تقرير شامل عن قضية طلبة جامعة الأزهر

963 لسنة 2006 حصر نيابة أمن الدولة العليا

 

 

بدأت أحداث هذه القضية باعتصام نظمة طلبة جامعة الأزهر احتجاجا على تزوير انتخابات اتحاد الطلبة وقرار الجامعة بفصل سبعة من الطلبة الذين شكلوا ما يعرف باسم ( الاتحاد الحر ).

تضمن هذا الاعتصام طابور عرضى أشبه بطوابير عرض المقاومة الفلسطينية حيث ارتدى الطلاب الأقنعة وملابس المقاومة وقاموا بعروض لبعض ألعاب الدفاع عن النفس.


فى أعقاب ذلك شن الاعلام الحكومى حملة على جماعة الاخوان المسلمين متهمة إياها بتكوين تشكيلات عسكرية واستشعر البعض من تلك الحملة الاعلامية قرب وقوع حملة اعتقالات جديدة فى صفوف الجماعة.

 

وفى فجر يوم الخميس الموافق 14 ديسمبر 2006 قامت قوات الأمن بمداهمة المدينة الطلابية لجامعة الأزهر المصرية واعتقال عدد كبير من طلاب الجامعة ، كما داهمت بعض الشقق المستأجرة لسكن الطلاب ايضا.

كما قامت قوات الأمن بمداهمة منازل بعض قيادات جماعة الاخوان المسلمين والقت القبض عليهم. واختلفت الاخبار فى تحديد عدد المقبوض عليهم ما بين مائة وأربعين إلى مائة وثمانين شخص.

 

القضية رقم 963 لسنة 2006

حصر تحقيق نيابة أمن الدولة العليا

مساء الخميس 14/12/2006 بدأت نيابة أمن الدولة العليا المصرية مباشرة التحقيق فى القضية التى قيدت برقم 963 لسنة 2006 حصر تحقيق نيابة أمن الدولة العليا حيث حضر بعض المقبوض عليهم الى سرايا النيابة فى حدود الساعة العاشرة مساء. وقد افادت النيابة أن إجمالى عدد المقبوض عليهم حتى الآن يبلغ مائة واثنين وثلاثون شخصا.. وأنها سوف تباشر التحقيق فى هذا اليوم مع واحد وثلاثون متهم فقط ، على أن تباشر فى اليوم التالى الجمعة التحقيق مع باقى المتهمين ويقدر عددهم بمائة وواحد متهم.

 

اليوم الأول للتحقيق : الخميس 14 ديسمبر

بدأت نيابة أمن الدولة التحقيق فى يومه الأول مساء الخميس 14 ديسمبر 2006 بحضور عدد من المحامين تراوح بين 40 - 50 محامى.. وقد تضرر المحامين من سوء المعاملة التى تمثلت فى منعهم لمدة ساعتين من دخول مبنى النيابة وتواجدهم فى الشارع المواجهة لسرايا النيابة فى ظل مناخ شديد البرودة.

وقد باشرت النيابة التحقيق مع واحد وثلاثون متهما تم احضارهم الى سرايا النيابة.

بينما تم احتجاز باقى المتهمين فى معسكر أمن مركزى مدينة السلام..

 

وقسمت النيابة المتهمين الماثلين الى مجموعتين..

مجموعة القيادات

ومجموعة الطلبة.

 

أولا : مجموعة القيادات : وتتكون من ستة عشر شخصا :

1- المهندس / محمد خيرت الشاطر - مهندس حر ( النائب الثانى للمرشد العام )

2- الأستاذ الدكتور / محمود ابو زيد – أستاذ بطب القصر العيني

3- الأستاذ / أحمد عز الدين أحمد - صحفي

4- المهندس / أيمن عبد الغنى - مهندس حر

5- الدكتور / صلاح الدسوقى - طبيب ( أستاذ قسم الجراحة بكلية طب الأزهر )

6- الدكتور / فريد جلبط - أستاذ جامعى ( أستاذ القانون الدولى بكلية شريعة وقانون الأزهر )

7- الدكتور / عصام عبد المحسن - أستاذ جامعى ( أستاذ الكيمياء الحيوية بكلية علوم الأزهر )

8- المهندس / ممدوح أحمد الحسينى - مهندس حر

9- ياسر محمود عبدة – محاسب ( أمين عام نقابة التجاريين بالجيزة )

10- سيد معروف - محاسب

11- جمال شعبان - محاسب

12- محمد مهنى حسن - محاسب قانونى

13- صادق الشرقاوى - محاسب

14- محمود مرسى - محاسب

15- فتحى البغدادى - مهندس

16- مصطفى محمد سالم - محاسب

 

ثانيا : مجموعة الطلبة : وتتكون من خمسة عشر شخصا وهم :

1- أحمد حسين سبع - ( ثانية تجارة )

2- أحمد ثروت السيد - ( أولى تجارة )

3- أحمد مصطفى عتمان - ( أولى تجارة )

4- أحمد جاد الكريم عبد الرحيم - ( أولى تجارة )

5- أحمد محمد كامل - ( ثانية تجارة )

6- عبد الله محمد المرشدى- ( أولى تجارة )

7- أحمد محمد قطب صيام - ( ثانية تجارة )

8- محمد طارق أحمد - ( ثالثة تجارة )

9- محمود مطر محمود - ( رابعة تجارة )

10- المعتصم بالله عصام البربيرى - ( أولى تجارة )

11- أحمد عاطف محمد - ( ثانية أصول الدين )

12- حازم محمد أحمد - ( ثانية أصول الدين )

13- محمد ابراهيم أبو النجا - ( أولى أصول الدين )

14- إبراهيم نصر السيد - ( أولى أصول الدين )

15- محمد عبد الهادى رمادى - ( رابعة اصول الدين )

 

تفاصيل القضية

 

أولا : محضر التحريات :

محضر مؤرخ 13/12/2006 محرر بمعرفة المقدم عاطف الحسينى الضابط بمباحث أمن الدولة أثبت فيه :

أن التحريات السرية التى تجريها مباحث أمن الدولة قد اسفرت عن الآتى :

- أن بعض العناصر المنتمية لجماعة الإخوان المسلمين المحظورة قد أتفقوا فيما بينهم على معاودة التحرك وإحياء نشاطهم السرى والعمل على نشر الافكار الإخوانية خاصة فى القطاع الطلابى الجامعى بغرض السيطرة على هذا القطاع بما يخدم أغراض هذه الجماعة المحظورة.

- قامت هذه العناصر بعقد عدة اجتماعات تنظيمية لإعداد مخطط يستهدف التغلغل فى القطاع الطلابى بجامعة الأزهر فى إطار مخطط يستهدف إثارة القاعدة الطلابية بالجامعة ودفعها الى التظاهر والاعتصام والتعدى على الطلاب والأساتذة ، والخروج بتلك المظاهرات للطريق العام وتعكير صفو الأمن العام وإتلاف الممتلكات العامة والخاصة وإشاعة عدم الاستقرار على غرار ما يحدث ببعض دول الجوار، وذلك وصولا إلى مرحلة التمكين وتحقيق أستاذية العالم وإقامة دولة الخلافة الإسلامية وتعطيل القوانين المعمول بها واستبدالها بما أسموه القوانين الإسلامية.

- وأن بعض عناصر التنظيم قامت باستئجار عدد من الشقق المفروشة لتسكين الطلاب المنتمين للتنظيم ، وأمكن تحديد شقتين منهم بمنطقة محطة المثلث بالحى العاشر بمدينة نصر.

- كما أكدت التحريات أن هذه العناصر قامت بتشكيل لجنة تسمى " لجنة النشاط الطلابى " المنوط بها اختراق القطاعات الطلابية بجامعة الأزهر وتشكيل تشكيلات شبه عسكرية على غرار المليشيات التابعة لبعض الاحزاب الدينية فى دول الجوار مثل حزب الله فى لبنان وحماس فى فلسطين وجيش المهدى بالعراق والحرس الثورى فى ايران.

- وقد اسفرت التحريات عن أن هذه العناصر هى ( قام بسرد مجموعة القيادات المكونة من سبعة عشر شخص ).

- كما أمكن تحديد بعض العناصر الطلابية التى تم استقطابها للإنضمام للتنظيم ( قام بسرد أسماء مجموعة الطلبة )

- كما اسفرت التحريات عن قيام كلا من : محمد خيرت الشاطر بتوفير الدعم المالى للجنة ، ومحمود أحمد محمد بالإشراف على الحركة التنظيمية بالقطاع الطلابى ، وأيمن أحمد عبد الغنى بالإشراف على البرنامج التربوى والتثقيفى ، وأحمد عز الدين أحمد بالإشراف على الحركة الإعلامية للتنظيم ونشر وترويج الأفكار الإخوانية بمختلف وسائل الإعلام.

 

- وقد أكدت التحريات أن هذا التنظيم أعتمد على تثقيف كوادره على برنامج تثقيفى شبه عسكرى قام بوضعه العناصر المذكورة ، ويستهدف البرنامج إعداد الكوادر الطلابية المنتمية للتنظيم وإلزامهم بارتداء زى خاص وتسليحهم ببعض الأسلحة مثل المدى والعصى والجنازير ، ودفعهم الى التظاهر واحداث العنف داخل الحرم الجامعى وإرهاب الطلاب والأساتذة .

- وأن هذه العناصر قامت بتحريض الطلاب على تنظيم تظاهرة شبه عسكرية بارتداء ملابس شبه عسكرية وأغطية رأس سوداء على رؤسهم على غرار ملابس بعض فصائل المقاومة المسلحة فى دول الجوار وذلك تضررا من اصدار الجامعة قرارا بفصل سبعة من الطلاب المنتمين للتنظيم.

- كما أكدت التحريات على أن هذا التنظيم أعتمد على الترويج لمبدأ الجهاد لإقناع البعض منهم بالسفر للبلدان التى تشهد حروب بين المسلمين وأطراف أخرى تحت زعم مشاركة فصائل المقاومة الإسلامية لمقاومة قوات الاحتلال بتلك الدول.

 

أذن النيابة :

فى 13/12/2006 اذن من رئيس نيابة أمن الدولة العليا بضبط وتفتيش شخص ومسكن الوارد أسمائهم بمحضر التحريات.

