليشيات التمثيلية. ولا يمكن أن يستمر حرمان الطلاب من ممارسة حقوقهم
الطبيعية في الرأي والتعبير والتنظيم داخل الجامعة باعتبارها في الأصل حقوق أساسية
كفلها الدستور والمواثيق الدولية لكل المواطنين.
إننا نطالب بوقف التدخلات
الأمنية بالجامعات وبإقالة رئيس جامعة الأزهر الذي لعب دورا محوريا في
انتهاك حقوق الطلاب منذ البداية، والذي أثبت في حواراته الإعلامية المتتالية
أنه يفتقر إلى أي حس تربوي سليم، فهو يعجز عن التواصل مع طلابه، ويرى أن حرية الرأي
والتعبير هي محض انحراف، وأن اتحاد الطلاب لا فائدة لوجوده، كما أنه يرحب بالتدخلات
الأمنية في الجامعة بل وينادي بالمزيد منها ويعلن تشفيه في الطلاب المعتقلين،
ويرفض أي تدخل للإفراج عنهم.
وفي ظل انعدام
الثقة في
أداء النظام الحاكم ومؤسساته الأمنية، فإننا نطالب بالإفراج الفوري عن
الطلاب
المعتقلين حيث أن الاتهامات الموجهة لهم هي الاتهامات المعتادة التي توجه
دائما
إلي الأخوان المسلمين "من نوع الانضمام إلي جماعة أسست على خلاف
القانون" وهي ذاتها الاتهامات التي وجهت في أوقات
سابقة إلى قوى سياسية أخرى. وفيما عدا ذلك فان واقعة الأسلحة البيضاء يحيط بها
الشكوك، وإن صدقت فهي وجدت خارج المدينة الجامعية في أحد الشقق في مدينة نصر، كما
أننا أعتدنا من الجهات الأمنية على تلفيق القضايا والأدلة الجنائية للمواطنين
الأبرياء.
مركز النديم
للعلاج والتأهيل النفسي لضحايا العنف
مركز هشام مبارك للقانون
الجمعية المصرية لمناهضة التعذيب
*******
تطورات تثير القلق فى تحقيقات
قضية طلبة جامعة الأزهر
علمنا من خلال متابعة تطور التحقيقات التى تجريها نيابة أمن الدولة فى
قضية طلبة جامعة الأزهر أن نيابة أمن الدولة قامت صباح يوم الأحد الماضى ( 17
ديسمبر 2006 ) بالانتقال الى المدينة الجامعية لجامعة الأزهر وعمارت مدينة الصفا الملحقة بالسكن الطلابى
حيث قامت بمعاينة المدينة الجامعية والسكن
الطلابى الذى كان محلا لعملية القبض على الطلاب .. كما قامت نيابة أمن الدلة أثناء المعاينة بتصوير فيديو للمدينة الجامعية
والأماكن التى تم فيها القبض على الطلبة
المتهمين فى القضية .
وفى صباح يوم الثلاثاء 19 ديمسبر حضر المقدم عاطف الحسينى الضابط بمباحث أمن
الدولة ومحرر محضر التحريات فى القضية إلى سرايا نيابة أمن الدولة حيث جرى التحقيق
معه وسماع اقواله فى موضوع القضية .
ونشير فى هذا الصدد إلى أن الإجراء الذى قامت به النيابة أثناء معاينة
المدينة الجامعية من تصوير فيديو للأماكن
التى كانت مسرحا للقبض على الطلاب المتهمين إجراء يثير القلق إذا أن مثل هذه الإجراءات تنم عن رغبة النظام فى تقديم
هؤلاء الطلبة الى المحاكمة مما يهدد مستقبلهم
العلمى .. ونشير فى ذلك إلى أن نيابة أمن الدولة لم تقم بمثل هذه الاجراء إلا فى قضايا الانتماء لجماعة الاخوان
المسلمين والتى احيلت الى المحاكم العسكرية من أمثال القضيتين 13 و 15 لسنة 1995 جنايات
عسكرية التى شهدت أحكام بالسجن على عدد كبير من قيادات الجماعة.
وهو ما جعلنا نستشعر القلق تجاه اتخاذ النيابة
لمثل هذا الاجراء
مما يوحى بنيتها فى احالة الطلبة الى المحاكمة خاصة مع الوضع فى الاعتبار التصريحات التى أدلى بها رئيس جامعة الأزهر فى
المؤتمر الصحفى الذى عقده والتى تحدث فيها عن نصيحته بعدم التدخل للدفاع عن الطلبة
أو المطالبة بالافراج عنهم وهو ما نعتبره
تعبير عن رؤية حكومية فضلا عما يثيره هذا التصريح من اشمئزاز وهو ما يزيد قلقنا بشأن هؤلاء الطلاب وما نستشعره من وجود
نية حكومية مبيته للعصف بمستقبل الطلبة
المعتقلين .
مركز الحرية للحقوق
السياسية ودعم الديمقراطية
http://freedomcenter.blogspot.com/
*******
فرنسا تتهم مصربانتهاك المعاهدات
الدولية
اتهمت وزارة الخارجية الفرنسية
الحكومة المصرية بانتهاك المعاهدات الدولية حول الحماية القنصلية والتعاون القضائي
بسبب قضية طلاب الأزهر التسعة الذين طردوا من مصر تحت مزاعم صلتهم بتنظيمات
"إرهابية" بعد تعرضهم للتعذيب.
وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية
الجمعة ( 22 ديسمبر ) أنها "ستقدم احتجاجا" على الانتهاكات التي تعرض
لها الطلبة الفرنسيون وطلبت توضيحات كافية من الخارجية المصرية حول دوافع المعاملة
التي تعرض لها هؤلاء الرعايا الفرنسيون. وقال الناطق باسم الوزارة جان باتيست
ماتيي: "وجهنا في 17 ديسمبر مذكرة شفهية إلى السلطات المصرية لتذكيرها بضرورة
احترام معاهدة فيينا ولا سيما بنودها المتعلقة بالحماية القنصلية والاتفاق الذي تم
بين فرنسا ومصر عام 1982 ولطلب توضيحات".
وفي رسالة موجهة إلى وزارة الخارجية الفرنسية طلب يوري سوروكين
أحد الفرنسيين الأحد عشر الذين طردوا من مصر والذي يقول إنه تعرض للتعذيب خلال
اعتقاله أن تدين فرنسا رسميا انتهاك حقوق الإنسان في مصر.
وقال
ماتيي: "لقد تلقينا هذه الرسالة" ، مذكرا بأن القنصليتين الفرنسيتين في
القاهرة والإسكندرية "تحركتا دعما لمواطنينا ما إن علمتا بتوقيفهم".
وأوضح أنه "خلافا لبنود المعاهدة الثنائية للتعاون القضائي في الشؤون
الجزائية التي تمت بين مصر وفرنسا في 15 مارس 1982 لم يتم تبليغ القنصلية الفرنسية
بهذه الاعتقالات، علما بأن مهلة الأيام السبعة التي كان من المفترض أن يتم التبليغ
خلالها كانت انتهت".
*******
جمال سلطان :
حكومة تخاف ما
تختشيش !
