بسم الله الرحمن الرحيم

 

((ومالنا ألا نتوكل على الله وقد هدانا سبلنا، ولنصبرن على ما آذيتمونا وعلى الله فليتوكل المؤمنون ))

 

صفحتنا بيضاء نقية أبية

(( ويستمر العطاء ))

9 من شعبان 1430هـ -  أغسطس / آب 2009 م

http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/3/15/ikh14.jpg

ما أشبه الليلة بالبارحة

ما بين

الخميس 23 من ذي القعدة  1427هـ الموافق 14 من ديسمبر 2006م

الخميس 19 من جماد أول 1430هـ الموافق 14 مايو 2009م

*******

رأي الإخوان.. الاعتقالات الأخيرة

يصعِّد النظام من وتيرة مواجهته لجماعة الإخوان المسلمين، ففي كل يوم عملية مداهمة واعتقال في مكانٍ من الأماكن، واعتقال شخصياتٍ من الإخوان في مستويات مختلفة، واختلاق تهم قديمة جديدة كلها افتراءات وأكاذيب، إضافةً إلى الحملات الإعلامية القاصدة إلى تشويه صورة الإخوان لصرف الناس عنهم، وتحجيم ومنع الأنشطة الثقافية والاجتماعية والتربوية التي يقومون بها، وأخيرًا مصادرة الأموال، وإغلاق الشركات والمؤسسات الاقتصادية التي يمتلكها أفراد من الإخوان ومن غيرهم، كل ذلك بغية إقصائهم عن الحياة السياسية العامة للمجتمع المصرى، والذي نريد أن نؤكد ما يلي:

 1- أن هذه الحملات الظالمة لن تفتَّ في عضدنا، ولن تصرفنا عن دعوتنا أو تعيق مسيرتنا، فضلاً عن أن تستفزنا للخروج عن منهجنا وطريقنا في الإصلاح والتغيير السلمي المتدرج.

 2- أننا نثق في أن جماهير الشعب المصري وأمتنا العربية والإسلامية لديها من الوعي والذكاء الاجتماعي وخبرة الواقع والتاريخ ما لا يستطيع أحد أن يغشها أو يخدعها، وأن مثل هذه الافتراءات والمزاعم لن تنال من مصداقيتنا لديها، أو تضعف من رصيدنا المذخور في وعيها وذاكرتها، فما أكثر الأكاذيب التي نسبوها إلى الإخوان، وافتضح بعد ذلك أمرها وظهر زيفها وكذبها ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ (6) (الحجرات).

 3- أن هذه الاعتقالات قُصد بها إسكات صوت كل المعارضين الشرفاء من أبناء هذا الشعب، وبالتالي فنحن ندعو كل القوى الوطنية إلى إدانة هذه الحملات وفضحها والوقوف صفًّا واحدًا في وجه الاستبداد والفساد.

 4- أن هذه الإجراءات الجائرة المتكررة والمستمرة إنما تؤكد المأزق الذي يعيشه النظام وفشل سياساته، وما أدَّت إليه من أزمات ومشكلات حياتية يعاني منها المواطن المصري.

 5- أن هذه الإجراءات تهدف إلى تمرير أمور تبيت بليل ضد مصلحة الشعب والوطن من أجل البقاء في المناصب، واستمرار الفساد والاستبداد، والاستيلاء على مقدرات وثروات هذا الوطن لحساب قلة، كما أنها تتم إرضاءً لأصحاب الهيمنة العالمية (الأمريكان والصهاينة)، وهذا ما لن نقبله أو نتغاضى عنه.

 6- أن هذه الإجراءات تسيء إلى سمعة وكرامة مصر، وتحرم صفوةً من أبنائها من القيام بدورهم المبدع في خدمة أمتهم ووطنهم.

 7- أولى بالنظام أن يولي اهتمامه إلى معاول الهدم التي تحاول النيل من هوية الشعب المصري وثقافته وحضارته..والله من وراء القصد..

﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾ ..(الشعراء: من الآية 227).

01/07/2009

*******

فضيلة المرشد:

النظام ينفذ أجندةً لإضعاف الشعب

أكد فضيلة المرشد الأستاذ محمد مهدي عاكف أنه لا يجد أدنى سببٍ أو مبرر لما يقوم به النظام المصري والجهاز الأمني ضد الجماعة من حملات اعتقال، مشددًا على أن النظامَ يُنفِّذ أجندةً تهدف إلى إضعاف الشعب ووقف محاولات تنميته.

 وأوضح في مداخلةٍ لقناة (الجزيرة) الفضائية عصر اليوم 28 يونيو 2009  أن النظامَ المصري فَقَدَ العقلَ والمنطقَ والحكمةَ واحترامَ القانون في التعامل مع المصريين، كما تخلى الجهاز الأمني عن مهمته الأصلية، وأصرَّ على ملاحقة الشرفاء، مؤكدًا أن مصر لا تستحق إلا كل تكريمٍ وتقديرٍ، وأن ما فعله النظام اليوم من اعتقالاتٍ شيء مقزز لا يضع مصر في مكانتها.