 

التحقيقات :

أمتنع المتهمون الستة عشر ( مجموعة القيادات ) عن الإدلاء بأقوالهم أمام نيابة أمن الدولة حيث قرروا جميعا بأن هذه القضية قضية سياسية بقرار سياسى وليست قضية جنائية وأن إدلائهم بأقوالهم لن يقدم جديد فيها. واثبتت النيابة فى محاضر تحقيقاتها امتناع المتهمين الستة عشر عن التحقيق.

بينما مثل مجموعة الطلبة الخمسة عشر للتحقيق أمام النيابة حيث أنكروا جميع الإتهامات المنسوبة لهم ونفوا علمهم بما تضمنه محضر التحريات كما نفوا صلتهم بالاحراز المرفقة بالقضية.

 

الأحراز :

- المتهمين الستة عشر ( مجموعة القيادات ) :

مع كل متهم حرز عبارة عن مظروف بنى اللون كبير الحجم يتضمن مجموعة من الكتب الدينية وبعض المطبوعات التى تتضمن فكر جماعة الاخوان المسلمين.

 

- المتهمين الخمسة عشر ( مجموعة الطلبة ) :

الحرز الأول : شنطة سفر زرقاء اللون بداخلها عدد خمسة تيشرت اسود اللون ، وخمسة بنطلونات سوداء ، وخمسة أقنعة رأس سوداء اللون ، وخمسة كوفيات شال فلسطينى ابيض فى أسود.

          الحرز الثانى : عبارة عن عدد 2 سيف حديدى - 1 عصاه حديد كبيرة - عدد 2 شومة - عدد 6 سنجة حديد - عدد 2 قبضة حديد - عدد 18 سلسلة حديد - عدد 3 جنزير - مطواه.

 

ملحوظة : اثبت الدفاع اختلاف بعض اعداد الاسلحة المحرزة عن العدد الثابت بمحضر القبض المدون على الحرز ، كما اثبت الدفاع مناظرة لحالة الاسلحة البيضاء شديدة الصداء بما يعنى تخزينها من مدة زمنية طويلة.

 

الحرز الثالث : عبارة عن صندوق كروت بداخلة عدد من المطبوعات والمنشورات التى تحمل فكر جماعة الاخوان - وعدد من اللافتات الكرتوينة ومجلات الحائط الورقية الجامعية - وبعض أوراق الدعاية التى تحمل اسم جماعة الاخوان المسلمين وشعاراتها.

 

الإتهامات :

أولا : المتهمين خيرت الشاطر ومحمود أحمد محمد وايمن أحمد عبد الغنى وأحمد عز الدين أحمد :

1- تولى قيادة فى تنظيم أسس على خلاف الدستور والقانون الغرض منه تعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة من مباشرة عملها وكان ذلك باستخدام الإرهاب.

2- حيازة مطبوعات تتضمن فكر جماعة أسست على خلاف القانون معدة للتوزيع واطلاع الغير عليها.

3- الترويج والتحبيذ لفكر جماعة أسست على خلاف القانون والدستور.

 

ثانيا : باقى المتهمين فى مجموعة القيادات :

1- الانضمام الى تنظيم أسس على خلاف القانون الغرض منه تعطيل أحكام الدستور والقانون. وكان الارهاب من ضمن وسائلة.

2- حيازة مطبوعات معدة للتوزيع واطلاع الغير عليها تتضمن ترويجا لفكر جماعة أسست على خلاف الدستور والقانون.

 

ثالثا : مجموعة الطلبة :

1- الإنضمام إلى تنظيم أسس على خلاف الدستور والقانون الغرض منه تعطيل أحكام الدستور والقانون ومنع مؤسسات الدولة من ممارسة عملها. وكان الارهاب احد وسائل هذا التنظيم.

2- حيازة مطبوعات معدة للتوزيع واطلاع الغير عليها تتضمن ترويجا وتحبيذا لفكر جماعة أسست على خلاف القانون.

3- حيازة أسلحة بيضاء فى غير الأحوال المصرح بها قانونا.

 

قرار النيابة :

يحبس جميع المتهمين خمسة عشر يوما على ذمة التحقيق.

 

اليوم الثانى للتحقيقات : الجمعة 15 ديسمبر :

كانت النيابة قد حددت هذا اليوم لمباشرة التحقيق مع باقى المتهمين ويبلغ عددهم مائة وواحد متهم كلهم من طلبة جامعة الأزهر. وكانت النيابة قد حددت الساعة الخامسة ظهرا موعدا لبدأ التحقيق.

حضر المحامين فى الموعد المحدد إلا أن النيابة منعتهم من الدخول إلى سرايا النيابة. وظل المحامين متواجدين فى الشارع المقابل للنيابة من الساعة الخامسة وحتى الساعة السابعة ظهرا. وقد تضرر المحامين من سوء المعاملة ومنعهم من دخول سرايا النيابة.

فى حدود الساعة السابعة أصدر المحامى العام لنيابة أمن الدولة تعليمات بتحديد عدد المحامين المصرح لهم بحضور التحقيق بمحامى واحد فقط لكل متهم ومنع ما عدا ذلك من دخول سرايا النيابة مما أثار استياء وتذمر المحامين وحدثت بعض المواجهات والمشادات بين المحامين وقوات الأمن التى أحاطت بمبنى نيابة أمن الدولة.

فى حدود الساعة الثامنة قرر المحامين المتواجدين انسحابهم والامتناع عن حضور التحقيقات. وطالبوا بارجاء التحقيق وامتناع النيابة عن التحقيق مع المتهمين دون حضور محاميهم.

إلا أن النيابة فى ظل قرارها بمنع دخول المحامين الى سرايا النيابة شرعت بالفعل فى التحقيق مع المتهمين دون حضور محاميهم.

على هامش الأحداث

نائب المرشد وقيادات الإخوان

 يرفضون الإدلاء بأقوالهم أمام نيابة أمن الدولة

امتنع المهندس خيرت الشاطر عن الردِّ على أسئلة نيابة أمن الدولة- طعنًا في مشروعية التحقيق معه.

 وأكد نائب المرشد- قبل الامتناع عن الردِّ على الأسئلة- أن القضية المتهم فيها قضية سياسية، المقصود منها تشويه صورة الجماعة والمزايدة على دورها الوطني، مضيفًا أن الأموال التي تمت مصادرتها وتبلغ 40 ألف جنيه مصري و20 ألف دولار وبعض العملات الأجنبية التي تقدَّر بمئات الجنيهات المصرية خاصةٌ بمشروعاته الاقتصادية التي يديرها.

 يُذكر أن هيئة الدفاع- والتي يترأَّسها محامي الإخوان عبد المنعم عبد المقصود- انسحبت بعد امتناع طلاب الإخوان عن المثول أمام نيابة أمن الدولة العليا.

ونفي الطلاب التهم المنسوبة إليهم، كما نفوا ضبط أسلحة بيضاء وجنازير في مسكنهم في المدينة الجامعية، واتهموا الأمن بتلفيق المضبوطات، واعتقالهم بصورة عشوائية

واعتبر الطلاب أداء فقرات استعراضية داخل الجامعة أمراً مباحاً قانوناً، وقالوا: إن ممارسة رياضات عنيفة كالكاراتيه والكونغ فو مباحة قانونا في جميع الأندية الرياضية ولم يرد نص قانوني بتجريمها أو منعها وطالب الدفاع بإخلاء سبيل الطلاب حرصاً علي مستقبلهم، ليتمكنوا من أداء الامتحانات العملية وامتحانات نصف العام. وتستكمل النيابة اليوم التحقيق مع بقية أعضاء جماعة الإخوان المسلمين المقبوض عليهم

----------

 

مؤتمر صحفي بنقابة المحامين يؤكد:

طلاب الأزهر لم يرتكبوا جريمة

عقدت لجنة الحريات بنقابة المحامين المصرية السبت 16/ 12/ 2006م، مؤتمرًا صحفيًّا حول حملة الاعتقالات الأخيرة لما يزيد عن 180 طالبًا بأبراج الصفا بالمدينة الجامعية لطلاب الأزهر فجر الخميس 14/ 12/ 2006م.

 وأكد جمال تاج الدين عضو مجلس النقابة أنَّ ما حدث لا يمكن فصله عن بقيةِ ما يجري داخل البلاد، كما حدث مع العمال والصحفيين والقضاة وأعضاء هيئات التدريس .. وقال: إنَّ النظامَ مصممٌ على منع أي انتخاباتٍ حرة نزيهة سواء كانت رئاسية أو تشريعية أو عمالية أو طلابية... وأوضح أنَّ النظامَ اشتبك مع كلِّ فئاتِ المجتمع فليس هناك فئة إلا واشتبك النظام معها، وما حدث هو صفحة سوداء في تاريخ النظام الحاكم، وتساءل: ما الجريمة التي اقترفها الطلاب حتى يحدث لهم ما جرى؟. .. وأضاف: إنهم لم يسرقوا أموال الشعب ولم يُغرِّقوا العبارات ولم يُشاركوا في نهب أموال البنوك حتى يحدث لهم كل هذا التشويه والظلم... وأشار إلى الانتهاكات التي تعرَّض لها الطلاب، ومنها أنه تمَّت محاصرة مبنى سكن الطلاب بأكثر من 30 عربة أمن مركزي تحمل أكثر من 1500 عسكري وضابط واقتادوا الطلاب بملابس النوم بطريقةٍ همجيةٍ إلى معسكرات الشرطة بمدينة السلام، وظل الطلاب يومين بلا طعامٍ أو شرابٍ ثم تمَّ تلفيق بعض التهم لهم..  وناشد تاجُ الدين النائبَ العامَ أن يتدخل للإفراج عن الطلاب وأن يراعي حالة أهاليهم ومواعيد امتحانات ذويهم وخاصةً أنَّ أغلبهم من الطلاب المتفوقين وطلاب الكليات العملية.