مجموعة
من الطلبة المسلمين الأجانب الدارسين في الأزهر واتهامهم بتشكيل خلايا إرهابية ومزاعم
من "الوزن الثقيل" كتجميع شباب وتسفيرهم إلى العراق لقتال الأمريكيين ونحو ذلك
من اتهامات بالغة الخطورة ، وقد انكشف الأمر كله عن سراب وفضيحة ، وتدخلت وزارات الخارجية في دول غربية عديدة لصالح
رعاياها ، كما فعلت فرنسا التي احتجت بشدة لدى الخارجية المصرية على هذا السلوك
الأمني الفج ، كذلك فعلت الولايات المتحدة ، ولما كان الجانب المصري لا يملك أي
دليل من أي نوع على الاتهامات الضخمة الفخمة التي أطلقها ، ظنا منه أن
"الخواجات" يمكن أن يبلعوها كما يبلعها الإعلام المحلي ، اضطرت أجهزة الأمن إلى الإفراج عن
المحتجزين الأجانب جميعا وتم تسفيرهم معززين مكرمين إلى بلادهم ، فأفرج عن الفرنسيين
التسعة وكذلك عن الأمريكي الوحيد ، المفاجأة المؤسفة أن المحتجزين الوحيدين
الذين لم يفرج عنهم هم المصريون والعرب ، اثنان من الطلبة المصريين واثنان من
الطلبة السوريين وطالب تونسي ، وهم أصدقاء
للطلبة الأجانب الذين تم الإفراج عنهم وترحليهم ، تخيلوا أن "زعيم" التنظيم الإرهابي المزعوم وهو فرنسي يتم
الإفراج عنه وتسفيره إلى بلاده ، رغم أن الاتهامات الموجهة إليه تكفي لبقائه في سجون طره ربع قرن
على الأقل ، بينما بعض الشباب "البسطاء" الغلابة من العرب الذين كانت كل
اتهاماتهم معرفتهم بالزعيم المزعوم ، يتم حبسهم ونسيانهم في غياهب السجون ، حاجة تكسف
، هل كل ذنب هؤلاء الأبرياء أنهم لا يحملون جنسية أوربية بحيث
"تختشي" السلطات المصرية وتفرج عنهم ، هل يحتاج أولياء أمور هؤلاء الطلبة المفترى عليهم إلى أن
يلجأوا إلى السفارة الفرنسية من أجل "التوسط" للإفراج عنهم ، أتمنى
أن يشرح وزير الداخلية للرأي العام أو لأي جهة في البلد معنى حبس هؤلاء الطلبة المصريين والعرب
دون غيرهم من الأجانب الذين كانوا معهم في نفس التهمة ونفس الملف ، بل أن يشرح
لنا كيف تقوم السلطات الأمنية بالإفراج عن المتهمين الرئيسيين المفترضين في القضية
المزعومة ، بينما تمسك بتلابيب "أصدقاء" لهم ، لم يرتكبوا جرما ولا
خطيئة سوى أنهم كانوا زملاء لتلك المجموعة كانوا يتناولون معهم الطعام أو يسامرونهم في بعض
الاحتفالات .
إن
ما حدث في ملف هذه
القضية يستدعي محاكمة الضابط الذي لفق الاتهام ومحاسبته ، والاعتذار من هؤلاء الطلاب الأبرياء
وأهاليهم ، وليس التنكيل بهم أو وضعهم في السجون بدون أي ذنب على الإطلاق ، وبعد أن تكشف للجميع أن التهمة مجرد خيال
كاذب في رأس من أطلقها ، وانتهت بفضيحة للداخلية المصرية وإهانة جديدة لمصر في مجال
حقوق الإنسان .
إننا
ـ مع الأسف ـ
مضطرون إلى التوجه بالنداء إلى وزير داخلية مصر ، لأننا لا نملك أن نستغيث بوزير داخلية
فرنسا من أجل التدخل للإفراج عن رعايا مصريين كما تدخل وأنجز الإفراج عن رعايا فرنسيين أوقفوا ظلما في القاهرة ، كما أن
مثلي من حقه أن يعتقد أن كل ذنب الطالبين المصريين والطالبين السوريين والثالث
التونسي أنهم يحملون جنسية مصرية أو عربية ، لا تخيف أحدا ، ولا تحمي حاملها ، خاصة
إذا كان مقيما في ظل حكومة تخاف ما تختشيش!.
*******
الشريط الإخباري.... الشريط
الإخباري... الشريط الإخباري.... الشريط الإخباري.... الشريط الإخباري.... الشريط
الإخباري
رجال
السياسة وخبراء القانون
يرفضون
توجيه تهمة الإرهاب إلى الإخوان
- د. البنا: طلاب الأزهر قدموا عرضًا رياضيًّا والحملة ضدهم مغرضة
- ضياء رشوان: الإخوان ليسوا جماعة
إرهابية ولن يكونوا على الإطلاق
- مرسي الشيخ: القانون لا يحظر ممارسة الرياضة في الجامعات
- المستشار الخضيري: حملة النظام ضد الإخوان لكونهم أقوى معارضة
سلمية
رفض رجال السياسة وخبراء
القانون في مصر الاتهامات التي وجهتها نيابة أمن الدولة العليا وساندها عددٌ من وسائل الإعلام الحكومية،
وخاصةً المتعلقة
بالإرهاب، مؤكدين أنَّ أحدًا لم يكن يتصور أن يستغل النظام الحاكم في مصر
ومَن يعاونه العرض الرياضي الذي قام به
طلاب الإخوان المسلمين بجامعة الأزهر لشنِّ الحملات الإعلامية ضد الجماعة بهدف تشويه صورتهم أمام الرأي العام، خاصةً
أنَّ ما قام
به الطلاب كان مجرد عرض تمثيلي أو مسرحي أثناء اعتصامهم؛ احتجاجًا على ما
يتعرَّضون له من تجاوزات داخل الحرم
الجامعي والتدخل الأمني السافر داخل الجامعة وشطبهم من قائمةِ اتحاد الطلاب، وتأكيدهم أيضًا أنَّ هذا الحدث لا ينبغي
أن يأخذ أكبر
من حجمه، محذرين من التجاوزات الأمنية ضد الجماعة أو تصعيد الجماعة في موقفها
ضد النظام.
والسؤال الذي يطرح نفسه
الآن هو: هل ما حدث من طلاب الإخوان بجامعة الأزهر عمل إرهابي يُجرِّمه القانون؟
وهل يجوز قانونًا اعتباره
دليلاً ماديًّا
لإلصاق تهمة الإرهاب بالجماعة؟!
وأي موضوع كان من الأولى أن
يتصدَّر صفحات الصحف الحكومية فقرة تمثيلية في برنامج اعتصام الطلاب داخل الجامعة أم كشف
الفساد وفضح
المسئولين أمام الرأي العام والمطالبة بتقديمهم للمساءلة القانونية وتجريمهم
حتى لا يتكرر ما حدث في عبَّارة الموت
"السلام 98" أو حوادث القطارات المستمرة أو
غير ذلك من ملفات الفساد الذي راح
ضحيتها الكثير من موارد مصر الاقتصادية والبشرية؟!.
ويؤكد الدكتور عاطف البنا- أستاذ القانون الدستوري بجامعة القاهرة- أنَّ هذه الحملة لا مبررَ لها،
مؤكدًا أنَّ جماعةَ الإخوان المسلمين ليست جماعة محظورة كما يقولون؛ لأنها تُمثل عددًا كبيرًا
جدًّا من المواطنين
المصريين، وهي جماعة تدعو للأخلاق وقيم الإسلام وتطبقها في مختلف
المجالات السياسية والاقتصادية
والثقافية... إلخ.
ويضيف: إن جماعةَ الإخوان
المسلمين ليست جماعةً إرهابيةً، وإنَّ مَن يدَّعي ذلك إذا كان يستشهد بالتنظيم السري وما حدث من أحداث عنف
في الماضي
فإنَّ الأحزابَ المصريةَ هي الأخرى كانت لها تنظيمات عسكرية، فالوفد كان له
القمصان الخضر والعمل كان القمصان الزرق
والإخوان التنظيم السري، وهذه التنظيمات كلها كانت مقاومة لجيش الاحتلال في مصر وفلسطين.. وأشاد الدكتور البنا
بدور الإخوان في الجامعات المصرية والنقابات المهنية المختلفة.. واستنكر الحملة
الإعلامية المنظمة التي تشنها الصحف الحكومية
لتشويه صورةِ الإخوان المسلمين في
الشارع المصري، مؤكدًا أنَّ هذه الصحف تستعدي السلطة على الإخوان المسلمين صراحةً.. وطالب د. البنا الجميع بالتهدئة، موضحًا
أنه ليس هناك مصلحة للمجتمع المصري في هذا التوتر، وأنه ليس هناك أي مبررٍ من الاحتكاكاتِ أو
تصعيد العلاقات
بين الحكومة وأي فصيلٍ مصري آخر.
أما الأستاذ ضياء رشوان- الخبير بمركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية- فيؤكد على أن هناك مبالغةً شديدةً في الهجوم على جماعةِ الإخوان المسلمين
...
فالإخوان ليسوا جماعة إرهابية ولن يكونوا جماعةً إرهابيةً
على الإطلاق، ولدي يقينٌ بذلك.
وأشار رشوان إلى أن تحرك
الأمن باعتقال عددٍ كبيرٍ جدًّا من قيادات وكوادر الجماعة، فضلاً عن اعتقال 180 من طلاب الإخوان بجامعة
الأزهر جاء نتيجةً للحملةِ الإعلاميةِ ضد الجماعة واستمرارها؛ حيث إنَّ هذا الاعتقال
جاء تقريبًا
في اليوم الخامس من بدايةِ الحملة الإعلامية، مؤكدًا أنه كان يمكن إيقاف
هذه الحملة إذا أصدر الإخوان بيانًا
للتأكيد على المعاني السلمية للجماعة.