 ووجَّه خطابه إلى النظام قائلاً: "ماذا تريدون من الإخوان المسلمين وهم الذين يرفعون شعارًا عظيمًا، ويحملون مشروعًا حضاريًّا إسلاميًّا راقيًا؟!"، مضيفًا أن كل ما ذكروه من اتهاماتٍ للإخوان هو كلامٌ تافهٌ في مواجهةِ رجال عظماء وشرفاء وأمناء.

 وأكد المرشد العام أن القضاءَ المصري المستقل دائمًا ما يُصدر أحكامه المُشرِّفة في صالح حرية الإخوان الذين يُقبض عليهم دون أدنى مبرر، قائلاً: عندما تُعرض قضايا الإخوان على القضاء المستقل العادل يتم الإفراج عنهم، بينما النظام الفاشل الفاسد والنظام الأمني الفاشل يُلاحقهم بدون أدنى عقلٍ ولا قانون.

 وتابع: لو كنتُ أعيشُ في بلدٍ يحترم القانون والدستور لكنتُ أستطيع أن أضعَ ما يحدث في سياقٍ معين، ولكن نحن أمامٍ نظام فقد كل شيء، ولا يعرف منطقًا لتحركاته أو حتى ماذا سيفعل غدًا، رغم أننا نعيش تحت وطأةِ الإفسادِ والفسادِ والفقر".

 *******

بعد تأييد الحكم بمصادرة أموال أسامة سليمان..

محامي "الإخوان" يهدد بإجراءات للرد

على حرب "التجويع" التي يشنها النظام ضد الجماعة

كتب صبحي عبد السلام (المصريون): : بتاريخ 10 - 7 – 2009

أيدت محكمة جنايات الجيزة، الخميس 9 يوليو 2009، قرار النائب العام المستشار عبد المجيد محمود بمنع المهندس أسامة سليمان القيادي بجماعة "الإخوان المسلمين"، والمعتقل حاليا على ذمة قضية التنظيم الدولي المزعوم.

وأصدر رئيس المحكمة المستشار عصام خشبة، قرارا بمنع سليمان وزوجته مها الجزار وأولاده من التصرف في ممتلكاتهم العقارية والمنقولة وأموالهم السائلة والأسهم والسندات بالبنوك، أو التصرف في الشركات والمؤسسات المملوكة لهم.

وأعرب عبد المنعم عبد المقصود المحامي" عن دهشته من صدور قرار النائب العام بالتحفظ على أموال سليمان، خاصة وأن قرار المحكمة بتأييده جاء بسرعة بالغة، حيث لم يستغرق الأمر سوى 48 ساعة فقط، لتصدر المحكمة قرارا بالتحفظ على أموال القيادي الإخواني وأسرته.

واتهم عبد المقصود نيابة أمن الدولة العليا التي تباشر القضية بانتهاك حق المتهم في الدفاع عن نفسه وتصوير أوراق القضية وتقديم المستندات التي يدافع بها عن نفسه، بالإضافة إلى انتهاك حق الدفاع في الحصول على مستندات القضية.

وقال إن هيئة الدفاع فوجئت بصدور قرار المحكمة بتأييد قرار التحفظ على أموال وممتلكات القيادي الإخواني رغم أن رئيس هيئة المحكمة قال في بداية نظر القضية إن الحكم آخر الجلسة وهو ما أعطانا شيئا من الطمأنينة.

وأضاف: "لو كنا نتوقع صدور الحكم بهذه السرعة لقمنا برد هيئة المحكمة"، معتبرا أن هذا "يشير إلى أن هناك نية مبيتة لإصدار أحكام بالحجز على أموال باقي المتهمين في قضية التنظيم الدولي".

ورأى عبد المقصود أن صدور القرار بالتحفظ على أموال سليمان يعد حلقة في مسلسل مصادرة أموال وممتلكات المنتمين للإخوان، في إطار ما وصفها بـ "حرب التجويع والتضييق على الأرزاق التي يقوم بها النظام الحاكم".

وتوعد عبد المقصود بأنه إذا استمرت هذا التصرفات والممارسات "فسيكون لنا رد آخر وإجراءات أخرى رفض الكشف عنها"، سيتم الإعلان عنها في حينها وكل شيء سيعلن عنه في موعده، مبديا توقعه بتكرار ما حصل مع سليمان مع قيادات إخوانية خلال الفترة القادمة..

الجدير بالذكر أن هيئة الدفاع عن الدكتور أسامة سليمان لا يحق لها الطعن على قرار محكمة الجنايات بمنعه وزوجته وأولاده من التصرف في ممتلكاتهم قبل مرور 90 يوما على النطق الحكم.