 

لجنة الحريات بنقابة الصحفيين

 تستنكر اعتقال أحمد عز الدين

أدانت لجنة الحريات بنقابة الصحفيين المصريين اعتقال الصحفي أحمد عز الدين، وأكدت أن الاعتقال وراءه أسباب سياسية، وعلَّلت ذلك بأنه لم يرتكب جُرمًا يستدعي ذلك.

وقالت اللجنة السبت 16/12/2006م: إن هذا الاعتقال ظلمٌ صارخٌ وقَع في حقِّ الشرفاء، مشيرةً إلى أنه جاء في ظل قانون الطوارئ والأحكام العُرفية التي تكبِّل قيودَ المصريين منذ ربع قرن.

وقد اعتدى خمسة من ضباط مباحث امن الدولة ومباحث قسم قصر النيل على الكاتب الصحفى وعضو مجلس نقابة الصحفيين محمد عبد القدوس خلال تظاهرة نظمتها لجنة الحريات بالنقابة ظهر" الاحد " للتضامن مع الصحفى المعتقل احمد عز الدين.

-------------

واجب مقاطعة

الوسائل الإعلامية المغرضة

دأبت جريدة المصرى اليوم " المستقلة " على ترويج اخبار كاذبة عن الجماعة وتعمد تحريف تصريحات قادتها والتى كان اخرها تحريف تصريح للقيادى فى الجماعة الدكتور عصام العريان عقب اخلاء السلطات المصرية سبيله حيث نشرت الجريدة على لسان العريان " الترويج لفكر الاخوان هو اللى ودانى فى داهية " مما دفع العريان الى ارسال تكذيبا للجريدة نفى فيه صحة هذا العنوان مؤكدا فى رسالته أنَّ فكر الإخوان ليس تهمةً "تودي في داهية" كما اختلق الخبر، بل هو محل فخرٍ وتقديرٍ وإشادةٍ من دراساتٍ متعمقةٍ في رسائل ماجستير ودكتوراه في معظم جامعات العالم

وتسببت الصحيفة فى القبض على نحو 200 من قادة الجماعة وطلابها من بينهم النائب الثانى للمرشد العام للاخوان المسلمين المنهدس خيرت الشاطر بعد ان نشرت الجريدة تقريرا تحريضيا فى عددها الصادر يوم الاثنين 11 ديسمبر 2006 تحت عنوان " ميليشيات اخوانية تستعرض مهارات القتال الداخل الجامعة " وأرفقت بالموضع صورة لبعض طلاب جامعة الازهر يرتدون زيا شبه عسكرى كتب تحتها " طابور شبه عسكرى لميليشيات الاخوان فى استعراض قوة " خاصة وان الاتهامات التى وجهت الى المتهمين جاءت متطابقة تماما لما جاء فى تقرير الصحيفة التى يرأس تحريرها قيادة فى الحزب الوطنى " مجدى الجلاد " حيث جاء فى مذكرة الاتهام لمباحث امن الدولة ان الاخوان سعوا إلى تشكيل ميليشيات عسكرية على غرار تلك التابعة لبعض الأحزاب والقوى السياسية في دول أخرى، كما الحال بالنسبة إلى حزب الله في لبنان وحركة حماس الفلسطينية والحرس الثوري في إيران ".

في أزمة العرض الرياضي، كان مانشيت الصحيفة يوم الاثنين 11/12/2006 "مفخخا" وتحريضيا، ومكتوبا بصيغة "الرأي" وليس بصيغة "الخبر" المحايد، مدعما بمقال من رئيس التحرير ومقالات كتاب الزوايا، وتحقيق صحفي في اليوم التالي.

وفي ذات اليوم خصصت قناة "دريم" التي ترتبط بعلاقات "غريبة" وغير مفهومة مع "المصري اليوم" ، حلقة لمدة ساعتين عن ميليشيات الإخوان المزعومة.

 

شهادة حق

بسم الله الرحمن الرحيم

أرجو من قراء هذه الرسالة أن يعرفوا إلي أي مدي السوء الذى أعانيه نفسيا من جراء نشر تلك الصور فمنذ يوم الاثنين عندما نشرت جريدة المصري اليوم خبر( ميلشيات الأزهر ) أحسست بضيق في صدري لما سوف يأتي بعد ذلك ولمن كل ذلك، كان خوف ولكن لم اشعر أن كل ذلك سوف سيحدث .

الله واحده يعلم أنني كنت أؤدي عملي فقط وان ما الآمر لا يستعدي كل هذه الضجة ولا ما ترتب عليها من أحداث واعتقالات فما حدث يوم الأحد كان مجرد فقرة رغم غرابته إلا أن حواراي مع الشباب تأكدت انه لايحمل اى مضمون أو هدف بالإضافة أن عدد الطلبة لم يكن يتجاوز 2% من قوات الأمن الموجودة على أبواب الجامعة فمن الذي يقوم بالاستعراض ؟ .

بالرغم من أن يوم الأحد الماضي كان يوم أجازتي، كما أنه نفس اليوم الذى حددته لجنة نقابة الصحفيين للمثول أمامها، و لكن بمجرد معرفتي و تبليغي من احد أعضاء اللجنة الإعلامية من الاتحاد الحر الخاص بطلاب جامعة الأزهر بأن هناك وقفه وعرض خاص من الاتحاد خلال الاعتصام المفتوح الذى عزم الطلاب على إقامته بسبب أخبار رجال الحرس الجامعي "بأن خروج الطلبة في اى مظاهرة أو وقفة أو اعتصام سوف يضرب بالجزمة "وهذا على حد وصفهم .. ولذلك اخبرني عضو اللجنة الإعلامية بأنه سوف يكون هناك اعتصام يتخلله فقرات حتى يعلم الأمن أنه لايحكمنا داخل الجامعة بل نقوم بالأنشطة التى تخصنا المساس بنا .. وفكرت بان اذهب أولا إلى الجامعة ولكن قررت أن اذهب إلي المكتب أولا حيث أضع البدله الخاصة باللجنة التى سوف اعرض عليها صباحا .. ثم توجهت إلى المدينة الجامعية ولاحظت أن كل مداخل الجامعة كأنها ثكنة عسكريه وتوجهت إلي باب المدينة الجامعية حيث لاحظت انه مفتوح علي جانبيه والأمن يحاصره تماما

كما وجدت مجموعه من الطلاب واقفين في صفوف وكان كل وجهم ملثم ماعدا عيونهم ويقوموا بحركات من الثبات وبدأت الصيحات تعلوا منددة بتدخل الأمن في أحوال الجامعة.

ثم بدا الاستعراض الخاص بالكاراتيه والكونغفو ، وفي الحقيقة بأنني قد فوجئت بما شاهدته مع العلم بأنها لم تكن المرة الأولى لإقامة مثل هذه العروض التى سمعت عنها قبل ذلك  ولكن عندما شاهدته قبل ذلك كان اسكتشات عن المقاومة و إسرائيل ولكن هذه المرة كانت هناك علامات استفهام كثيرة وأنا أقوم بالتصوير ولم يكن هناك أي ضيق من قيامي بالتصوير ولم يعترض احد علي ذلك، وهذا أنه ليس استعراض سرى كما وصف بل استعراض علني ،أن وسائل الإعلام ستعرضه.

كما أن العروض الرياضية لم تكن قوية بل تدل على مجرد استعراض فقط –كما أن الشباب لم يستخدموا اى نوع من الأسلحة البيضاء بالإضافة إلى تجنبهم التام للاحتكاك مع قوات الأمن .

ثم استكمل الطلاب عرض أخر بعدما انقسم الشباب إلى فريقين  ثم بدءوا بالمرور داخل أروقه الحرم الجامعي ووقفت مجموعة أمام مكتب رئيس الجامعة في وقفه ثابتة دون تحرك .

والمجموعة الاخري بدأت في السير داخل كليه الطب ليصلون إلي مكتب وكيل الكلية ليعرضوا مطالبهم والتي لم يكن لها أى رد فعل من قبل الوكيل ، ثم بدا الاثنان في التجمع مره أخري أمام مكتب رئيس ثم وقفوا متراصين أمام مبنى الإدارة وظلوا صامتين حتى أذان الظهر ،ثم استعدوا إلي الصلاة والتي لم استطع أن أصورها لارتباطي بالذهاب إلي الجريدة وذلك أولا لإرسال الصور إلي الجريدة، وكذلك لكي الحق بالذهاب إلي النقابة لان اليوم كما قلت ميعاد الالتحاق بنقابة الصحفيين .

وبعد ذلك أرسلت الصور إلي مديري التحرير و عن تقرير ما حدث منذ بداية اليوم لكتابه ولكي لا رصد أي شيء خطا أصررت علي أن يقوم احمد البحيرى المحرر بالجريدة حتى يتأكد من كافة ما قامت برصده من أحداث، وذلك حتى لا ارتبط بأي شي خطا قد أسئل عليه .. ثم قمت بعد ذلك برصد وقفة الاعتذار وما أبداه الطلبة من ندم على تلك الفقرة التى لم يشاهدها احد داخل سياقها الطبيعي إلا وأكد أنها مجرد فقرة رياضية أخذت شكل غير تقليدي ولا تتعدى ذلك .

هذا كل ما حدث في ذلك اليوم وأرجو من يكن بداخله أي ضيق مني لفعلي أي شيء قد أسيء إليه أن يعفو عنى.. لآني في الحقيقة والله لم اقصد أن أسيء لآي شخص لأني كما حدث لي قبل ذلك وتم تكسير الكاميرات الخاصة بي أيام أزمة القضاة وقامت النقابة بتكريمي .

أنني كنت أؤدي عملي واخلص له لا أقف مع احد ضد احد والله علي ما أقوله شهيد

عمرو عبد الله - المصري اليوم.

 

بيان للكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين

حول أحداث طلاب جامعة الأزهر الشريف

في الوقت الذي يواجه فيه الشعب المصري أزماتٍ عديدةً فوجئنا بقيام قوات الأمن باعتقال أكثر من 140 طالبًا وأستاذًا بجامعة الأزهر؛ على خلفية عرض رياضي سارع الطلاب بتقديم اعتذارهم عن سوء الإخراج أو إساءة الفهم لما قاموا به.