وحذَّر رشوان من أي صدامٍ
من جانب النظام ضد جماعة الإخوان المسلمين أو العكس، مؤكدًا أن ذلك قد يؤدي إلى نتائج خطيرة على الجميع
وليس على الإخوان
فقط وإلى عواقب قد لا تُحمد عقباها.
واتفق المستشار مرسي الشيخ- نائب رئيس محكمة سابق- مع ما سبق
في أنَّ جماعةَ الإخوان المسلمين ليست
جماعةً إرهابيةً أو محظورةً قائلاً: إنَّ الزعم بأن جماعة الإخوان محظورة ينقصه الدليل والحنكة السياسية، فالجماعة
موجودة، ولها
تواجد كبير في الشارع، وهي القوة الثانية في الشارع المصري التي لا يمكن
تجاهلها بل يمكن القول بأنها هي القوة
الأولى سواء كنت أختلف أو أتفق معها، كما أنَّ الجماعةَ لها نشاطها واحترامها وتقديرها من وجهةِ نظر أي سياسي.
ويرى الشيخ أنَّ ما حدث في
جامعة الأزهر ليس فيه أي مخالفة للقانون؛ لأن القانون لا يمنع الرياضة سواء كاراتيه أو كونغ فو أو غير
ذلك، مشيرًا إلى أنَّ الاستفزازَ الأمني الحالي "على حدِّ تعبيره" ضد جماعة
الإخوان قد يؤدي إلى فتنةٍ، وهو أمرٌ غير مقبول، مضيفًا أنَّ الانتماءَ لهذه الجماعة ليس
اتهامًا؛ لأنَّ هذا من حقِّ أي مواطن سواء اعترفت بها الدولة أم لا.
وأكد أن الحملةَ الإعلاميةَ
المنظمة سواء من الإعلام الحكومي أو بعض الصحف المستقلة "والتي تأخذ توجيهات من أمن الدولة"
هدفها تشويه صورة الإخوان في الشارع المصري؛ لأن لديهم خوفًا شديدًا من الإخوان في حصدِ
جزءٍ كبيرٍ من الأصوات في أي انتخاباتٍ قادمة، مؤكدًا أنَّ هذه حقيقة رغم أنني لستُ
من الإخوان وأختلف معهم، ولكن الحقيقةَ لا بد من قولها.
ويضيف المستشار محمود الخضيري- رئيس نادي قضاة الإسكندرية- قائلاً: نحن لم نرَ من الإخوان المسلمين عمليات إرهابية على الإطلاقِ،
ومسألة كونها جماعة محظورة أو غير محظورة هي التي يقررها الشعب فقط دون غيره؛ لأنَّ
الجميعَ يستمدون
حقوقهم من الشعب.
ويؤكد أنَّ ما حدث بجامعة
الأزهر أخذ حجمًا أكبرَ من حجمه بكثيرٍ، وهو لا يستحق كل هذا لكون أنَّ خطأه الوحيد هو الزي الذي كان
يرتديه الطلاب.. ويرى
أنَّ الحملةَ الآن ضد جماعة الإخوان المسلمين هي حملة
منظمة جاءت بسبب وجود الإخوان كقوةٍ
معارضةٍ قوية، والنظام الحالي لم يتعود على المعارضةِ القويةِ، وما يحدث للإخوان المسلمين الآن وما حدث لأيمن نور
زعيم حزب الغد
خيرُ دليل على ذلك، مؤكدًا أنَّ الهجوم على الإخوان المسلمين سببه الوحيد وقف
نشاطهم الذي يتزايد يومًا بعد يوم وليس
لأي سبب آخر.
ويضم
السفير د. عبد الله الأشعل- مساعد وزير
الخارجية المصرية الأسبق- صوته إلى قائمة مَن يؤكدون أن
جماعة الإخوان المسلمين ليست جماعةً إرهابيةً قائلاً: إنَّ المنظمةَ الإرهابية يكون لديها ميليشيا مسلحة
تستهدف قلب نظام الحكم وتعمل في الظلام، مؤكدًا أن الإخوان ليسوا كذلك ولا ينطبق عليها
وصف المنظمة
أو الجماعة الإرهابية، وأضاف أن جماعة الإخوان المسلمين جماعة تدعو إلى
البر والخير والمشاركة السياسية على
السطح وفي العلن، وليس تحت الأرض أو في الخفاء أو الظلام.. وطالب د. الأشعل الدولةَ بتغييرِ فكرها
عن جماعةِ الإخوان المسلمين واتهامها بالإرهابية، كما طالب أيضًا جماعة الإخوان المسلمين
بإقناعِ الدولة
بذلك، وقال: على الجماعة أن تصبر، مؤكدًا أن الجماعةَ لديها مجموعة من
الكفاءاتِ في مجال العمل السياسي مثل
العريان وغيره في مقابل نظامٍ لا يريد أي قوةٍ أخرى تُنافسه داخل الدولة.
*******
خبراء
وسياسيون:
الاعتقالات
الأخيرة تؤكد فشل النظام المصري
- د. حسن نافعة:
نشاط الجماعة في البرلمان والشارع أفزع النظم الفاشلة
-
د. وحيد عبد المجيد: سياسة
الاعتقالات خطر على أمن الوطن واستقراره
-
قدري سعيد: المعتقلون
شخصيات معروفة والتعامل الأمني معهم خطأ كبير
-
د. عمرو الشوبكي: الاعتقال
بسبب العرض الطلابي حجة واهية
انتقد خبراء وسياسيون حملة
الاعتقالات التي شنَّتها قوات الأمن في صفوف جماعة الإخوان المسلمين والتي كان في مقدمتهم المهندس خيرت
الشاطر النائب
الثاني للمرشد العام، بالإضافةِ إلى عددٍ من القياداتِ النقابية وأعضاء
هيئات التدريس بجامعة الأزهر وغيرهم من
الشخصيات العامة، فضلاً عن 180 من طلاب جامعة الأزهر والذين تمَّ اعتقال بعضهم فجرًا من المدينة الجامعية والبعض
الآخر من منازلهم
في أقاليم مصر المختلفة مثل الطالب صهيب شوكت الملط الأمين العام للاتحاد
الحر.
وفي
البدايةِ يرى د. حسن نافعة- رئيس قسم
العلوم السياسية، بجامعة القاهرة- أنَّ ما حدث أمرٌ
متوقعٌ من الحكومةِ ضد نشاط الإخوان الواضح سواء داخل مجلس الشعب أو خارجه، ونفى إمكانية أن تُغير الحكومة من أسلوب
تعاملها مع الإخوان، معللاً ذلك بأنَّ الحكومةَ تعتبر الإخوان هم القوة السياسية
الرئيسية المناوئة
لها والتي لا تريد لها أن تنمو وتزداد نشاطاتها، وبالتالي شعبيتها.
وأضاف د. نافعة أنَّ النظامَ الحالي ليس لديه
رؤية سياسية ولا يعرف إلا التعامل الأمني، الذي يظن أنه يحميه ويطيل بقاءه إلى الأبد،
مما يُعمِّق
الأزمة، وقد يدخل البلاد إلى دوامة من الفوضى واتجاه الأمور من سيئ إلى
أسوأ، مؤكدًا أنَّ أحدًا من القوى
الموجودة على الساحة لا يمكن أن يملك الحل بمفرده، وأنَّ إنقاذ الوطن يحتاج إلى تضامن المعارضة معًا.
ويرى د. وحيد عبد المجيد- نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية
والإستراتيجية- أنَّ هذه الاعتقالات بمثابة ردٍّ على الاستعراضِ
الرياضي الذي
قام به طلاب الإخوان في جامعة الأزهر، واعتبر أنَّ هذا الاستعراضَ كان أسلوبًا
خاطئًا في التعامل مع التجاوزاتِ التي
عانى منها الطلاب في انتخاباتِ الاتحادات الطلابية، إلا أنه كان ينبعي عدم الردِّ عليه بتجاوزٍ آخر، وأنَّ التصرفَ
بهذه الطريقة
قد يدخلنا في حلقةٍ مفرغةٍ من المواجهات، مؤكدًا أنَّ المنهجَ الذي تنتهجه
الحكومة من التضييق على بعض القوى
السياسية كالإخوان والتضييق على الحياة السياسيةِ على وجه العموم لا يمكن أن يؤدي إلى أي نتائج إيجابية، ولن يكون في صالحِ
الوطن، بل إنه
لن يؤدي إلى إضعاف هذه القوى كما تأمل الحكومة، بل يؤدي إلى زيادة قوتها وتصاعد
التعاطف الشعبي معها.