*******

إخلاء سبيل د. فتحي لاشين لظروفه الصحية

قررت نيابة أمن الدولة العليا إخلاء سبيل المستشار د. فتحي لاشين الخبير الاستشاري في المعاملات المالية والشرعية، والمستشار السابق بوزارة العدل، وأحد قيادات الإخوان الـ5 المعتقلين فجر أمس 29/06/2009، وفي مقدمتهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد؛ وذلك لظروفه الصحية الصعبة؛ حيث يعاني من فشل كلوي، وعدم القدرة على الحركة.

 وفي أول حديث له بعد إخلاء سبيله قال د. لاشين) إنه تم تحويله في الثالثة من عصر أمس إلى المستشفى، ثم جاءه وكيل النيابة، وأخذ أقواله لمدة ساعة، وانصرف بعدها...  وتضيف حفيدته هناء عماد إبراهيم أنها فوجئت بجدها يتصل بها في التاسعة مساءً ليطمئنها على صحته، وتكمل قائلةً: "بعدها بنصف ساعة اتصل بي الضابط الذي اعتقل جدي، وأخبرني أن أنزل من البيت بعد 10 دقائق؛ لأصطحبه من تحت المنزل، ونزلتُ بالفعل فوجدته وصعدنا إلى أعلى".

*******

الأمن "يُشمِّع" شركة البصائر ويستولي على مبالغ مالية

اقتحمت قوة أمنية فجر اليوم 28 يونيو 2009 مقر شركة البصائر للبحوث والدراسات بالكوم الأخضر بمحافظة الجيزة، واستولت على أكثر من 6 آلاف جنيه و3 أجهزة كمبيوتر، وبعض إنتاج الشركة من الكتب، ثم قامت بتشميع مقر الشركة.

 والمستشار الدكتور فتحي لاشين- المعتقل في حملة مداهمات اليوم- يشغل منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، فيما يترأس الداعية الكبير جمعة أمين مجلس إدارة الشركة.

*******

الإخوان خلف القضبان..

حصاد يونيو الأسود!!

http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/7/2/img1.jpg

 

شهد شهر يونيو 2009م على صعيد اعتقالات قيادات وأعضاء جماعة الإخوان المسلمين أحداثًا كثيرةً ومتصاعدةً؛ حيث تم فيه اعتقال 26 منهم وتجديد حبس 37 آخرين، في حين صدر بحق 34 منهم حكمٌ قضائيٌّ بالإفراج، وتحدَّت وزارة الداخلية هذه الأحكام، وأصدرت قرارات اعتقال لهم، كما تمَّ الإفراج عن 18.

 كما شهد الشهر تصعيدًا أمنيًّا وصفه المراقبون بالأعنف في حصاد الاعتقالات على مدار العام؛ حيث طالت الحملة اثنين من أعضاء مكتب الإرشاد؛ هما: الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور محمود حسين، فضلاً عن عدد من مسئولي المكاتب الإدارية بعدد من محافظات الصعيد.

 وتربَّع المهندس السيد حزين عضو مجلس الشعب السابق وأحد قيادات الإخوان بمحافظة الشرقية على قائمة الأطول مكوثًا خلف الأسوار؛ حيث أصرَّت مباحث أمن الدولة بالشرقية على احتجازه على خلفية أحداث غزة في فبراير الماضي، على الرغم من قرار نيابة أمن الدولة بالقاهرة إخلاء سبيله في العاشر من يونيو الجاري.

حملات شرسة

وتصدَّر المشهد حملتان وُصِفتا بالشرستَيْن؛ أولاهما أسفرت عن اعتقال الدكتور محمود حسين عضو مكتب الإرشاد ضمن مجموعة مكونة من 11 من قيادات الإخوان في 19 يونيو في دَهمِ أجهزة الأمن منزلَ أحدهم أثناء وجودهم فيه، وأصدرت نيابة قنا بعد ذلك قرارًا بحبسهم 15 يومًا بتوجيه نفس التهم المعهودة لمعتقلي الإخوان.

 وتضم المجموعة أيضًا همام علي يوسف (مسئول المكتب الإداري لإخوان سوهاج)، والدكتور محمد كمال (أستاذ الأنف والأذن بجامعة أسيوط ومسئول المكتب الإداري لإخوان أسيوط)، والدكتور علي عز الدين ثابت (أستاذ الرمد بجامعة أسيوط)، وسيف الدين مغربي (مسئول المكتب الإداري بقنا)، وعمار حسن حنفي (مفتش أول بآثار الأقصر)، وخلف الله بهنساوي (موظف بالتربية والتعليم)، وعبد الله مخلوف (موظف بمصنع كيما بأسوان)، وسيد عبد الله (موظف بمدارس الدعوة بسوهاج)، وجمال علي سليم، بالإضافة إلى الدكتور خالد السايح.

 ورفضت نيابة قنا بعد ذلك طلبًا من محامي الدفاع بنقل 6 من المعتقلين من سجن قنا العمومي أو الإفراج الصحي عنهم؛ نظرًا لمعاناتهم من أمراض مختلفة في الوقت الذي يفتقد فيه سجن قنا العمومي أدنى متطلبات الحياة الإنسانية.