والكتلة إذ ترى أن القضية تم تضخيمُها للتغطية على أزمات كثيرة يعاني منها الشعب المصري فإنها تريد توضيح بعض النقاط:

أن هؤلاء الطلاب وهم قيد الحبس والتحقيق الآن قد امتلكوا من الشجاعة الأدبية القدرة على الاعتذار، في الوقت الذي فقَدَ فيه مَن هُم أكبرُ منهم بكثير هذه القدرةَ على الاعتذار عن جرائم أكبر بحقِّ هذا الشعب، لا زالت ماثلةً في الأذهان وليست منا ببعيد، كحادث العبَّارة، والمبيدات المسرطنة، والاعتداء على الصحفيين، والتحرش بالصحفيَّات، وإهدار حقوق العمَّال، وموجة الغلاء غير المسبوقة.

 كما أن هذا الحدث كشف عن مكنون ما يعانيه المجتمعُ الطلابيُّ في كل الجامعات المصرية، في إطار سياسات الإقصاء التي تمارَس ضدَّهم، ومنعهم من ممارسة حقِّهم الدستوري بالمشاركة في الانتخابات، وهو الأمر الذي أدى بهم إلى تنظيم انتخابات اتحاد الطلاب الحر، والذي ترتبت عليه ممارساتٌ أكثرُ بشاعةً، تعرَّض لها الطلاب، من أعمال بلطجة في جامعة عين شمس، ثم اعتقالات في الأزهر.

 ولا يفوتنا في هذا السياق الإشادة بموقف جماعة الإخوان المسلمين، التي بادرت بالتأكيد على رفض واستنكار أي موقف من شأنه إثارة الخوف أو القلق لدى الناس، ولو كان عرْضًا رياضيًّا وبحسن نية، وهذا هو المتوقَّع من جماعةٍ حرصت طوال تاريخها الممتدّ على التأكيد على إبراز سَمْتها الإصلاحي ونهجها السلمي ودعوتها لوحدة الصف ودفعت في سبيل ذلك الكثير من التضحيات.

 أخيرًا.. تدعو الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين إلى تشكيل لجنة برلمانية لتقصِّي الحقائق لبحث القضية من جميع جوانبها.

والله الموفق، وهو من وراء القصد.

أ.د/ محمد سعد الكتاتني-

رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين

   17-12-2006م                                           

 

بيان من طلاب الإخوان :

لمصلحة مَن.. يُذبح الطلاب !

في الوقت الذي بُحت فيه أصوات المطالبين بضرورةِ احترامِ حقوق الإنسان وكرامته.. وفي ظلِّ تشدقِ النظام المصري دومًا بأن الشعب ينعم تحت (نير) حكمه بأزهى عصور الديمقراطية ... فجعت الحركة الطلابية المصرية بنبأ اعتقال الطلاب المقيمين بالمدينة الجامعية بأبراج الصفا التي يقطنها طلابٌ من جامعة الأزهر.

      فقد قامت أجهزة الأمن المصرية (متذرعة بوقائع الاعتصام الطلابي في يوم الأحد العاشر من ديسمبر وعلى خلفية ما حدث) باقتحام المباني السكنية فارضةً حصارها على المنطقةِ بأكملها ناشرةً حالة من الذعر والهلع بين الطلاب وسكان المنطقة في إجراءِ أقرب ما يكون للإجراءاتِ التي تتخذها قوى الاحتلال؛ وقامت باقتياد الطلاب تحت تهديد السلاح المشرع في وجوههم وتحت ضربات رجال الأمن الموجعة في مشهد أعاد للأذهان حملات العقاب الجماعي التي كانت تمارس بحق بعض الفئات في أشد النظم؛ استبدادًا في القرن الماضي.

 إنَّ أجهزةَ الأمن المصرية التي اعتقلت الطلاب بحجة خروجهم على النظام العام لممارستهم استعراض رياضي رغم أنهم لم يقوموا بالاعتداء على أحد ولم يؤذوا أحدًا؛ هي نفسها الأجهزة الأمنية التي سمحت وحرَّضت بلطجية الحزب الوطني باقتحام جامعة عين شمس مرتين تحت سمعهم وبصرهم ولم تحرك ساكنًا رغم أنَّ بلطجية الحزب كانوا مسلحين، واعتدوا على طلاب الجامعة وقد استقبلت مستشفى عين شمس التخصصي 19 حالةً إصابة.. ورغم الدم الذي سال لم نسمع عن أي إجراءٍ أو أيةِ تحقيقاتٍ إداريةٍ ولو من باب ذر الرماد في العيون.

إنَّ استمرارَ النظام المصري في سياسةِ تكميم أفواه الطلاب والتمييز بينهم بناءً على المعتقد الفكري أو الرأي السياسي؛ واستخدام الحلول الأمنية والتي بات النظام لا يتقن سواها لن يقود البلاد لشيء سوى خروج أجيال جديدة من الشباب المصري الفاقد للانتماء لهذا البلد الذي شاء له حظه العاثر أن يقوده ويتحكم في مقدراته أُناسٌ جعلوا عقولهم في أيديهم فأصبحت أيدٍ باطشة لا تقبل رأيًا أو خلافًا.. في أي شرعةٍ أو قانون يُرمى بـ 180 طالبًا في السجون عقابًا لهم على قيام بعض زملائهم بعرض رياضي اعتذروا عنه.. ومما يُثير الريبة تناول هذا العرض من قِبل بعض وسائل الإعلام بتضخيمٍ زائدٍ عن الحد وأكبر من الحدث نفسه، متناسين أو متغافلين الأسباب التي دفعت هؤلاء الطلاب لعرضٍ أرادوا من خلاله جذبِ وسائل الإعلام لتغطيةِ اعتصامهم الرافض لفصل زملائهم لمدة شهر من الدراسة.

إننا نطالب السيد النائب العام بالإفراج الفوري عن جميع الطلاب المحتجزين لعدمِ ارتكابهم لجريمةٍ يُعاقب عليها القانون؛ وذلك إعمالاً للمادة 47 من الدستور المصري والتي تنص على: "حرية الرأي مكفولة ولكل إنسان التعبير عن رأيه.."، والسماح لهم بأداء امتحاناتهم.

      كما نطالب بفتحِ تحقيقٍ فوري في وقائع تعرُّض الطلاب المحتجزين للإيذاءِ البدني والتعدي عليهم بالضرب والسباب من قِبل رجال مباحث أمن الدولة واقتيادهم بملابس النوم إلى مقارِّ الاحتجاز دون السماح لهم بارتداء ملابسهم، فضلاً عن الاستيلاءِ على متعلقاتهم الشخصية وكتبهم الدراسية؛ وهو الأمر الذي يُعدُّ تحقيرًا من شأنهم وسلبًا لحقٍّ أساسي من حقوقهم في الحصول على معاملةٍ كريمة.

طلاب الإخوان المسلمين بالجامعات المصرية

16/12/2006م

 

بسم الله الرحمن الرحيم

تابع الإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية  "الإفسو" بقلق بالغ ما حدث من انتهاك لحرية الطلاب بجمهورية مصر العربية، ومن التضييق الشديد من قبل أجهزة الأمن المصرية علي الحركة الطلابية في الجامعات، من تدخل في شئون الجامعات إلى شطب للمرشحين لانتخابات الطلاب و تدخل سافر في العملية الانتخابية ذاتها إلى استبعاد من السكن في المدن الجامعية و فصل غير مبرر... ثم  بلغت أشدها باعتقال ما يقارب المائتين من قيادات الطلاب بجامعة الأزهر  صباح الأمس وعلى رأسهم قيادة الاتحاد الطلابي الحر

إن الإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية  "الإفسو" إذ يحيي الحركة الطلابية الواعية بمصر  ويؤكد على حق الطلاب في ممارسة طلابية سليمة داخل أسوار الجامعة بعيدا عن تدخلات الأمن و يعتبر أن إنشاء اتحادات طلابية حرة و منتخبة بطريقة ديموقراطية  إنما هي صرخة احتجاج جريئة و أسلوب عملي  و مشروع للتعبير عن الاحتجاج على ما تتعرض له الحياة الطلابية من تجاوزات من قبل سدنة بعض الأنظمة التي تسحق خيرة شباب الأمة في الوقت الذي تتشدق فيه بالديموقراطية و بإطلاق الحريات!!

إن الإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية " الإفسو" يدعو الحكومة المصرية للإفراج الفوري عن الطلاب المعتقلين و كف يد الأمن عن الجامعات، و ضمان حق الطلاب المشروع في إنتخاب ممثليهم و في التعبير عن آرآئهم بحرية تامة

كما يهيب " الإفسو" بأساتذة الجامعات و القائمين عليها اتخاذ موقف موحد يعيد للجامعات وجهها المشرق كقلعة للعلم ومحضن لإعداد قيادات الأمة و يؤكد إستقلالية الجامعات، فهم بما لهم من وزن و كلمة مسموعة أقدر الناس علي أن يقوموا بهذا الدور

وفي ذات الوقت يدعو الإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية "الإفسو" مؤسسات المجتمع المدني و المنظمات العاملة في مجال حقوق الإنسان للقيام بدورها في الدفاع عن حقوق الطلاب في حياة طلابية و جامعية سليمة، بعيدا عن التضييقات و التدخلات الأمنية (التي ينبغي أن يقتصر دورها على تأمين المنشئات)

إن الإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية "الإفسو" ليدعو طلاب مصرللتعبير السلمي عن مظالمهم و رفع دعاوى قضائية إنتصارا لحقوقهم المشروعة، ويعلن وقوفه بكل قوة و حزم إلي جانبهم، تعريفا بعدالة قضيتهم بكل ما يملكه من أدوات

كما يدعو "الإفسو" مؤسساته المنتشرة في أنحاء العالم أن يقوموا بكتابة رسائل احتجاج الى السفارات المصرية في دولهم و الي منظمات حقوق الإنسان لرفع الظلم الواقع علي الطلاب، و ماضاع حق وراءه مطالب

والله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لايعلمون

 الإتحاد الإسلامي العالمي للمنظمات الطلابية "الإفسو"

فرنسا في 14/12/2006

 

----------------

زوجة وأبناء المهندس خيرت الشاطر بعد اعتقاله

زوجة المهندس خيرت :

اعتقلوا أكثر شخصية مسالمة فى الدنيا .