ويرى
د. وحيد عبد المجيد أنَّ الحل لن يكون إلا عن طريق توسيع نطاق المشاركة السياسية وطرح قضايا الوطن على مائدة الحوار للوصول
إلى صيغٍ مشتركةٍ
وحلول مناسبة.
ويشير
إلى أنَّ التغطيةَ الإعلامية والتعامل الأمني مع العرضِ الطلابي كان فيه قدرٌ كبيرٌ من المبالغة، وينبه إلى أنَّ النظرَ
إلى ما قام به الطلاب لم يأتِ من فراغ وإنما هو نتاجٌ لما مروا به من اضطهادٍ وتضييقٍ
على أنشطتهم،
معتبرًا أنَّ هذه الإجراءاتِ الأمنية لا تلحق الأذى بتياراتٍ بعينها فقط،
وإنما تلحق الأذى بالوطن كله، وبالنظام
على وجهِ الخصوص والذي يحقق المزيدَ من التراجعِ في شعبيته والإساءةِ إلى صورته بالداخل والخارج، ويمكن أن يتطور
الأمر إلى حدوث
ضغوطٍ سياسيةٍ خارجيةٍ عليه.
ويرى د. عمرو الشوبكي- الخبير في شئون الجماعات الإسلامية- أنَّ
هذه الاعتقالات ليست مرتبطة في الأساس بالعرضِ الرياضي للطلاب، وإنما بالسياسة
المصرية المتواصلة والمستمرة مع الإخوان
منذ عشرين عامًا، مؤكدًا أنَّ الحكومةَ لا تستطيع الدخول مع الإخوان في مواجهةٍ سافرةٍ أو استئصال كامل؛ لأنَّ هذا
معناه الدخول
في معركة غير مضمونة النتائج.
ويستطرد الشوبكي قائلاً:
اعتدنا من الحكومة هذا الأسلوب من الإفراج عن عددٍ من الإخوان يعقبه مباشرةً اعتقال عدد آخر موازٍ، بحيث تظل
أعدادُ المعتقلين
دائمًا في نطاقِ عدةِ مئاتٍ لا بد من وجودهم بشكلٍ دائمٍ خلف القضبان،
ويأتي هذا كوسيلةٍ لإرهابِ الجماعة
وكذلك إرهاب كل تيارٍ تُسول له نفسه المعارضة.. موضحًا أنه كلما زاد نشاط
الجماعة- كما حدث في الاتحادات الحرة في الجامعات، أو
مساندة القضاة تكررت هذه الاعتقالات.
*******
حقوقيون يؤكدون:
النظام
المصري فقد عقله ويقود البلد إلى كارثة
- زارع: النظام
يتخبط وما يحدث في مصر يصلح في الغابات فقط
-
البرعي: الإخوان أقوى فصيلٍ
في الشارع
ولا بد من تقنين وضعهم
-
أبو سعدة: الانتماء لجماعةٍ
محظورةٍ
أصبحت تهمة مملة وسخيفة
يؤكد محمد زارع- رئيس جمعية المساعدة القانونية لحقوق
الإنسان أنَّ البلد
مقبلة على كارثةٍ محققةٍ بسبب العديد من
المشاكل التي تحدث في مصر وعلى رأسها اضطهاد المعارضة وتقييد حرية إبداء الآراء فضلاً عن أن الدولة ليس لديها
إستراتيجية واضحة للتعامل مع قوى المعارضة وبالتالي نجدها تتجاهلها أحيانًا
وأحيانًا كثيرة تعطي أوامرها لأجهزتها الأمنية بإجهاض تحركاتها.
ووصف
زارع ما يحدث في مصر بأنه لا يصلح إلا في الغاباتِ خاصةً في ظل عدمِ السماح لتيارٍ سياسي كبيرٍ بتشكيل حزبٍ سياسي، مؤكدًا
أنَّ ما يحدث
من اضطهاد النظام للإخوان على وجهِ التحديدِ يأتي بسبب أنَّ الجماعةَ هي القوة
الوحيدة المؤهلة للوصول للسلطة خاصةً في
ظل وجود 88 نائبًا برلمانيًّا في مجلس الشعب.
ومن جانبه شدد نجاد البرعي- رئيس جمعية تنمية الديمقراطية- على أن الآوان قد آن لكي يناقش المجتمع ككل تقنين وضع الإخوان لأنهم أقوى
فصيلٍ في الشارع،
ومع ذلك ليسوا حزبًا من الأحزاب ولا معترفًا بهم حتى كجماعةٍ، معربًا عن
إدانته بشدةٍ لعملياتِ القبض العشوائي
لأعضاء الجماعة وكوادرها، كما أدان استخدام قانون الطوارئ، مطالبًا السماح للإخوان بتشكيلٍ حزبٍ سياسي ، نافيًا أن
تكون حملة الاعتقالات الموسعة الأخيرة سببها الحقيقي أحداث جامعة الأزهر بدليل مسلسل
الاعتقالاتِ الطويل لكوادرِ الإخوان، وآخرهم د. محمد مرسي عضو مكتب الإرشاد ود. عصام العريان
القيادي بالجماعة
واللذان أُفرج عنهما مؤخرًا بعد قضاء 6 أشهرٍ دون سببٍ خلف
القضبان.
أما حافظ أبو سعدة الأمين
العام للمنظمة المصرية لحقوق الإنسان فقد ندد بعدم وفاء النظام بوعوده كالعادةِ على لسان رئيس وزرائه د.
أحمد نظيف
والذي قال: إن قانون الطوارئ لن يتم استخدامه إلا مع الإرهابيين أو تجار
المخدرات؛ معربًا عن أسفه الشديد
لاعتقال المهندس خيرت الشاطر النائب الثاني للمرشد العام للإخوان المسلمين؛ حيث أكد أنَّ تهمة الانتماء لجماعةٍ محظورةٍ
أصبحت تهمة مملة، مطالبًا النظام الاعترافَ بجماعةِ الإخوان المسلمين، مؤكدًا أنَّ
أحداث طلاب الأزهر ليست هي سبب حملة الاعتقالات الأخيرة، مدللاً على ذلك بأنه تمَّ
اعتقال نحو 300 عضو
إخواني أثناء الانتخابات البرلمانية، وطالب بتشكيل حزبٍ سياسي باسم الإخوان
المسلمين يحترم الدستور ومبادئ الدولة
المدنية.
ومن نقابة الصحفيين أعرب
جمال فهمي- عضو مجلس النقابة- عن استيائه الشديد من اعتقال الصحفي أحمد عز الدين الذي كان ضمن حملة
الاعتقالات الأخيرة، مشيرًا إلى أنَّ اعتقال أي صحفي عمل غير مشروع، وقال: إنَّ ذلك
يُمثِّل إشارةً
بالغة السوء للبيئةِ التي يمكن أن يعمل بها الصحفي، وهو ما يؤكد أيضًا زيف
ادَّعاء النظام لأي خطواتٍ إصلاحية على
حدِّ قوله.
*******
-
زوار
الفجر اقتحموا منازل الطلاب بهمجية لترويع
أهاليهم في الأقاليم
- أولياء
الأمور: أبناؤنا ليسوا مجرمين والناس
كلها تشهد بأخلاقهم
والد"صهيب": ما نحن فيه
شرف يتمناه أي أب
حكايات حزينة رواها أهالي
طلاب جامعة الأزهر المعتقلين مؤخرًا، تداخلت فيها مشاعر الحزن والقلق على مصير مائة وأربعين طالبًا
تمَّ اعتقالهم
بكل قسوةٍ من داخل جامعتهم، خاصةً وأنهم على أبواب الامتحانات؛ بل إنَّ
كثيرًا منهم بدأت امتحاناتهم العملية
الخاصة، وسواء كان الاعتقال من داخل المدينة الجامعية أو من منازل وبيوت الطلاب فإن ردَّ فعل الأهالي كان واحدًا، بل
كانت لهم دعوةٌ
واحدةٌ ونداءٌ واحدٌ ليست للبشر ولكنها لربِّ البشر؛ وهي "حسبنا الله ونعم
الوكيل".