 

وبدأت الحملة الثانية في 28 يونيو، وأسفرت عن اعتقال 6 من قيادات الجماعة؛ في مقدمتهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد وأمين عام اتحاد الأطباء العرب و5 من قيادات الإخوان؛ هم: د. جمال عبد السلام (مدير لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب ومرشح الإخوان في انتخابات 2005م)، ورضا فهمي (شمال القاهرة)، وعبد الرحمن الجمل (الغربية، من رجال التربية والتعليم)، ود. أسامة سليمان (الجيزة) وعلي علي الحديدي (بور سعيد)، وقررت نيابة أمن الدولة العليا حبسهم 15 يومًا على ذمة التحقيقات.

 في حين أخلت النيابة سبيل المستشار د. فتحي لاشين الخبير الاستشاري في المعاملات المالية والشرعية، والمستشار السابق بوزارة العدل وأحد المعتقلين؛ لظروفه الصحية، بعد أن استولت قوات الأمن على أكثر من نصف مليون جنيه كانت بمنزله.

تحدي أحكام القضاء

وتواصلت الأحداث عندما تحدت وزارة الداخلية حكم القضاء بالإفراج عن 13 قياديًّا بالإخوان في 30 يونيو، وأصدرت قرارًا باعتقالهم، وهم: الدكتور أسامة نصر الدين عضو مكتب الإرشاد، والدكتور حسام أبو بكر مسئول المكتب الإداري لإخوان شرق القاهرة، والدكتور إبراهيم مصطفى، والمهندس هشام صقر (القاهرة)، وأشرف عبد السميع، والدكتور محمد سعد عليوة (الجيزة)، وعلي عبد الفتاح، والدكتور عصام الحداد (الإسكندرية)، ومحمد العزباوي، ومحمود البارة (الغربية)، والحسيني محمد الشامي، والمهندس حسن شعلان (الدقهلية)، والكاتب الإسلامي وليد شلبي (الشرقية)، وبهذا قبع 3 من أعضاء مكتب الإرشاد خلف قضبان القهر والاستبداد خلال هذا الشهر.

 وواصلت وزارة الداخلية خلال يونيو تحديها لأحكام القضاء حين أصدرت في 21 يونيو قرارًا باعتقال د. هشام الصولي من قيادات الإخوان بالإسماعيلية وعلاء الديب أحد قيادات الإخوان بالمحافظة، وترحيلهما إلى سجن وادي النطرون، وقرارًا آخر باعتقال د. عادل مصطفى وسعيد محمود من قيادات الإخوان بمحافظة شمال سيناء وترحيلهما إلى سجن برج العرب، على الرغم من قرار محكمة جنايات الإسماعيلية الإفراج عنهم في الحادي عشر من نفس الشهر.

واستمرارًا لمسلسل إرهاب المواطنين؛ أصدرت وزارة الداخلية في 14 يونيو قرارًا باعتقال 7 من إخوان مركز أبو كبير بمحافظة الشرقية، وترحيلهم إلى سجن وادي النطرون بعد استئناف النيابة على قرار محكمة جنايات الزقازيق الإثنين 8 يونيو الجاري بالإفراج عنهم.

 

وهم عاطف محمد إبراهيم (رجل أعمال وقاضٍ عرفي)، سعيد محمد جبل (مهندس زراعي وقاضٍ عرفي)، وصلاح الديداموني شاهين (رجل أعمال)، وأحمد السباعي سنجر (تاجر)، ومحمد حسن (موظف بشركة اتصالات)، وعلي الفنجري (سباك)، وصلاح عبد الفتاح فنيشة (صاحب ورشة تطريز).

 

وفي 24 يونيو تقدّم محامو الإخوان بتظلم على قرار اعتقال الدكتور أمير بسام أحد قيادات الإخوان المسلمين بمحافظة الشرقية في أواخر مايو الماضي؛ بعد احتجازه لأكثر من أسبوع بمركز شرطة بلبيس، على الرغم من قرار نيابة أمن الدولة العليا بإخلاء سبيله، ولم تُحدد بعد جلسة النظر في التظلم.

وما زالت مباحث أمن الدولة بالشرقية تحتجز المهندس السيد حُزَين عضو مجلس الشعب السابق وأحد قيادات الإخوان بمحافظة الشرقية، المعتقل على خلفية أحداث غزة في فبراير الماضي، على الرغم من قرار نيابة أمن الدولة بالقاهرة إخلاء سبيله في العاشر من يونيو الجاري.

 وما زالت مباحث أمن الدولة بمحافظة المنوفية تحتجز 9 من إخوان المحافظة بمقرها في مدينة شبين الكوم، على الرغم من قرار محكمة جنح مستأنف شبين الكوم الإفراج عنهم في 25 يونيو بعد اعتقالهم فجر الأربعاء 17 يونيو الجاري في حملة مداهمات واسعة.