لو كانوا استدعوه لذهب لهم فلماذا زيارات الفجر ؟!

فجيعتنا فى المسلمين " ضباط الشرطة " كبيرة جداً .

ابنة المهندس خيرت وزوجة المهندس أيمن عبد الغنى :

زوجى اعتقل خمس أو ست مرات فى تسع سنين .

ابن المهندس خيرت :

المؤمن مبتلى ، ونحن مأمورون بالصبر

لأن فكرتنا هى الصحيحة .

 ----------------

اعتقالات الإخوان الأخيرة

في وسائل الإعلام العالمية

 

نيويورك تايمز: الإخوان ملتزمون بالعمل الاجتماعي وبعيدون عن العنف

- رويترز: المنظمات الحقوقية تؤكد أن الاعتقالات في صفوف الجماعة مستمرة منذ زمن

- بي بي سي: النظام المصري يسعى لعرقلةِ دور الإخوان المسلمين في الحياة السياسية

      كان لحملةِ الاعتقالات التي نفَّذتها السلطات المصرية ضد عددٍ من أعضاءِ جماعة الإخوان المسلمين صدًى كبيرٌ في وسائل الإعلام العالمية التي عبَّرت عن دهشتها من الحملة، ومن ضعف الأُسس التي قامت عليها، إلا أنَّ الصحفَ الصهيونية خرجت عن ذلك الإطار بالطبع وأعلنت شماتتها في الإخوان المسلمين، كما حرصت وسائل الإعلام على أن تورد موقف الإخوان المسلمين من الاعتقالات، ومن الاتهامات التي تأسست عليها الحملة.

      والبداية مع جريدة الـ (نيويورك تايمز)  الأمريكية التي أكدت أنَّ الإخوان المسلمين لا حاجةَ لهم بتأسيس جناحٍ عسكري لأنهم يهتمون بالعمل الاجتماعي، كما يحققون نجاحًا سياسيًّا يتمثل في حصولهم على 88 مقعدًا في مجلس الشعب بعد الانتخابات التشريعية التي جرت بين شهري نوفمبر وديسمبر من العام 2005م.

      وذكرت الجريدة أنَّ تلكَ المزاعم تتنافى مع توجهات الجماعة التي تستند حاليًا إلى الخدمات الاجتماعية بالإضافةِ إلى عملها السياسي الذي منحها 88 مقعدًا في مجلس الشعب المصري، وهو ما أدَّى إلى إضعافِ احتكار الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم للسلطة في المجلس.

      وأوردت الجريدة موقف الجماعة من الاستعراض والذي أكدت أنه كان خطأً، كما نقلت عن الدكتور عصام العريان قوله إن ما حدث من اعتقالات هو أمر "مدهش وخاطئ فالطلبة قد اعتذروا وينبغي قبول الاعتذار".

 أما الـ (واشنطن بوست ) الأمريكية فقد قالت في تقريرها إنَّ الحملةَ شملت النائب الثاني لفضيلة المرشد العام للإخوان المسلمين المهندس محمد خيرت الشاطر و180 آخرين من أفراد الجماعة من بينهم العديد من طلاب جامعة الأزهر بسبب المظاهرة التي قام بها بعض الطلبة من الإخوان المسلمين والمتعاطفين معهم في جامعة الأزهر؛ احتجاجًا على منع مرشحي الجماعة من المشاركة في انتخابات اتحاد طلاب الجامعة.

      وترى الجريدة أنَّ الاعتقالَ لم يتأسس على أدلة ملموسة، ولكنه استند إلى مجرَّد ظنون نتجت عن اعتصامٍ قام به طلبة الإخوان للاعتراض على حرمانهم من حقِّهم في المشاركةِ في انتخابات اتحاد الطلاب، كما أشار التقرير إلى اعتذار طلاب الإخوان عن الدلالات غير المقصودة التي حملها ذلك العرض بالإضافةِ إلى إعلان قيادات الجماعة عن أنَّ ذلك الاعتصام كان خطأ.

      وأورد التقرير نبذة عن المهندس الشاطر أشار فيها إلى أنه النائب الثاني للمرشد العام ويبلغ من العمر 55 عامًا، موضحةً أنه سبق وأن اعتُقل 4 مرات وبلغ مجموع الفترات التي قضاها في الاعتقال 7 سنوات، كما ذكر التقرير أنَّ الجماعةَ تتمتع حاليًا بـ88 نائبًا في مجلس الشعب.

       رفض التوريث

          أما وكالة (أسوشيتد برس) الأمريكية للأنباء فقد أشارت إلى نقطة الجناح المسلح للجماعة في الماضي قبل أن تحله الجماعة وقالت: إن ذلك الجناح قدَّم العديدَ من الخدمات للحركة الوطنية في التاريخ المصري ومن بينها المشاركة في حرب الـ1948م، ضد الكيان الصهيوني إلى جانب العمل ضد قوات الاحتلال البريطاني حتى انسحابها من البلاد، كما شاركت في دعم الجيش المصري خلال العدوان الثلاثي في العام 1956م، كما ذكرت أنَّ الحملةَ تأتي في أجواء مواجهة بين الإخوان المسلمين والنظام بسبب رفض الإخوان لخطط توريث الحكم المتوقع أن يتم تنفيذها في مصر بنقل الرئاسة من الرئيس حسني مبارك إلى نجله جمال مبارك الأمين العام المساعد للحزب الوطني الديمقراطي الحاكم.

      وكالة (رويترز)  البريطانية للأنباء أشارت إلى أنَّ الاعتقالات التي تمَّت في صفوف الإخوان جاءت بسبب احتجاجاتِ طلاب الجماعة على حرمانهم من المشاركة في انتخابات اتحاد طلاب جامعة الأزهر، كما أوضحت أن طلاب الإخوان تعرَّضوا لعملياتِ قمعٍ واسعةِ النطاق على يد القوات الأمنية المصرية، بالإضافة إلى حرمان ممثليهم من دخول انتخابات اتحاد الطلاب في الجامعات المصرية المختلفة، مؤكدةً أنَّ الجماعةَ لا تتبنى مبادئ العنف في عملها السياسي والاجتماعي، كما أشارت إلى أنَّ منظمةَ هيومان رايتس ووتش أكدت أنَّ الاعتقالات ضد الإخوان المسلمين في تصاعدٍ منذ تحقيقهم الفوز بـ88 مقعدًا في مجلس الشعب المصري.

 أدلة متهافتة

          هيئة الإذاعة البريطانية الـ (بي بي سي ) قالت في تقريرها حول الموضوع إنَّ السلطات المصرية استندت في حملة الاعتقالات إلى تقارير صحفية جاء فيها أن "الجماعة تعمل على تشكيل أجنحة عسكرية"، وبالتالي فإنَّ الاعتقالات لم تتم على أدلةٍ واضحة، وحرصت الـ(بي بي سي) في تقريرها على إيراد موقف الإخوان المسلمين وبخاصة تصريحات القيادي البارز في الجماعة الدكتور عصام العريان التي أكد فيها أن الجماعة "ليس لها ميليشيا أو تنظيم سري يستدعي ما اعتبره تصعيدًا خطيرًا من جانب سلطات الأمن".

 

إذن مختلف وسائل الإعلام العالمية- عدا الصهيونية منها- انتقدت الاعتقالات ورأت فيها جزءًا من مخططات السلطات المصرية لعرقلةِ دور الإخوان المسلمين في العمل السياسي المصري بعد أن حققت الجماعة انتصارًا كبيرًا في الانتخابات التشريعية الأخيرة ووضح دورها في قيادةِ المعارضة المصرية بالإضافةِ إلى معارضتها الواضحة والصريحة لتوريث الحكم، وبصفةٍ عامةٍ فإنَّ تعنت النظام السياسي المصري ضد الإخوان لا يقتصر على التصعيد الأمني ولكنه يتضمن تصعيدًا سياسيًّا ومن بينها تأجيل الانتخابات المحلية التي كانت مقررة أبريل الماضي لمدة عامين، وبالتالي فإنَّ الاعتقالات تُعتبر سياسيةً بالدرجةِ الأولى تأسست على تقارير صحفية تحريضية، وهو ما أقرَّت به مختلف وسائل الإعلام حول العالم.


تفنيد وردود

المرشد العام:

أجهزة الأمن دأبت على تلفيق القضايا ضد الشرفاء من أبناء الوطن

وصف فضيلة الأستاذ محمد مهدي عاكف- المرشد العام للإخوان المسلمين- الاعتقالات الأخيرة في صفوف الجماعة والتي كان على رأسها نائبه الثاني بالمسرحية الهزلية، وأكد أنَّ أجهزةَ الأمن دأبت على تلفيقِ القضايا للأحرار والشرفاء من أبناء هذا الوطن.

 ونفى المرشد العام في حديثٍ أجرته معه جريدة "الدستور" المصرية الأحد 17/12/2006م، أن يكون للإخوان ميليشيات كما زعمت بعض الأقلام المغرضة التي تتلقى التعليمات من أجهزةٍ معروفة في النظام الحاكم.

      وردًّا على الحملةِ الأمنيةِ المسعورة على الإخوان أوضح أنهم يعملون لهذا البلد، والأمن يعلم ذلك، مؤكدًا أنَّ الإخوان لا يملكون أي ميليشيات مسلحة أو حتى تدريب على الرياضات العنيفة.. وقال: إنَّ الأمن ينقل اجتماعاتنا في مكتب الإرشاد بالصوت والصورة من خلال مراقبة أفراده من خارج المكتب وأجهزة تنصت حديثة تسلط على غرفةِ الاجتماعات... وأضاف المرشد العام: ليس لدينا ما نُخبئه عن الرأي العام؛ لأنَّ عملنا في النور من خلال أقسام الجماعة المختلفة، وبرامجنا وأهدافنا معلنة ومؤصلة من خلال كتب ودراسات في السوق يقرأها القاصي والداني.

      وردًّا على سؤالٍ حول المبرر الذي أُنشئ النظام الخاص بسببه في الأربعينيات قال: إن وجوده ارتبط بالاحتلال في فترةٍ زمنيةٍ كانت ترزح فيه البلد تحت نيره، وانتهى النظام الخاص بخروج المحتل.