وإن كانت المشاعر والكلمات
اختلطت ببكاءِ الأمهات، فإنني شعرتُ بصمودٍ وتحدٍّ من أهالي المعتقلين الذين تساءلوا جميعًا: هل ما حدث
يحتاج لهذا
الردِّ العنيف من الحكومة؛ بل إنَّ بعضهم قال إنَّ الحكومةَ عندما فشلت في
مواجهةِ الإخوان لم تجد ردًّا على هذا
الفشل إلا باعتقالِ الطلاب بأسلوبٍ همجي عنيفٍ؛ حيث تمَّت محاصرة مدينة الصفا الجامعية والتي يُطلق عليها الطلاب
لقب "مدينة المستبعدين أمنيًّا" بأكثر من 30 سيارةً تحمل أكثر من 1400 ضابطٍ
وعسكري وأيقظوهم بالرشاشاتِ واقتادوا 180 منهم بملابس النوم؛ رغم أنهم لم يسرقوا أموال مصر
أو يحرقوا
قطارات أو يغرقوا عبَّارات، ولكنهم كانوا يريدون ممارسة حقهم الطبيعي فحسب،
ووجَّهت لهم تهمة إثارة القاعدة
الطلابية!!.. فهل سمعوا همس أحزان تلك الأمهات وصرخات الآباء واستغاثات الأشقاء؟.
في البداية قال والد الطالب
صهيب شوكت الملط- رئيس الاتحاد الحر وأول دفعته بكلية الطب- المحامي شوكت الملط عضو مجلس
نقابة المحامين: فُوجئت في الساعة
الثالثة والربع فجر الخميس بجحافل قوات
الأمن تحمل رشاشات و3 سيارات شرطة وأخذوا يطرقون البوابة الخارجية للمنزل، حيث يصعب اقتحامه، وقد دخل البيت حوالي
15 إلى 20 عسكريًّا
وضابطًا؛ ويقول إنَّ الغريبَ أنهم كانوا قد قبضوا على نجله في المدينة
بالفعل!! فاستمهلتهم حتى ترتدي الفتيات
حجابهن، ثم أخذوا يفتشون ويأخذون كل شيء، فأخذوا أوراقًا خاصة مثل البطاقة العائلية!! وأخذوا الكمبيوتر الخاص بي
وجميع الأسطوانات،
وأخذوا كل الكتب الموجودة وهي علمية، فمنها كتب قانونية خاصة بي وكتب
تخص أخا صهيب، وهو طالب بالهندسة وكتب
طبية تخص صهيب!!، ويضيف والد صهيب أنَّ هذا التفزيع أدَّى إلى حالة انهيار عصبي تام لوالدته.
وأكمل قائلاً: "إنَّ
هذا العرضَ المسرحي كان عبارة عن فقرة رياضية تمثيلية في حفلة مدتها 6 ساعاتٍ، فتركوا
الست ساعات
وأمسكوا في الخمس دقائق"!!، ثم استنكر قائلاً: حتى بمعيارٍ موضوعي هم شرف
لمصر كلها؛ لأنَّ العرضَ هو عرض رياضي
والرياضة تبعد عن الانحراف وتقوي الذهن، فضلاً عن أنه تغييرٌ لثقافةِ المجتمع الذي لا يهتم بالرياضة، وهي أفضل من
أن يرتدي الطلاب
والشباب "الانسيالات" ويصاحبون الفتيات.
وينتمي
"صهيب" إلي أسرة لا تخفي أبداً
انتماءها إلي جماعة الإخوان المسلمين، فالأب ينتمي إلي الجماعة، وابن عم الأب هو
إبراهيم عساف الملط أحد الضباط الأحرار الذين كان ولاؤهم الأساسي للإخوان، وعم
الأب هو المرحوم الدكتور أحمد الملط نائب فضيلة المرشد العام الأسبق، وهو يمثل
النموذج والمثل الأعلي لـ"صهيب شوكت الملط" ، كما قال لنا والده.
وقد صرح
والد صهيب في التحقيق الذي أجرته معه جريدة المصري اليوم حول اعتقال صهيب بالقول : "مانحن فيه الآن
شرف يتمناه أي أب".
وعن
الإجراءات التي اتخذها للإفراج عن ابنه قال الاستاذ شومت للصحيفة : أي إجراءات
ستتم لن تكون بهدف الإفراج عن ابني فقط وإنما عن جميع الطلبة الذين تم اعتقالهم،
فهم لم يفعلوا شيئاً سوي التعبير عن آرائهم، ومحاولة ممارسة حقوقهم في الانضمام
لاتحاد الطلبة الذي جعلته إدارة الجامعة حكراً علي المنتمين والموالين لها
وللحكومة.
أما
والدة " شوكت " فقد نشرت الصحيفة قولها "سألناها إن كانت نادمة علي
تشجيعها لابنها لخوض الانتخابات ..
فأجابت
بالنفي.. وأضافت: صهيب شاب متفوق، ومجاهد، أراه علي الطريق الصحيح وأنا احتسبته
عند الله، فهو القادر علي أن يحرسه ويفرج كربه، غير أن الأيام القادمة، خاصة ونحن
علي وشك الاحتفال بعيد الأضحي ستكون صعبة علي وعلي كل أم من أمهات الطلبة
المعتقلين، هذا إن لم تتخذ الدولة أي إجراء بشأن الإفراج عنهم جميعاً.
أما والد الطالب إبراهيم حسن زغلول بالفرقة الخامسة بكلية الهندسة
أيضًا فعندما سألناه عمَّا حدث لنجله بادرنا بقوله: "والله إبراهيم إنسان طيب
جدًّا وأخذوه دون ذنب"، ودمعت عينا الرجل الذي اقترب من الستين؛ وهو يقول:
"لا ندري ما الذي يحدث في تلك البلد"،
أما والدته التي لم تنقطع عن البكاء منذ اعتقال ولدها فقالت بطيبة:
"إبراهيم طيب وليس له مثيل ولم يصدر منه طوال حياته شيء أو فعل سيئ وكان
متفوقًا جدًّا"، ثم قالت: "لا شأنَ لي بأنه شارك في مظاهرات أنا أريد أن يخرج
ابني لأداء امتحاناته".
وروت والدة الطالب كارم السيد أحمد بالفرقة الخامسة بكلية الطب،
ملابسات الاعتقال قائلةً: جاءتنا مجموعةٌ من الأشخاص فجر الخميس، وسألوني عن كارم
فقلت للضابط: أنت زميله؟ أهلاً يا حبيبي، تعال ادخل من البرد يا ابني!!
فقال لي: "إحنا
مباحث أمن الدولة"، فقلت لهم: "أهلاً وسهلاً"،
فأخذوا يفتشون الشقة ويقلبون في أوراقه وكتبه وأخذوا عددًا منها، وأخبروني في
النهاية أنهم اعتقلوا "كارم" من المدينة".
ثم قالت مستنكرةً: "يعني يسيبوا
الناس الفاسدين ويقبضوا على الأولاد المؤدبين!!"، وعندما سألناها عن العرضِ الرياضي
وهل كان كارم يمارس هذه الرياضات قالت إن ابنها لم يكن يمارس رياضة ولا غير الرياضة،
فهو متفوق ومهتم بدراسته، كما أنَّ موضوع العرض أو المظاهرات لا يستحق كل هذا،
وحتى لو غلطوا لا يستحقون هذا العقاب، وأكدت أنها منذ علمت باعتقال ولدها لم تأكل
ولم تشرب ولم تنم.
لماذا جحافل الأمن تلك!!
أما شقيق الطالب سعيد رجب سلطان- كلية تربية- فأبدى تعجبه من جحافل
الأمن الذين جاءوا في حوالي 6 سيارات أمن مركزي وعربة مصفحة وقوات خاصة!!،
شبهها ساخرًا بالمارينز .. وقال إن سعيد هادئ الطباع وأخلاقه عالية بشهادةِ
الجميع، كما أنه طالبٌ متفوقٌ ينجح كل سنة بامتياز، وأضاف: إنَّ قوات الأمن اقتحمت
غرفة شقيقته وقاموا بتكسير دولابها بحثًا عن أي شيء!! ثم اقتحموا باقي غرف البيت
فأيقظوا الأم والأب المسن، دون مراعاةٍ لحرمة البيت!!.
*******
تحقيق
يدعو للأسى
جيوش الأمن الجرارة
لحماية من ؟!
بداية علينا ان نؤكد علي حقيقة قد
لايعرفها الكثيرون من افراد الشعب المصري، وهو أنه قبل عام 1974، كان عدد
العاملين في وزارة الداخلية لايزيدون علي 150 الف شخص يمثلون حوإلي 9% من اجمإلي
الوظائف في الحكومة المصرية ومن بين هؤلاء حوالي 50 ألفا في وظائف مدنية او مايسمي
بالمصطلح الإداري (كادر عام) أي في وظائف السجل المدني والامداد والتموين وغيرها
والباقي وقدره حوالي 100 الف شخص يعملون بنظام الكادر الخاص كأفراد في الأمن
والسجون والمباحث الجنائية والعامة، يتميزون قليلا في هيكل أجورهم ومكافآتهم وماشابهه.