 والمفرج عنهم هم: محمد السقا (مدير عام بمديرية القوى العاملة)، والدكتور ياسر حشكيل (دكتواره في علم النفس)، وجمال شعبان (مدرس ثانوي- شبين الكوم)، ولبيب الشناوي (مدير نقابة المهندسين الفرعية بالمحافظة)، وعماد راشد (محاسب بنقابة المهندسين)، وأشرف هلال (تاجر)، وحلمي أبو النصر (موجه بالتربية والتعليم)، وصبحي موسى عبد الله (موجه ثانوي)، وأحمد عامر.

 وفي الشرقية قررت نيابة الزقازيق الكلية يوم 27 يونيو حبس 9 من أعضاء ورموز جماعة الإخوان المسلمين بالشرقية المعتقلين صباح الجمعة 25 يونيو لمدة 15 يومًا؛ بتهم اعتاد الأمن على توجيهها في حملاته الهمجية المتكررة على الجماعة، وهم: صلاح عبده محمد، وأسامة إبراهيم عاشور، وميسرة محمد محمود، ونافع محمد منصور، ومحمد السيد إمبابي، ومحمد السعيد الشريف، وعمرو عزت، وأحمد محمد سليمان، وعبد الرحمن السيد خليل.

الإفراج

وفي 23 يونيو قررت نيابة أمن الدولة العليا بالقاهرة إخلاء سبيل 4 من قيادات الإخوان العمالية المعتقلين على خلفية حملة مداهمات في 25 أبريل الماضي، وهم: محمد يوسف أحمد (تاجر ببهتيم)، خالد محمود الأزهري، عبد السعيد إبراهيم، م. ماهر سليمان.

 كما قررت إخلاء سبيل 6 من إخوان محافظة الفيوم المعتقلين خلال حملة مداهمات لمنازلهم في 15 أبريل الماضي، وهم: د. محمد مكاوي (طبيب)، ود. محمد فتحي (صيدلي)، وربيع سمير (مدرس)، وحنفي محمود (مدرس)، وأحمد السيد شحات (مدرس)، ود. محمد أحمد بدر (طبيب بيطري).

 وفي 29 يونيو أيّدت محكمة جنايات شمال القاهرة قرارَ نيابة أمن الدولة العليا بالإفراج عن 6 من قيادات الإخوان بالمحافظات، ضمن مجموعة الـ"19" المعتقلين على خلفية حملة مداهمات لمنازلهم في الثالث من مارس الماضي، وهم: خالد السيد البلتاجي (القاهرة)، وعادل عبد الرحيم فؤاد (الجيزة)، وعبد المحسن عبد الحميد القمحاوي (الدقهلية)، وعبد العاطي حواش النادري (المنوفية)، ومحمد طه وهدان نائب مسئول المكتب الإداري لإخوان الإسماعيلية، وأيمن محمود الشورة (الغربية)، إلا أن القرار لم ينفذ حتي كتابة هذه السطور.

 فيما أفرجت وزارة الداخلية إفراجًا صحيًّا عن كلٍّ من: جمال عبد الموجود يوسف (القاهرة)، وخالد عبد الحميد مرسي (الإسكندرية).

 

تجديد حبس

وجددت نيابة أمن الدولة العليا في 23 يونيو حبس 11 من إخوان الفيوم وهم: شعبان عويس (مدير مدارس الفاروق الخاصة)، ومحمد سيد عبد الرحيم (موظف)، ومحمد علي إسماعيل (مدرس لغة عربية)، وعاطف غرياني (وكيل مدرسة)، ود. أحمد محسن، وعمر يوسف (مدير إداري بنقابة أطباء الفيوم)، وأنور شعبان (موظف بالأوقاف)، وأسامة صالح (طالب)، وعلي سيد عمران، وطه طه، وأحمد إبراهيم بيومي (محاسب).

 

وفي البحيرة قررت نيابة دمنهور في 30 يونيو تجديد حبس المهندس أسامة سليمان أحد قيادات الإخوان بالمحافظة وإخوانه الـ25 المحبوسين على ذمة القضية رقم 4916 لسنة 2009م؛ خمسة عشر يومًا على ذمة التحقيقات.

 ومنهم فارس بركات الذي ألقاه ضابط أمن الدولة ناجي الجمال من الدور الرابع وتسبب له في كسور بجميع أنحاء جسده وتهتك في معظم أحشاءه وأجري مؤخرا عملية جرحية في قدمه بمستشفى المركز الطبي بسموحة بمحافظة الإسكندرية.

 

العسكرية

وفي 16 يونيو قررت محكمة القضاء الإداري حجز دعوى الإفراج الشرطي عن 13 من قيادات الإخوان المسلمين المحكوم عليهم في القضية العسكرية الأخيرة إلى جلستي 7و 12 يوليو المقبل.