 

اعتقال النائب الثاني للمرشد العام

 للتغطية على التعديلات الدستورية

أكد الدكتور محمد حبيب- النائب الأول لفضيلة المرشد  أن اعتقال قيادة كبيرة في حجم المهندس خيرت الشاطر- النائب الثاني للمرشد- جاء كقنبلةٍ أحدثت دخانًا كثيفًا، أراد النظامُ من ورائها التغطية على التعديلات الدستورية المرتقَبة لتمرير ما يريده النظام.

      وأضاف فضيلته السبت 16/12/2006م إن الاعتقال جاء كضربة إجهاضية حتى لا يبقى معارضون للنظام على الساحة، الذي اتخذ ما حدث من عروض تمثيلية ذريعةً للاعتقال غير المبرَّر.

      وفسَّر د. حبيب سببَ هجوم النظام على الإخوان واعتقالهم بما أصابه من هواجس جرَّاء فوز الإخوان بمقاعد الـ88 نائبًا في البرلمان، فضلاً عن أداء وتميُّز هؤلاء النواب وسط حالة من الفشل والإخفاق والتعاطي السيِّئ للحزب الحاكم مع مشكلات المواطن الاقتصادية والاجتماعية. 

وتوقع الدكتور حبيب أن تكون هناك ضرباتٌ متواليةٌ للجماعة إذا استمرت على تقدمها وثباتها لصالح الوطن والمواطن.

كما أكد الدكتور حبيب " أن المعالجة الإعلامية لأحداث العرض الرياضي شابته أساليب غير موضوعية مثل تضخيم الأحداث وإعطاءها أبعادًا خطيرة يتجاوز ما حدث بشكل رهيب... وأشار إلى أن هذه الحملة جاءت خدمة للدولة وأجهزتها الأمنية وإثارة الغبار على الجماعة ودورها السلمي والحضاري في السعي للإصلاح والتغيير ضمن الوسائل والقنوات الدستورية.

وقال الدكتور حبيب إن هؤلاء الطلاب وقعوا ضحية ممارسات تعسفية من جانب إدارة جامعتهم والأجهزة الأمنية التي قامت بشطب أسمائهم وحرمتهم من ممارسة حقهم الدستوري في الترشيح للانتخابات الطلابية ... وأوضح أن هؤلاء الطلاب المتحمسين نظموا التظاهرة بقرار ذاتي منهم وليس بتعليمات من الجماعة كما حاول البعض إظهار ذلك، لافتًا إلى أن الظلم الذي وقع عليهم هو الذي شكل دافعًا لتحركهم.

ويعتقد الدكتور ضياء رشوان المتخصص في شئون الجماعات الإسلامية، أن النظام أكثر عقلانية من عديد من العلمانيين والمفكرين الذين يحرضون أجهزة الدولة ضد "الإخوان" لأن النظام يعرف جيدًا أن تصعيدًا سياسيًا وأمنيًا مع جماعة بهذا الحجم ولها رصيدها في الشارع يعني هدما لحالة الاستقرار الاقتصادي الذي تعيشه مصر وهو ما يهدد عملية الاستثمار بغض النظر عن مطالب المشتركين في منتدى القاهرة للاستثمار الذين عبروا عن انزعاجهم من تمدد "الإخوان" وسعيهم .

فيما أعرب المحامي ممدوح إسماعيل عن اعتقاده بأن الهدف الأساسي من الحملة الأخيرة ضد "الإخوان" تستهدف الضغط على "الإخوان" وإرهابهم لحملهم على تقديم تنازلات ومقايضات فيما يتعلق بعملية الإصلاح السياسي وطرح تعديلات دستورية في المرحلة القادمة، مستبعدًا في الوقت ذاته فكرة إجراء محاكمات عسكرية.

الدكتور عصام العريان القيادي في جماعة الإخوان والكادر يؤكد أن الموضوع أخذ أكثر من حقه، وأن التصعيد فيه واضح تمامًا، بهدف تشويه صورة شباب مظلوم محروم من أبسط حقوقه في التعبير واختيار من يمثله، مشيرًا إلى أن الإعلام المصري تعمد تصيد المشهد، للتفزيع من الإخوان، ومعبرًا عن استيائه -في الوقت نفسه- مما قام به الشباب، مقرًا بأن ما فعلوه خطأ بكل تأكيد، ومشددًا على أن التصدي للظلم يجب أن يكون بالحكمة، والموعظة الحسنة، لا بهذه التمارين أو الأساليب الخشنة .. مؤكدًا في الوقت ذاته أن إدارة الجامعة لجأت إلى أدوات وأساليب قمعية مع الطلاب، تحرمهم في النهاية من نشوء حركة طلابية صحيحة وسليمة.

الضحية والجلاد!

أما  الدكتور أحمد عبد الله (القيادي الطلابي السابق والخبير الاجتماعي) فيتهم الحكومة التي يصفها بأنها "تخرب البلاد بالفعل"، بأن لديها كمًّا من الخطايا والأخطاء يجب أن يقف الجميع في وجهه؛ فماذا عن جيوش قوات الأمن التي توضع في مواجهة الطلاب وفرق "الكاراتيه" التي مارست العنف والخطف ضد المواطنين في مظاهرات عدة، خلال السنوات الثلاث الأخيرة، مشددًا على أن "تزوير إرادة الناس هو أساس المشكلات الموجودة، وأن المشكلة ليست في الطلاب، وإنما في فقد الناس الثقة في المجالس والأشكال الحكومية الرسمية.. فيجب ألا نلوم الضحية، بل يجب أن نلوم سلطة حمقاء".

ويصف تصرف طلاب الإخوان بأنه رد فعل على الظلم الذي يتعرض له هؤلاء الطلاب؛ وهو ما يقودهم إلى محاولة إبراز قوتهم، بعد أن تم إغلاق كل القنوات المشروعة أمامهم من أجل التغيير والتنافس الديمقراطي، والإتيان باتحادات طلابية على أسنة "البلطجة" والمصادرة.

--------------

د. عبد الحميد الغزالي يكتب:

وقفة.. أمام تحريض ممجوج

أحداث الأزهر ببساطة تتلخص في أنَّ مجموعةً من الطلابِ حُرموا من الاشتراكِ في الانتخاباتِ الخاصة باتحادهم، فاجتهدوا وشكَّلوا اتحادًا حرًّا خاصًّا بهم، فقامت إدارةُ الجامعة بفصلِ بعضٍ منهم، فقام عددٌ من زملائهم بالاحتجاجِ على ذلك أمام إدارة الجامعة، وفي داخل أسوارِ الجامعة، واتخذ هذا الاحتجاج، من ضمن ما اتخذه، عرضًا أو مسرحيةً، واعتذر الطلاب عن هذا العرض، واستنكرت الجماعةُ هذا العرضَ باعتباره أمرًا مرفوضًا شكلاً وموضوعًا؛ لأنه لا يمتُّ لفكرِ الجماعةِ وسلوكها بصلة، وبالرغم من ذلك واستمرارًا للمعالجاتِ الأمنية تمَّ إلقاء القبض على النائبِ الثاني لمرشد الجماعة وستة أساتذة وأحد عشر قياديًّا ومائة وثمانين طالبًا من طلاب جامعة الأزهر، رغم أنَّ ما حدث مشكلة طلابية داخل أسوار الجامعة.

 وعلى هذه الخلفية، كتب رئيس تحرير الأهرام الجمعة (15/12/2006م)، العدد (43838) تحت عنوان: "وقفة مع الجماعة المحظورة" ليفتري على الجماعة افتراءاتٍ ظالمةً لا أساسَ لها، ويكيل لها اتهاماتٍ باطلةً لا سندَ لها، فقال إنها قوة سياسية تُداعب العواطفَ الدينيةَ للرأي العام المصري "لأهدافٍ ليست من الدين في شيء"، ثم يُحرِّض تحريضًا سافرًا بالقول "إنَّ أحداث الأزهر لا ينبغي النظر إليها على أنها أعمالٌ تتسم بشيءٍ من التهور من حفنةٍ من الشباب، الذين يعانون شيئًا من الإحباط، وإنما يتعين النظر إليها على أنها تهور.. ينطوي على تهديدِ أمن المجتمع ونظامه.. إذ إنَّ هناك قوى هي التي استنفرته، ونحن نعلم جميعًا، أنَّ هذه القوى لن تترك فرصةً من أجل تحقيق مآربها السياسية" .. ثم يقفز إلى نتيجةٍ ظالمة، تنمُّ عن جهلٍ فادحٍ وافتراءٍ فاضح، قائلاً: "لقد أصبحتْ جماعة الإخوان المحظورة هي الآفة السياسية الأولى التي تُعانيها الحياة السياسية المصرية، حيث إنها تتربص بالديمقراطية، وتسعى إلى الاستفادة منها.. وهي أخطر على حريةِ التعبير وحرية الصحافة من أي قوةٍ أخرى بما فيها الحكومة.." .

ثم يُفصِّل هذا الإفك المفترى بالقول: "فهم يزعمون أنهم وحدهم المسلمون، وأنهم وحدهم الأكثر فهمًا للدين، وأنهم دون غيرهم الذين يغارون على الدين، ويقولون إنَّ مَن ليس معهم فقد خرج على الدين والملةِ"، ثم يُخوِّف الجميع، بالقول: "إنَّ القضيةَ الآن، كما شهدها الحرم الجامعي، أصبحت قضية مجتمعٍ يخشى على أمنه واستقراره ويخشى أيضًا على نظامه.."!

 ثم يُحرِّض بوضوحٍ قائلاً: "نحن جميعًا شركاء في المسئولية لوقفِ خروج هذا التيار المستمر على القانون تحت سمع وبصر الدولة.. فالدولة هي التي أنهت الوجود الشرعي لجماعة الإخوان بذنوبها وجرائمها في الأربعينيات والخمسينيات، وهي التي سمحت لها أن تدخل النظام السياسي من بابِ المعارضة باسمها المحظور، وأن تُعلن تكفيرها رئيس مجلس الوزراء ووزير الثقافة".