و المهم انه منذ عام 1975 اخذت
هذه الصورة في التغير تدريجيا، حتى اصبحت اليوم مختلفة تماما عن الفترة السابقة حيث
زاد عدد أفراد الشرطة والأمن إلي مايقارب او يزيد قليلا علي المليون شخص.
ميزانية خاصة
ما هو متوسط نصيب المواطن الواحد
في مصر من هذه النفقات؟
أو إذا شئنا الدقة ماهو متوسط المتظاهر
الواحد أو المعارض الواحد من هذه النفقات؟
تقدم إلينا بيانات الموازنة العامة للدولة والحساب الختامي، حقائق
تستحق التأمل والمراجعة نذكر منها الآتي:
1- حجم
ماحصلت عليه وزارة الداخلية الأحد عشر عاما الماضية من ابواب الانفاق الثلاثة
أي الأجور والرواتب ونفقات جارية واستثمارات قد تجاوز 32.2 مليار جنيه.
2- ان الاجور والرواتب والمكافآت وحدها قد بلغت 6.20 مليار جنيه.
بينما النفقات الجارية لم تزد علي 4806 ملايين جنيه
والاستثمارات بلغت 6749 مليون جنيه.
3- اذا عرفنا أن متوسط مايتقاضاه المجند من أفراد الأمن المركزي خلال
نفس السنوات
هو 45 جنيها شهريا فان ماخصص لأفراد الأمن المركزي البالغ عددهم 450 الف عسكري
خلال الأحد عشر عاما لم يزد علي 2673 مليون جنيه بينما ذهب الباقي وقدره حوإلي
18 مليار جنيه إلي الضباط وأمناء الشرطة وضباط الصف الذين لايزيد عددهم في المتوسط
خلال نفس الفترة علي 500 الف إلي 600 الف شخص.
تكلفة التظاهرة
نأتي الآن إلي السؤال الباقي..
ماهو اذن متوسط نصيب المواطن المصري من هذه النفقات!
بحساب بسيط نستطيع أن نقول إن
متوسط نصيب المواطن المصري من هذه التكإليف يتراوح بين 82 جنيها
و100 جنيه في السنة.
ولكن اذا عرفنا ان مثيري الشغب
والمعارضين ومدمني المظاهرات لايزيدون علي 200 ألف مواطن سواء في الجامعات
أو في احزاب المعارضة والاسلاميين أو العمال احيانا فإن نصيب الفرد منهم يتراوح بين
20 الف جنيه و22 الف جنيه ولكن والحق يقال، فإن هناك أنشطة أخري للجريمة
الجنائية تستحق أن تؤخذ بعين الاعتبار مثل مكافحة المخدرات والدعارة والمرور
والمشاجرات وغيرها، وهي تصل إلي حوإلي 3 ملايين حالة نزاع سنويا فإن
متوسط نصيب هؤلاء من نفقات وزارة الداخلية يعادل 1367 جنيها سنويا.
اذن فإن أغلي مايكلف وزارة
الداخلية هو المعارضون ومتطلبات الأمن السياسي، ومتوسط تكلفة المتظاهر تصل إلي 20 الف
جنيه سنويا!!
نقلاً
عن موقع " مصراوى
*******
بسم الله الرحمن الرحيم
سعادة الأستاذ الفاضل
/ رئيس تحرير المحترم
بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو نشر هذا التصويب
بجريدتكم الموقرة درءًا للمفسدة وإعلاءً للحقيقة وتعظيماً لقيمة الكلمة.
فقد فوجئت بنشر تصريح
نسب إلىَّ بجريدة الميدان مفاده "سنعلن الحرب إذا اعتقل الأمن المرشد
العام" .. وظهر فى إحدى فقرات الخبر ما يدل على الاختلاق والفبركة عبارة
(وكانت معلومات قد ترددت...) مما يؤكد سوء نية الصحفى وحرصه على تأجيج نار الفتنة
فى وقت يتعمد فيه المغرضون أن ينسبوا تهمة العنف للجماعة.. والثابت أن الكثير من
قياداتها وأفرادها قد تعرضوا للسجن والاعتقال وأنا منهم ولم يكن فى خلقنا إلا
الصبر والاحتساب والالتزام بالمنهج الإصلاح الوسطى.
ونظراً لأن الجريدة
"أسبوعية" الصدور فقد بادرت بنشر هذا التصويب اللازم حتى لا يستغل ما
نشر بالخطأ عمدًا .. مادة للتسلية والحديث والتأويل..
كما شكوت الصحفى
والصحيفة لنقابة الصحفيين لاتخاذ الإجراءات القانونية والمهنية حيال هذا العمل غير
اللائق وميثاق الشرف الصحفى..
مع خالص تحياتى
محسن راضى - عضو
مجلس الشعب
شباب
الأخوان يهددون الأمة!!!
وعجبي
عزة الدمرداش
طالعتنا الصحف القومية (الحكومية ) و القنوات الفضائية على
حالة الرعب، والهلع التي أصابت الشعب، و
الحكومة على حد قولهم، ولربما أرعبت بوش وبلير، و(الأجنة في بطون أمهاتهم ) من
جراء الاستعراض الذي قام به مليشيات شباب الإخوان .
قام اثنين من الشباب
باستعراض لحركات الكراتية، والخمسون الباقون وقفوا انتباه في منتهى الأدب،
لم يقذفوا الطوب ، لم يهتفوا بسقوط زعيم، ولا وزير لم يحملون سنج، أو مطاوي، أو
قنابل مسيلة للدموع ، لم يمزقوا ثياب الفتيات
ويتحرشون بهن جنسيا، لم ينزلوا الفتيات من التاكسيات، ويعتدون عليهن على
الملء ..
لم يهتكون عرض الأطفال، ويمزقون أشلائهم منذ سبع
سنوات، ويلقونهم من فوق القطارات..
لم يدخلون على عشر أسر في بني مزار، ويسرقون أعضائهم ويمثلون بجثثهم..
لم يرقصون ويهزون مؤخر اتهم وصدورهم خلف راقصة (مفضوحة) - و هذه الكلمة
ليست بشتيمة أو القذف لا سمح الله - و لكن المفضوحة من كشف الله سترها في كل عمل
تقوم به، و يشاهده الملاء فهي ليست بشتيمة ولكنها وصف فقط .
نعود للشباب المرعب الذي لم يضربوا بنجوا أو هروين أو
يغيبوا عن الوعي .......
إنما ما فعلوه أدهى و أمر ، ما فعلوه هز عرش الظلم، و
الظالمين أفزع الفسدة مزوري الانتخابات، محتضني البلطجية، وسارقي البنوك، وقاتلي
ركاب البواخر، من أجل بضع مليارات وحارقي
وقالبي القطارات .
ماتوا من رعبهم خيبهم الله ، كنت أشاهد بالمصادفة فيلم
أعتبره محترم (ليلة سقوط بغداد ) يعرض حالة الرعب التي أصابت بعض المصريين عندما
ضرب الأمريكان وحلفائهم بغداد وارسلوا
التهديدات لسوريا، وإيران، والسودان فشعروا أن الدور آت لا محال علينا ففكروا في
عمل ستارة جوية تصد الصواريخ وعندما بحثوا
عن العلماء،، والموهوبين من الشباب وجدوهم قد غرقوا في شهواتهم، وتغيبوا
بالخمر، والمخدرات، وغرقوا في الكليبات
الماجنة، ثم بعد محاولات مميتة من إعادة استيقاظ الشباب بالأغاني الوطنية التي
افتقدناها، وكدنا ننساها، ولم يبقى منها إلا تحية العلم في طابور الصباح بالمدارس
، هذا إذا وجدا طابور أساسا !.. فهم أمل الأمة الذي سيحميها بالعلم، والعمل،
والإيمان، والسلاح ، وانتهى الفيلم.
بعده مباشرا شاهدت برنامج العاشرة مساءا، وشاهدت حالة
الهلع، والنفاق، والرياء ،الهجوم الشرس الحقود المملوء بالغل، والكراهية المنصب من
مداخلات رؤساء تحرير بعض الصحف العلمانية المأجورة المشهورة بتاريخها البغيض على
رؤوس الإخوان، واتهامهم بكل أنواع التهم و الافتراءات .. ( ومنها طمعهم في الوصول
للحكم) استرضاء للحكومة ولحسا لأقدام الحكام .
أنا لم أري شيئا غير عادي لكن من ( أكل لحم نيئ توجعه بطنه)
وعجبي !!!