 وهم د.محمد علي بشر (الأستاذ بكلية الهندسة وعضو مكتب إرشاد الجماعة والأمين العام السابق لنقابة المهندسين)، واثنا عشر آخرون هم: د. فريد علي أحمد جلبط (أستاذ القانون الدولي بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر)، د. محمود أحمد محمد أبو زيد (الأستاذ بكلية الطب جامعة القاهرة)، المهندس أيمن أحمد عبد الغني حسانين (مهندس مدني بشركة المقاولون العرب)، د. صلاح الدسوقي عامر مراد (أستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر)، د. عصام عبد المحسن عفيفي محمد (أستاذ بكلية الطب جامعة الأزهر)، المهندس ممدوح أحمد عبد المعطي الحسيني (مهندس حر)، سيد معروف أبو اليزيد مصباح (محاسب بشركة عمر أفندي)، فتحي محمد بغدادي علي (مدرس رياضيات)، مصطفى محمد محمد محمود سالم (محاسب قانوني)، المهندس مدحت الحداد (رجل أعمال)، د. عصام حشيش (الأستاذ بكلية هندسة القاهرة)، الدكتور ضياء فرحات (رجل أعمال).

*******

حبس د. أشرف عبد الغفار

وضمه لقضية د. أبو الفتوح

أصدرت نيابة أمن الدولة العليا اليوم 4يوليو 2009 قرارًا بحبس د. أشرف عبد الغفار 15 يومًا وترحيله إلى سجن المرج، بعد أن ضمَّته النيابة لقضية الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح.

 جاء قرار النيابة بعد التحقيقات التي أجرتها مع الدكتور عبد الغفار اليوم، ووجَّهت له اتهاماتها المعتادة؛ بالانضمام لجماعة محظورة، وجمع تبرعات لصالح غزة، واستخدامها لصالح أنشطة الجماعة.

 وكانت أجهزة الأمن في مطار القاهرة الدولي (المطار القديم) قد احتجزت الدكتور أشرف عبد الغفار أمين عام مساعد نقابة الأطباء ومقرر لجنة الإغاثة الإنسانية فجر أمس؛ حيث كان ذاهبًا إلى تركيا في مهمة عمل تابعة للجنة الإغاثة.

*******

المعتقلون الجدد في قضية التنظيم الدولي للإخوان يقاطعون تحقيقات النيابة

ويرفضون الرد علي أسئلتها ويطالبونها بعدم التورط في خصومتهم لحساب الحكومة

 رفض المعتقلون الجدد الذين قامت مباحث أمن الدول بضمهم إلي قضية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين الرد علي أسئلة النيابة وإمتنعوا عن الكلام وأعلنوا مقاطعة التحقيقات تماماً مؤكدين أن هذه الاتهامات لا تعدو كونها كيداً وانتقاماً سياسياً من الدولة لجماعة الإخوان المسلمين.

وجاء هذا الموقف من المعتقلين الثلاثة الجدد وهم الدكتور محمد وهدان -الأستاذ في جامعة قناة السويس - والمهندس خالد البلتاجي - رجل أعمال- وعادل عفيفي -رجل أعمال -ليكرروا نفس الموقف الذي اتخذه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح - عضو مكتب الإرشاد وأمين عام اتحاد الأطباء العرب - الذي امتنع عن الرد علي أسئلة النيابة وقاطع التحقيقات التي تجري في قضية التنظيم الدولي وأكد أن هذه التهم ليست جديدة وسبق أن حوكم بها أمام المحكمة العسكرية.

وبرر الدكتور محمد وهدان - الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة قناة السويس - رفضه الرد علي أسئلة النيابة بإن السيناريو الذي يحدث حالياً تكرر بصورة كربونية معه في عام 2008 حيث تم اعتقاله علي ذمة المحضر رقم 529 لسنة 2008 إداري التل الكبير، حيث تم اتهامه بجمع تبرعات، وقررت النيابة حبسه، وبعد قضائه 15 يوماً في الحبس أصدر القضاء حكماً ببراءته إلا أن وزارة الداخلية رفضت تنفيذ الحكم وقررت إعادة اعتقاله.

وقال الدكتور وهدان إن المفارقة العجيبة أنه سجن في عام 2008 في سجن وادي النطرون الذي تم سجنه فيه أيضا عام 2009، وعندما تظلم من قرار الاعتقال وأصدر القضاء حكماً ببراءته من التهم وقررت المحكمة الإفراج عنه فوجئ بقرار تعسفي من وزارة الداخلية بإلحاقه بالقضية الشهيرة التي تم اتهام الدكتور عبد الحي الفرماوي فيها بتصنيع طائرة بالتعاون مع منظمة حماس.

وقال الدكتور وهدان إنه تم اعتقاله في فبراير 2009 في القضية رقم 237 لسنة 2009 التي كان معه فيها نقيب أطباء الغربية الدكتور مصطفي الغنيمي.

وأكد أن القضاء برأه أيضاً من هذه التهم إلا أن وزارة الداخلية رفضت تنفيذ الحكم وتم اعتقاله من جديد وفوجئ بقرار ضمه هو وزميليه رجلي الأعمال خالد البلتاجي وعادل عفيفي إلي القضية المسماة إعلامياً بقضية التنظيم الدولي للإخوان.