 

أبعد هذا الهراء بل الهذيان، وغيره، المبكي المضحك من كاتبٍ بدرجةِ رئيس تحرير الصحيفة التي كانت قبل عهده الميمون كُبرى الصحف في المنطقة، والذي لا يستحق حقيقةً أي تعليق ولا يستأهل فعلاً أي اعتبار، يخلص الكاتب الهمام إلى القول: "لقد لقيت الدولة من الإخوان الكثيرَ لقاء تسامحها المفرط مع تلك الجماعة (لاحظ أيها القارئ العزيز العبارة السابقة!) من عبثٍ وإثارةٍ وفتنٍ في كل مجالٍ رغم أنها الجماعة التي تشهد العقود الثمانية التي مضت من تاريخها بأنها جماعة سياسية لم تنفع الدين أو المجتمع يومًا"!!

ثم أخيرًا بعد أن حرَّض الدولة والمجتمع ينتقل إلى تحريضِ المجتمع الجامعي في الأزهر فيقول من رسالةِ الأحداث.. "كنتُ أتوقع من علماءِ الأزهر وقفةً تليقُ بهم وبمكانتهم مما حدث.."!

 ثم ينتهي من هذا الغثاء باتهامٍ عام قائلاً: "إن هذه الجماعة كانت في ماضيها مصدر إلهام لكل جماعاتِ التطرف في مصر وخارجها"، ويستطرد بالقول: "ويبدو أن التكفير لم يعد سلاحًا كافيًا لنشر عقيدتها فانتقلت إلى مرحلةٍ جديدةٍ أعلنت عن مقدماتها في جامعة الأزهر، فالإخوان يريدون اتحادًا بديلاً للطلاب، وآخر بديلاً للعمال، وغدًا ربما يُفكِّرون في كيانات بديلةٍ لجميع أجهزة الدولة تخضع لمشيئةِ المرشد العام".

ثم يقفز كعادته إلى فريةٍ كُبرى بالقول: "إن مصر لن تخضع لجماعةٍ لطَّخت يديها بدماء المسلمين حصرت أهدافها في سُدةِ الحكم التي تحاول الوصول إليها بستارٍ ديني كاذب"!

ثم يتوهم- لكي يغرق القارئ في الضحك- أن هناك قوى داخلية تتربص بالتنميةِ وعملياتِ الإصلاح السياسي والاقتصادي؛ ولذلك "يجب أن نُحاصر الآثار السلبية لهذه الجماعة، ونضعها في حجمها الطبيعي من خلال تطبيقٍ صارمٍ للقانون خاصةً في تلك المرحلة الحساسة من تاريخ المنطقة التي تريد القوى الكبرى والقوى الإقليمية تحويلها إلى ساحةٍ للحروبِ الدينية والطائفية"!

 

 هذا، ما تمخَّضت به قريحةُ السيد/ رئيس التحرير ولو كان يقرأ، أو يفهم، ما كتبه بعض صحفيي جريدته، من أمثال سلامة أحمد سلامة، وصلاح حافظ، وفهمي هويدي أو من أمثال الجيل الثاني ضياء رشوان وعمرو الشوبكي أو اطَّلع على التقاريرِ الإستراتيجية التي يصدرها الأهرام سنويًّا، ما وصل إلى هذا المستوى من الكتابة، التي لا يمكن أن تُوصَّف "بالصحفية".

 وعادةً لا نردُّ، كإخوان، على الافتراءاتِ الصارخة والاتهامات التي تُلقى جزافًا وبلا أدنى مسئولية والتي تحيق بجماعةِ الإخوان ظُلمًا وعدوانًا، ولكن لأنَّ هذه الافتراءات والاتهامات جاءت في جريدةٍ قوميةٍ كان لها انتشارها ومسئوليتها، وكانت تُوزَّع داخل مصر وخارجها بأعدادٍ تليق بها، كان لا بد من وقفةٍ مع رئيسِ تحريرها.

 فما جاء في هذه الوقفة مجموعة من الافتراءات والاتهاماتِ والأباطيل التي لا تمت للجماعة بصلة؛ فإن كان هذا الكاتب لا يعرف أنَّ جماعة الإخوان المسلمين جماعة من المسلمين لا تحتكر أبدًا الحقيقةَ الإسلامية ومعروفة بوسطيتها واعتدالها، تنبذ العنف وترفض الإرهاب طوال تاريخها وتتبنى مشروعًا حضاريًّا- سطرتُ لهذا الكاتب بعض عناصره فيما سبق- لخير مصر والأمة الإسلامية والعالم أجمع، تنادي بحكومةٍ مدنيةٍ ذات مرجعيةٍ إسلامية، ترفض بتاتًا فكر التكفير، فأبناؤها دعاةٌ لا قضاة، لها ثقل، وثقل متزايد في الشارع السياسي المصري والعربي والإسلامي إلخ.. إذا كان هذا الكاتب لا يعرف هذه الحقائق الناصعة عن فكرِ وسلوك الإخوان، فتلك والله مصيبة، وإن كان يعرف فالمصيبة أعظم!

 فلتكفَّ يا سيدي أنت وأمثالك عن هذا الهُراء الذي يُدمِّر ولا يبني، ولا يخدم أحدًا ولا هدفًا وكفى إساءةً إلى جماعةٍ مسئولة، وإلى مصر الحبيبة وإلى صحيفةٍ كانت قبل عهدك ملء السمع والبصر وليس في مصر وحدها، بل في العالم أجمع، فهل هدفك لمصلحةِ العامة؟ هل هدفك مصر ومستقبلها؟ هل هدفك مساندة النظام؟ هل هدفك مساندة الحكومة؟

هل هدفك تأييد وزارة الداخلية فيما وصلت إليه؟

أشك تمامًا في ذلك، وإذا كانت هذه أهدافك التي أشكُّ حقيقةً فيها، فأنت يا سيدي فشلت تمامًا في تحقيقها، وإن كان لك أهدافٌ أخرى فليس يا سيدي بإشعال الفتن وتدمير الوطن يتم الحفاظُ على المناصب!

 كنتُ قد أحجمتُ عن الكتابةِ لأنَّ الأحداثَ التي تمرُّ بوطني داخليًّا وخارجيًّا لا تحتاجُ إلى مزيدٍ من التحليلِ والتوضيح، لأي مواطن، والمواطن المصري كيِّسٌ فطن، ذو نظرةٍ ثاقبةٍ للأمور، وبصيرة فطرية، ولكني اضطررتُ إلى العودة إلى قلمي كي أرد على هذا الإفكِ المفترى، والله يعلم إذ ذلك كواجبٍ ديني، ولصالح وطني ولصالح أمتي، ولصالح جريدةٍ أحرص على قراءتها ثم أحجمتُ في الفترة الأخيرة، وإنني أنصحك يا سيدي مخلصًا أن تُمارس هذه الهواية الشاذة- ولا أقول المنحرفة- فكرًا وكتابةً في جريدةٍ غير الأهرام..

أخلصك القول، إذا لم تكن تعرف، وأنت بالتأكيد تعرف، فما وصلت إليه الجريدة في عهدك كارثة بكل معنى الكلمة، بسبب كتاباتك وأمثالها ولولا كتابات صحفيين محترمين أمثال سلامة، وحافظ وهويدي ومنصور ورشوان، ولولا صفحة الوفيات والإعلانات ما اشتراها أحدٌ من المواطنين الذين يمولونها من حصيلةِ الضرائب التي يدفعونها، ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله، وحسبنا الله ونعم الوكيل.

-----------------

الإخوان والدولة

والاندفاع السريع نحو الهاوية

بقلم  د.حسن نافعه

... تشير حصيلة المواجهات المستمرة بين جماعة الإخوان المسلمين وبين الفصائل المختلفة للنخبة التي تعاقبت علي حكم مصر منذ الربع الثاني منذ القرن الماضي, إلي عدة أمور أظن أنه آن أوان استخلاص الدروس المستفادة منها:

الأمر الأول: أن جماعة الإخوان ولدت لتبقي ولم يعد بمقدور أحد استئصالها من تربة الحياة السياسية والاجتماعية المصرية التي أصبحت متجذرة فيها.

الأمر الثاني: أن الضربات المتلاحقة لم تزد الجماعة إلا إصرارا وقوة وأن حظر وجودها وتجريمها ودفعها أحيانا للعمل تحت الأرض يجعلها أكثر تطرفا وانكفاء علي نفسها وأقل قدرة علي التواصل والحوار مع الآخرين.

الأمر الثالث: أن التضييق علي بقية الفصائل السياسية الأخري غير المشاركة في الحكم يصب في نهاية المطاف لصالح جماعة الإخوان وحدها، علي عكس ما قد يبدو ظاهرا فوق السطح, ويجعل منها البديل الوحيد للنظام القائم، خصوصا عندما لا يكون لدي هذا الأخير مشروع وطني تؤيده وتلتف حوله الطبقة الوسطي، كما هو الحال في المرحلة التي تمر بها مصر حاليا.

ويكفي أن نلقي نظرة سريعة علي نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة كي تتبين لنا هذه الحقيقة بوضوح تام، فقد أسفرت هذه الانتخابات, والتي لم يشارك فيها سوي ٢٣% من إجمالي الناخبين المسجلين في القوائم، عن حالة فراغ سياسي مخيف بسبب الاستقطاب الحادث بين جماعة الإخوان من ناحية والحزب الحاكم من ناحية أخري، ويعد هذا النوع من الاستقطاب خطراً جدا لأن أيا من طرفيه لا يشكل حزباً سياسياً بالمعني الدقيق، وبالتالي لا يمكن أن يكون قادراً علي طرح مشروع وطني بالمعني السياسي أو الاجتماعي.

 

إن القوة الظاهرة للحزب الحاكم تعكس قوة الجهاز الأمني والإداري للدولة بأكثر مما تعكس حجم التأييد الجماهيري لبرنامجه السياسي, والقوة النسبية الظاهرة لجماعة الإخوان تعكس قوة الدين في المجتمع بأكثر مما تعكس حجم التأييد الجماهيري للبرنامج السياسي لهذه الجماعة، وبين نخبة حاكمة تحاول فرض هيمنتها المنفردة بعنف أجهزة القمع وجماعة معارضة تتصدي لمقاومة الهيمنة بقيم الدين توجد حالة فراغ سياسي مخيفة تحول دون تمكين الأغلبية الصامتة, والتي تمثل ثلاثة أرباع الناخبين من تنظيم صفوفها والنزول إلي ساحة العمل السياسي.