آراء
وتحليلات... آراء وتحليلات... آراء وتحليلات... آراء وتحليلات... آراء وتحليلات...
آراء وتحليلات... آراء وتحليلات
طلاب الأزهر..
في سياق الفهم
وليس التبرير
أحمد الجعلي-* أمين الاتحاد الحر السابق
بجامعة
القاهرة.
بداية وقبل أن نسترسل في الكلام
وفهم ما حدث أؤكد تمامًا أنَّ كل سطرٍ من السطور التالية هو في سياق
الفهم والتحليل وليس أبدًا في سياق الاعتذار أو التبرير، فالكل قد أجمع منذ اللحظة
الأولى وفور مشاهدة تلك اللقطات على الاعتراض عليها واستنكارها،
سواءٌ كان الاعتراض من أفراد جماعة الإخوان ذاتها وطلابها وكوادرها في كل
مكان عبر اتصالاتهم ورسائلهم ومجموعاتهم البريدية ومدوناتهم الخاصة، مرورًا بالشخصيات
القيادية في الجامعة، وانتهاءً بأعضاء مكتب الإرشاد.
طلاب
الإخوان المسلمين .. والأزمة
(1) ينبغي ابتداءً أن نفرق بين العمل المدان لذاته،
وبين أن
تدان الرسالة التي يحملها العمل.. فمثلاً أن يتلفظ الطالب بألفاظ
نابية أو أن يتجول طالب في جامعته بسلاحٍ أبيض أو أن يقوم طالب
بتكسير شيء من مرافق جامعته أو أن يعتدي طالب على زميل أو
أستاذ له.. كل هذه الأعمال وشبيهاتها بالتأكيد هي أفعال مدانة في حدِّ ذاتها مهما
كانت النتائج المترتبة عليها أو الرسائل التي تحملها.
ولكن أن يقوم الطلاب بتنظيم أنفسهم
في مظهرٍ رياضي ما ويقوموا باستعراض بعض المهارات الرياضية من
"كونغ فو" و"كاراتيه"، فهو ليس بالأمر المدان في حد ذاته وإنما ما
يتوقف عنده هو الرسالة التي يحويها أو ملاءمته أو توقيته..
فلم نسمع يومًا أن هناك قانونًا أو
حتى عرفًا يمنع وينتقد أن يتعلم المرء مثل تلك الرياضات والتي تستخدم
للدفاع عن النفس، إنما تفتح لها النوادي وتنظم لها المسابقات بل
وشهدت الجامعات المصرية العديد من مثل هذه الاستعراضات في فعاليات طلابية لدعم
الانتفاضة الفلسطينية.
إذًا
فالطلاب وإن خانهم التعبير وأساءوا استخدام الوسيلة إلا أنهم حتى في خطئهم هذا لم
يستخدموا شيئًا مخالفًا أو خارجًا عن روح مجتمعهم وتعاليم دينهم.
(2) وحتى
إذا تركنا الوسيلة أو العمل وتوقفنا عند الرسالة فبالتأكيد لم تكن هذه
الرسالة تهدف إلى التهديد والوعيد بالعنف كما حاول البعض أن يروِّج، بل إن الرسالة كانت
غير ذلك تمامًا لمن يتأنَّى وينصف في قراءتها، وعبر عنها الكاتب والمفكر القبطي
رفيق حبيب قائلاً: "ولكن الرسالة كانت في تلك الكلمة البسيطة التي زينت ملابس
الشباب، وهي صامدون.. تلك هي الرسالة، فشباب الإخوان قالوا إنهم صامدون في مسيرتهم
وعملهم ونشاطهم، وإنهم مستمرون في دورهم العام داخل الجامعة وخارجها.
لم تكن رسالة الطلاب إلا محاولة
منهم للتأكيد على صمودهم، وقدرتهم على التحمل.. لقد كان إعلانهم واضحًا،
أنهم لن يتراجعوا رغم الضربات الأمنية، وفي كل الأحوال
فلقد كان المعنى الأهم أنهم صامدون.
(3) لجأ
الطلاب إلى هذا الاستعراض بعد تهديدات الأمن لهم بضربهم
"بالجزم" وأنه سيفعل بهم كما حدث في جامعة عين شمس من إدخال
"البلطجية" داخل الحرم الجامعي والاعتداء على زملائهم طلاب جامعة
عين شمس في مشاهد رآها الجميع على شاشات الفضائيات، مشاهد لا تخطئ فيها العين مناظر
الدماء ولا الأسلحة البيضاء التي اصطحبها أمثال هؤلاء الخارجين على القانون على
مرأى ومسمع حرس الجامعة، وكان الطلاب على ثقةٍ أن تنفيذ هذا الوعيد ليس صعبًا على
إدارة الجامعة، فبالأمس لم يحرك أحدٌ ساكنًا إزاء ما حدث في جامعة عين شمس، بل على
العكس أخذت الجهات المسئولة في الكذب والخداع وتضليل الرأي العام برغم بشاعة الحدث
ورغم توثيقه عبر الصور والفيديو.
(4) بقيت نقطة أخيرة غاية في الأهمية، وهي أن اللجنة الإعلامية
لطلاب الإخوان في الأزهر هي من اتصل بالجهات الإعلامية لدعوتهم لحضور فعاليات
هذا اليوم من اعتصامهم، والتي كانت الفقرة الرياضية مجرد جزء منه، بما يقطع تمامًا
الطريق على من يدَّعي أن هناك ترتيباتٍ وإجراءاتٍ سريةً لإعداد مثل هذه الأعمال،
بل إن الطلاب لم يهدفوا إلا لمعنى نبيل وأرادوا أن يشهد الإعلام والعالم ما
يكال لهم من بطش وقهر ومن ثم صمودهم أمام هذا البطش، ولكن من أسف شديد تم استخدام
الآلية والوسيلة الخطأ.
جماعة الإخوان
كان لها النصيب الأكبر من النقد
والاتهامات لكون هؤلاء الطلاب ينتمون لها اسمًا وفكرًا، وهنا كان لا
بد من وقفات:
(1) اتهام جماعة الإخوان بأنها من أعطى الأمر
لطلابها بمثل هذا التحرك هو محض افتراء واضح، وليس في حاجة
للتدليل على عكسه، فجماعة الإخوان تدرك جيدًا أن شباب اليوم
هم قادة الغد؛ ولذا بالتأكيد لن تحرك الطلاب المنتسبين لها "بالموبايل"-
كما يدَّعي البعض- وهي تعلم أنه لصنع قادة حقيقيين فلا بد أن تصقلهم التجارب وميدان
العمل، وأن يأخذوا قرارهم بأنفسهم وأن يخطئوا فيروا نتيجة خطئهم وأن يصيبوا فيروا
ثمرة جهدهم.. وأن هذا
هو الطريق الوحيد المضمون لإخراج جيل يُعتمد عليه، ويُبنى على أكتافه الوطن،
وتجد مصر من بينه الرجال القادرين على حمل المسئولية وتولي التبعة الثقيلة
لتصحيح وإصلاح كل ما تم إفساده في مصر.
(2) منهاج جماعة الإخوان المسلمين يتعارض تمامًا مع العنف واستخدامه
كوسيلة لتحقيق الأهداف مهما كان نبلها، فأبدًا لم نتعلم من إسلامنا ولا في
أحضان جماعتنا أن الغاية تبرِّر الوسيلة؛ ولذا سارعت الجماعة باستنكار هذا التصرف
من أبنائها ومطالبتهم بالاعتذار، ويمكن الحكم على منهاج أى جماعة كجماعة الإخوان
المسلمين أو أي جماعة فكرية من خلال التالي:
1- الأدبيات
2- الممارسات
وكل شخص بإمكانه مراجعة أدبيات
الجماعة من خلال رسائل مؤسسها الإمام البنا وتصريحات
مرشديها وقادتها؛ ليتأكد أن أدبيات جماعة الإخوان بعيدة تمامًا كل البعد عن استخدام
العنف كوسيلة للتغيير، بل على العكس أدبياتها تذهب لإدانته واستنكاره.
ولكل محايد أن يدرك أن ممارسات
الجماعة على مدار عمرها الطويل الذي قارب الثمانين عامًا لم تكن ببعيدة
عن أدبياتها، حتى وإن أخذنا في الاعتبار الاتهامات الباطلة
بعلاقة الإخوان ببعض حالات العنف في الأربعينيات فلم يتهم بعدها أحد جماعة
الإخوان بأي من أعمال العنف على مدار الـ60 عامًا الأخيرة.