واتهم الدكتور محمد وهدان النيابة بأنها تحولت إلي خصم وقال إنه يربأ بالنيابة أن تتحول إلي طرف في الخصومة وتتورط في المهاترات السياسية التي تقوم بها أجهزة الحكومة.

وطالب أجهزة الدولة بإصدار قرار إداري باعتقاله هو وإخوانه في جماعة الإخوان المسلمين إذا كانت ترغب ذلك وعدم توريط النيابة في حروبها التي تشنها ضد خصومها من الإخوان، خاصة أن النيابة تصدر قرارات باعتقالهم ثم يبطلها القضاء ويصدرأحكاماً برفض هذه الاتهامات ويبرئهم منها مما يؤكد أن هذه الاتهامات كيدية وتفتقد لأي دليل

*******

الصبر والثبات..

رسالة من المعتقل البارة لأسرته

http://www.ikhwanonline.com/Data/2009/5/27/pic5039.jpg

 

- زوجته: ظننا أنهم آتون للقبض على تاجر مخدرات

- نجله الأكبر: أشعر بالفخر وهذه ضريبة الدعوة

"اصبروا واثبتوا"، "لا تخافوا"، "الله معكم"، "الإخوان لن ينسوكم".. كانت هذه الكلمات المؤثرة آخر رسالة وجهها محمود محمد البارة أحد مرشحي الإخوان المسلمين بانتخابات المحليات بمحافظة الغربية، وأحد معتقلي مجموعة الـ13، قبل الهجمة الأمنية الشرسة فجر الخميس الرابع عشر من مايو الجاري.. وعندما ذهبنا لإجراء الحوار مع أسرته تأكدنا أنهم تمسكوا فعليًّا بتلك الرسالة ونفذوها، ووجدنا أيضًا أسرةً يُميزها الإصرار على النجاح والتفوق، أسرة يُغلفها الحب ويملأ جدران منزلها الود.

 ولِمَ لا... وقد زرع والدهم المعتقل كل هذه الصفات في نفوس أسرته بما عُرِفَ عنه من شجاعته في الحق، وحبه للعمل الخيري، وبره الشديد بوالديه وحرصه على إرضائهما، وهو أيضًا زوج مثالي، وأب وقدوة ليس لأبنائه فقط وإنما لعدةِ أجيال متتالية من خلال عمله مدرسًا بمعهد المحلة الأزهري؟!

 فالابن الأكبر بادر بالقول في التحقيق الصحفي الذي أجراه موقع " إخوان أون لاين": أشعر بالفخر الشديد؛ لأن هذه هي ضريبة الدعوات، والنبي- صلى الله عليه وسلم- أُوذي كثيرًا حتى وصل الإسلام الصحيح إلينا، ونحن لا نكون أبدًا أفضل من النبي، ولا بد أن نصبرَ على الابتلاء؛ لأنه امتحانٌ من الله عزَّ وجلَّ نبتغي به مرضاته.

 وعندما سأل هل أثَّر الاعتقال على امتحاناتك؟

قال: بفضل الله سارت الأمور على ما يُرام، وسبحان الله فقد وفقني الله في الامتحان كثيرًا وألهمني رشدي في الحل.

 فإلى تفاصيل الحوار مع الزوجة الوفية:

* مَن محمود البارة الزوج والإنسان؟

** محمود البارة عملة من النادر أن يجدها أحدٌ في هذا الزمان، فهو زوج مثالي، وابن بار بأهله، يتقي الله في عمله ويؤدي واجباته على أكملِ وجه، ويقدم ما عليه، ولا ينتظر ما له من حقوق.

 * هذه هي المرة الأولى لاعتقال زوجك.. فما شعورك في هذا الموقف؟

** أحتسب الأذى الذي لَحِقَ بنا وبزوجي عند الله عز وجل، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم، كما أبتهلُ إلى الله أن يرزقه الثباتَ على طريق الحق ... وما يحدث هو ضريبة الدعوة التي دفعها ويدفعها الصالحون على مرِّ الزمان، ويجب أن ندفعها بأموالنا وأنفسنا وأهلنا، وأؤكد أننا صامدون رغم الإهانة والظلم الذي وقع بنا.

 * ما تفاصيل ليلة الاعتقال؟

** كان زوجي خارج المنزل وبمجرد دخوله المنزل في الثالثة صباحًا، وأثناء تناوله طعام العشاء سمعنا طرقًا شديدًا على الباب، وكأنها قذائف مدفعية أُطلقت علينا، ونظرنا أسفل البيت فوجدنا عربات الأمن المركزي تقف أسفل البيت.

 وعلى الفور أسرعت قوةٌ ضخمةٌ من جحافل الأمن بكسر بوابة البيت باستخدام "عتلة" وقطعوا أسلاك التليفون، ثم صعدوا إلى شقتنا، واقتحموا علينا المنزل دون أدنى مراعاةٍ لحرمة البيت أو وجود أطفال ومسنين هما والد ووالدة زوجي ... واستأنفت القوة بعد ذلك عمليةَ تفتيش عنيفة جدًّا لجميع أرجاء المنزل؛ وكأننا نُخفي كميات كبيرة من المخدرات، أو كأنهم قادمون للقبض على إرهابي، واعتقلوا زوجي على الفور.