 

الحزب الوطني يحتاج إلي تضخيم خطر الإخوان للتهرب من استحقاقات الإصلاح الحقيقي ولتكريس احتكاره للسلطة والثروة، والقمع الواقع علي الإخوان يحولهم في ظل الفراغ السياسي إلي ضحايا وبديل وحيد محتمل للنظام القائم، غير أن هذا البديل لن يأتي بالطريق السلمي وإنما في نهاية مرحلة من الاضطراب والفوضي يبدو أن النظام الحالي يسوقنا إليها حتماً.

لست من الذين يعتقدون أن جماعة الإخوان المسلمين تشكل بذاتها خطرا علي الوحدة الوطنية أو عقبة أمام إطلاق مشروع للتحديث والنهضة في مصر، الخطر يكمن في استئثار أي طرف وانفراده بالسلطة، بما في ذلك جماعة الإخوان نفسها.

ويقتضي الإنصاف مني أن أقول إن حواراتي المتواصلة مع شخصيات إخوانية مسؤولة ولدت لدي إحساساً بأن المشكلة لا تكمن في جماعة الإخوان المسلمين بقدر ما تمكن في النظام السياسي القائم، فهذا النظام لا يرغب في قيام أي أحزاب سياسية تتمتع بقواعد شعبية حقيقية سواء كانت مرجعيتها الفكرية إسلامية أو مدنية، الدليل علي ذلك أن أحزاباً مثل الوسط والكرامة تناضل في دهاليز القضاء منذ عشر سنوات للحصول علي رخصة رسمية تسمح لها بمباشرة النشاط، فلماذا نطالب الجماعة بالسير علي طريق يعرف الجميع أنه مسدود ابتداء، غير أن هذه الإجابة لا تعفي المجتمع المدني من المسؤولية، فقد بات لزاماً علي قوي المجتمع المدني أن تبحث عن صيغة مبتكرة تسمح بتبديد الشكوك بين الإخوان والقوي الراغبة في التحول الديمقراطي، فإن لم ننجح جميعا في تبديد هذه الشكوك المتبادلة بين الإخوان والقوي السياسية الراغبة في التغيير لا أمل في بناء نظام ديمقراطي حقيقي بديل، وعلينا أن نجلس القرفصاء في انتظار الكارثة القادمة .

-----------------

افتراءات .. وردود عليها

بقلم السيد النزيلي :

الساحة الإعلامية هياج شديد .. وأُصيب الأمن .. وكذلك كثير من الكتاب المتزلفين للسلطة بنوع من "الارتيكارية" أو الحساسية الشديدة من الإخوان المسلمين .. وشرع كل كاتب يستعدى الناس جميعا .. وكذلك السلطة على الإخوان .. لمجرد أن مجموعة من طلاب جامعة الأزهر وليس كل جامعات مصر التى بها أعداد طائلة من طلاب الإخوان، وهؤلاء الطلاب (فى جامعة الأزهر) كانوا يؤدون بعض الاستعراضات الرياضية يستثمرون بها أوقاتهم الطويلة أثناء اعتصامهم فى ساحة المدينة الجامعية وداخل أسوارها ..

ونحن نستنكر هذه الاستعراضات ولا نرضى بها ولا نقرها .. لأنها قد تفهم خطًا، وقد يبنى عليها البعض أن الإخوان أو طلاب الإخوان يتدربون تدريبات عسكرية .. وأنهم بذلك يُجِّهزون لتدشين "الميلشيات" !

ومن عجيب الأمر .. أن قناة الجزيرة قد عرضت نفس التدريبات والاسكتشات الرياضية قبل أربع سنوات .. وفى ساحة المدينة الجامعية .. وهى نفس الساحة فى هذه المرة .. ووقتها لم يثر الإعلام .. ولم يحرك الكتاب أقلامهم .. لتقوم الدنيا ولا تقعد .. بأن طلاب الإخوان .. يشكلون ميليشيات عسكرية .. وأن الإخوان يعدون العدة لإحداث هياج عام .. وعصيان مدنى .. وأن ذلك يمثل خطرا على الاستقرار فى البلد .

فهل وراء الأمر تدبير معين وأصابع مدربة تريد أن تستثمر هذه الحادثة البسيطة وتوقع بالجماعة .. وتفتح معتقلاتها – التى لم تخل يوما من الإخوان ؟

وهل يكون فى ذلك فرصة سانحة لاعتقال بعض من قيادات الجماعة وعدد كبير من طلاب الإخوان بالأزهر .. وتلصق بالمعتقلين وعلى رأسهم النائب الثانى للمرشد العام المهندس خيرت الشاطر – تهمة الإرهاب والعنف ؟

نعم .. لقد وقع المحذور .. وتم القبض على عدد كبير من قيادات الجماعة .. وطال الاعتقال قيادة كبيرة بحجم المهندس خيرت وطال 180 طالبا من جامعة الأزهر فى الوقت الذى يستعد فيه الجميع لامتحانات النصف الأول من العام الدراسى .. وما سيترتب على ذلك من ضياع لمستقبل الكثيرين .

ولقد أصدر الطلاب بيانا توضيحيا فور الإعلان عن هذا الاستعراض الذى أخذ أكبر من حجمه ، كما استنكرت الجماعة باسم نائب مرشدها الأول الدكتور محمد السيد حبيب ما حدث من الطلاب .. كما أن أفراد الجماعة جميعا يستغربون ذلك .. ويرونه خارجا عن مألوفهم وأفكارهم والسياسة العامة التى يسيرون عليها .

ونحب أن نكرر ونكرر .. أن الإخوان لن يتجهوا إلى العنف ولا الإرهاب كما يروج لذلك النافخون فى نار الفتن .. وانما سيظلون يتحركون فى دعوتهم الإصلاحية فى المجتمع بشكل سلمى وهادئ .. متبنين الحركة بدعوتهم عبر القنوات الشرعية والدستورية .. مؤكدين أنهم لا يهبطون إلى الساحات السياسية "بالبراشوت" وإنما يدخلون عبر الانتخابات العامة .. وينافسون غيرهم وأمثالهم فى هذه الانتخابات .. و يحتكمون إلى رأى الجماهير وصناديق الانتخابات .. وفضلا عن ذلك فإن الإخوان وهم يحاولون أن يجدوا لهم متنفسا فى هذه المجالات يقع عليهم الظلم الشديد والإيذاء العجيب من ملاحقات واعتقالات وتعذيب وإهانات .. وإصابات وقتل ومحاكمات .. ويقابلون ذلك بالصبر .. وعدم رفع اليد .. وعدم استعمال الشدة أو العنف .. درءا للمفاسد وحماية للوطن من صراع يخسر فيه الجميع، ولأنهم يدركون أن المعركة ليست هنا فى مصر – وطننا العزيز الذى يفديه الجميع بدمائهم .. وليست المعركة مع النظام أو الأمن .. فهم جميعا – رغم المظالم التى تقع على الإخوان منهم – إلا أن أحدًا من الإخوان لا يكفرهم أو يستحل أموالهم أو أعراضهم أو دماءهم .. فهم مسلمون مسلمون ما فى ذلك شك أو ريبة .

إذا فليهدأ الذين ينفثون سمومهم وينفخون فى النار ويدقون الطبول .. ويشعلون أوار الصراع .. ليهدأ هؤلاء وغيرهم وليعلموا أن الإخوان أعقل من ذلك بكثير .. وأنهم حريصون على أمن واستقرار هذا البلد الأمين .. وأن خطهم فى العمل سياسى وقانونى ودستورى .. وأنهم لا يتخذون العنف وسيلة ولا منهاجا .. وأن النظام يعلم ذلك يقينا .

- فى "عمود" بعنوان (تحرير الإسلام من سجن الإخوان) للكاتب طارق حسن بتاريخ 9/12/2006م يتهم الإخوان أنهم أعطوا الانطباع بأنهم الصوت الوحيد باسم الإسلام وهم يشيعون بين المواطنين أن الاختلاف مع "الإخوان" إنما هو اختلاف مع الإسلام .

ولا أظن أن الكاتب قد قرأ شيئا صحيحا عن الإخوان أو رجع إلى أدبياتهم ومراجعهم .. إذ أن "الإخوان" لا يدعون أنهم "جماعة المسلمين" وإنما هم "جماعة من المسلمين" وشتان بين هذه وتلك .. وبالتالى يترتب على ذلك أن الإخوان لا يكفرون غيرهم من المسلمين .. ولا يدعون أنهم يملكون الحق المطلق فيما يحملونه من منهج إصلاحى يرونه صالحا لنهضة الأمة .. إنما هى رؤي وقضايا مرجعيتهم فيها هى الإسلام بثوابته وأصوله العامة وهم يصمدون أمام كل محاولة لاخراجهم عن هذه المرجعية ولا يحبون أن تكون ساحة الإسلام والكلام فيه ومعالجة قضاياه كلأ مباحا لكل من هب ودب .. فيخلو لهم الجو ويفتى فى الإسلام من ليس أهل لذلك دينا وخلقا .. ويزيحون عن طريقهم من يعمل لنصرة الإسلام وكرس حياته لذلك، فهل بعد هذا يدعى الكاتب (طارق حسن) أن "الإخوان" يحتكرون الحقيقة المطلقة ..

وأن الاختلاف معهم اختلاف مع الإسلام ذاته ؟؟!!

هذا افتراء أحسب أننا قد رددنا عليه باختصار شديد ..

والله يقول الحق .. وهو يهدى السبيل

-----------------------

وختاما

فسوف تظل دوما صفحتنا نظيفة نقية أبية

بفضل من الله ومنة

كما قال مرشدنا الأسبق المرحوم عمر التلمساني

 أمام حملة ظالمة شبيهة

أنا مسلم .. أنا طاهر .. أنا نظيف

والله اكبر ولله الحمد