بل
وحتى الاتهام لجماعة الإخوان بأن كل الجماعات التي تبنت العنف كمنهاج إنما هي خارجة
من عباءة الإخوان المسلمين، فحقيقة الأمر أن هذا الاتهام إن صح فإنما هو
تزكية لجماعة الإخوان التي تلفظ العنف وأصحابه وأن هؤلاء ممن أرادوا اتخاذ العنف
وسيلة لم يجدوا في جماعة الإخوان بيئةً خصبةً لفكرهم الخارج عن قناعة الجماعة
وأدبياتها، فبحثوا عنه خارجها.
(3) ولم
تضع الجماعة رأسها في الرمال إزاء الحدث، بل طالبت بشجاعة وثقة على لسان
نوابها في مجلس الشعب بأن يشكِّل المجلس لجنة برلمانية لتقصي الحقائق حول ما حدث وأن
يرفع تقريره لنواب الشعب ويحاسب المخطئ أيًّا كان، إلا أن مجلس الشعب رفض تشكيل تلك
اللجنة، لتتاح الفرصة للمتصيدين والقبضة الأمنية أن تمارس بطشها.
الإعلام صانع
الأزمة
نأتي بعد ذلك للاعب الأكبر في هذه
الأزمة، وهو الإعلام، ونتوقف معه في عدة نقاط:
(1) الأزمة بأكملها أشعلها
استخدام عبقري لمحرر جريدة ( المصري اليوم) حين استخدم كلمة
"ميليشيا الإخوان" كعنوان للخبر، وتناسَى الكاتب- وهو
يستخدم هذه الكلمة.. اللفظة العبقرية لصناعة السبق الصحفي- تناسى تمامًا ميثاق
الشرف الصحفي والأمانة الصحفية في نقل الحقيقة للقارئ والمشاهد، ليعقبه صحفي آخر
باستخدام عبارة "الحرب الأهلية بين طلاب الجامعة" ليكمل بها
رسم الصورة المزيفة، واستخدام كلمات ومفردات ترتبط في ذهن العموم بأحداث لبنان والعراق؛
لتضفي بذلك على المشهد ظلالاً وخيالات سوداء من نسج خيالهم.
(2) المصوِّر ذاته الذي التقط صور الأحداث لجريدة (المصري اليوم) وهو
أ. عمرو عبد الله أبدى أسفَه وحزنَه من الاستخدام السيِّئ لصوره
وتقريره حول هذا اليوم وقال في شهادته:
"فمنذ يوم الإثنين عندما
نشرت جريدة (المصري
اليوم) خبر
(ميليشيات الأزهر)
أحسست بضيق في صدري لما سوف يأتي بعد ذلك.. الله وحده يعلم أنني كنت
أؤدي عملي فقط، وأن الأمر لا يستعدي كل هذه الضجة ولا ما ترتب
عليها من أحداث واعتقالات، فما حدث يوم الأحد كان مجرد فقرة
رغم غرابته إلا أن حواراتي مع الشباب تأكدت أنه لا يحمل أي مضمون أو هدف، بالإضافة إلى
أن عدد الطلبة لم يكن يتجاوز 2% من قوات الأمن الموجودة على أبواب الجامعة فمن الذي
يقوم بالاستعراض؟!".
(3) ولكن بالتأكيد كانت هذه
فرصة مناسبة لكثير من المتشفين وكثير من النفعيين،
ليستخدموا الحدث للحصول على مكاسب شخصية أو فئوية، حتى إن برنامجًا رياضيًّا للاعب
كرة سابق أبى إلا أن يستخدم لقطات من العرض في صدر برنامجه، ولكن العجيب أنه
لم يستخدمها لعرض اللقطات الرياضية والتعليق على براعة الأدء الرياضي بل استخدمها
للهجوم على جماعة الإخوان التي تنافسه على مقاعد مجلس الشعب في دائرته، وحتى
اللحظة أحاول أن أفهم تحت أي مسمًّى ومبرر إعلامي يمكن عرض مثل تلك اللقطات في برنامج
رياضي!!
إدارة الأزهر
الطيبة ورئيسها
الطيب
أما عن موقف إدارة جامعة
الأزهر ولا سيما رئيسها د. أحمد الطيب، والذي وصف الطلاب بأنهم فئة مارقة، وأنهم
مجموعة من الخراف الضالة، وأنه لن يتدخل للإفراج عن الطلاب ولا ينصح أحدًا بالتدخل
ولا يريد أن يطلب منه أحد ذلك، وأن الطلاب يدارون بـ"الموبايل" من
الخارج..
فلسيادة الدكتور رئيس الجامعة
نقول: إن هناك آخرين هم من يدارون بالموبايل من الخارج، وأنقل هنا كلام
وكيل كلية طب قصر العيني السابق د. صلاح الغزالي حرب، والذي صرَّح به على صفحات جريدة (
المصري اليوم)، وقال ما نصه ردًّا على وزير التعليم العالي:
"هآنذا يا سيادة الوزير أقولها
وبأعلى صوت وعلى رؤوس الأشهاد: نعم أمن الدولة موجود في كل
الجامعات الحكومية وفي كلية طب القاهرة، وهي كبرى الكليات المصرية
على الإطلاق يسيطر أمن الدولة على كل شاردة وواردة بالكلية، ومقر جامعة
القاهرة الرئيسي لا يخلو في أي وقت من ممثلي الجهات الأمنية في مكاتب
جميع الإدارات والقيادات، وهذه حقائق بديهية يعلمها كل من يعمل في السلك الإداري،
ولا أتصور أن الوزير لا يعلمها، ولكن سيادته يحاول تجميل وجه الدولة، في حين
أن الحديث عن أي تطوير يفتقد القيمة والمصداقية في ظل هذا المناخ الأمني المستفز".
حصاد
الأمن
أما البطشة الأمنية التي تحكم سيطرتها
دومًا على الأحداث وتضع هي دائمًا كلمة النهاية المأساوية للأحداث، فلنا أن نتوقف
معها في التالي:
(1) غريب أن يظن البعض أن الاعتقالات
كانت نتيجةً لأحداث الأزهر، فعلى مرمى حجر من جامعة الأزهر تم
اعتقال قرابة الثلاثين طالبًا منذ شهرين بسبب مسيرة سلمية نظمها
الطلاب في حرم جامعتهم حلوان اعتراضًا على الانتهاكات في العملية الانتخابية
الطلابية، وحتى يومنا هذا لا يزال الطلاب رهن تجديدات النيابة لهم
بالحبس.
(2) وكان
متوقَّعًا جدًّا أن تكون هناك بطشةٌ أمنية تنال العمل الطلابي وكوادره،
خاصة بعد أن فاق أداء الطلاب هذا العام كلَّ التوقعات، وصمدوا أمام كل المعوقات،
وأجرَوا انتخاباتهم الحرة في مختلف الجامعات المصرية، وانتهاءً بتأسيس الاتحاد
الحر لطلاب مصر بعد طول غياب لاتحاد طلاب مصر.
(3) بل
إن جدران السجون والمعتقلات كانت لتوِّها منذ عدة أيام فحسب قد ودعت د. عصام
العريان ود. محمد مرسي القياديَّين بجماعة الإخوان ومن قبلهما ببضعة شهور فقط ودعت
ما سمِّي حينها بـ"لجنة الطلبة" بجماعة الإخوان المسلمين، والذين تم
اعتقالهم في العام الدراسي الفائت على خلفية نشاط الحركة الطلابية الفاعل والمؤثر في
العام الدراسي الماضي، ولم يكن هناك حينها عرض رياضي أو غيره من مسوغات الأمن
الواهية للقبض على الطلاب.
كانت
هذه محاولةً لاستكشاف وتحليل أبعاد الأزمة من واقع الفهم وليس التبرير كما
أكدنا في البداية، ويهمنا في الختام أن نرسل ببرقية لطلاب الإخوان المسلمين بأن الوطن
لا زال ينتظر جهودكم وجهود كل أبنائه من الشباب المخلص الناضج الواعي، فأنتم أمل
مصر ومستقبلها.
ولكل
جواد كبوة، ولكن الضربة التي لا تقصم ظهرك تقوِّيه، فليكن ما حدث درسًا لنا
جميعًا لتكون أعمالنا أكثر نضجًا وأكثر حكمةً، ولعل غدًا الوطن يستفيد من خطأ اليوم،
ونذكِّر ختامًا بقول الله عز وجل: ﴿قُلْ
لَنْ يُصِيبَنَا إِلاَّ مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا هُوَ مَوْلانَا وَعَلَى اللَّهِ
فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ﴾.
*******
وآخر دعوانا أن
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى أله وصحبه أجمعين
والله أكبر ولله
الحمد