* هل شهد أحدٌ من الأولاد عملية المداهمة؟

** الطبيعي أن الأولاد ما عدا آلاء (في الصف الخامس الابتدائي) كانوا مستيقظين للمذاكرة، وكانوا على موعدٍ مع الامتحانات في اليوم المقبل.

 * هل أثَّر الاعتقال بالسلبِ على دراسة الأولاد ومذاكرتهم؟

** ولله الحمد، الاعتقال أعطى للأولاد دفعةً قويةً وحافزًا أكبر على التفوق والتميز، فضلاً عن أنهم ازدادوا صلاحًا وقربًا من الله وثباتًا وثقةً بنصر الله، وليس ذلك فحسب؛ بل زاد هذا الموقف العصيب الأبناء فخرًا بأبيهم؛ لأنه اعتقل بشرف وليس لارتكابه جريمة.

 

* وماذا عن والده ووالدته؟

** الواقع أن ما حدث كان صدمةً كبيرةً لوالده ووالدته فقد عانوا كثيرًا من هول الهجمة الأمنية بالنظر إلى سنهما المتقدمة؛ ولكن والده برغم كل تلك الظروف كان يردد دائمًا: "لن يضيعنا الله أبدًا، وحسبنا الله ونعم الوكيل".

 أما قلب الأم الرقيق الذي لا يُطيق أن يبتعد عن نجلها، فقد باتت قلقةً وخائفةً على ولدها؛ ولكن عندما ذهبت لزيارته أثناء العرض على النيابة رجعت إلى البيت وهي مطمئنة عليه، وظلت تحمد الله أن وجدته في أحسنِ حال، وكانت مدهوشةً لما وجدته من البهجةِ والبسمة التي تملأ وجوه جميع الإخوان المعتقلين.

 

* كيف كان رد فعل الأهل والأقارب والجيران على اعتقاله؟

** تعاطف الناس جميعًا معنا، ولم يخل المنزل حتى وقتٍ قريب من الزائرين أو الاتصالات الهاتفية، وكثير منهم حزن بشدة من الوضع الذي وصلت إليه البلد من ترك المجرمين واعتقال الصالحين، وكل مَن كان يأتي لمواساتنا كنت أقول لهم لا تواسوني ولكن هنئوني بالتهمة الشريفة التي اتهموه بها.

 

* عما دار آخر حوار بينكما قبل الاعتقال؟

** كنا دائمًا نطمع معًا في رضا الله عنا، وأن يسكننا معًا الفردوس الأعلى من الجنة.

 

* هل من رسالةٍ تريدين توجيهها إلى أحد في هذا التوقيت؟

** أوجه رسالة إلى النظام المتخاذل، وأقول له إن الإنسان مهما طال عمره لا بد له من نهاية، والشجاع الناطق بكلمة الحق الذي لا يهاب الظالمين يموت مرةً واحدة، أما الجبان فإنه يموت كل يومٍ مع طلوع الشمس ومع غروبها.

 وأقول للظالمين إن ظلمهم لنا وجبروتهم علينا لن يهزنا، ولكن سيزيدنا قوةً إلى قوتنا وإصرارًا مع إصرارنا على مواصلة الطريق.

 

* ماذا تقولين لأسر المعتقلين أمثالكم؟

** أدعو الله أن يثبتهم على الحق، وأنه لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، وكما قال معلم البشرية صلى الله عليه وسلم "واعْلَمْ أنَّ الأُمَّة لَو اجْتَمَعَتْ على أَنْ يَنْفَعُـوكَ بِشَيءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إلا بِشَيْءٍ قدْ كَتَبَهُ اللهُ لَكَ، وإن اجْتَمَعُوا على أن يَضُرَّوكَ بِشيءٍ لَمْ يَضُروكَ إلا بِشَيء قد كَتَبهُ اللهُ عَلَيْكَ، رُفِعَتِ الأقْلامُ وَجَفَّتِ الصُّحُفُ" صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم.


الشريط الإخباري.... الشريط الإخباري... الشريط الإخباري.... الشريط الإخباري.... الشريط الإخباري.... الشريط الإخباري

عبد المنعم أبو الفتوح يفتح ملف التنظيم الدولي للإخوان

- اتهام يوسف القرضاوي وعائض القرني ومنير شفيق يؤكد تفاهة القضية

- صحف خاصة دخلت على خط تشويه الإخوان من أجل مصالحها مع النظام

- ضابط المباحث ينتقم مني لأنني تقدمت ضده ببلاغ للنائب العام لتعذيب نجلي

- التنظيم الدولي فزَّاعة للتنكيل والتضييق على الإخوان والحركات الإسلامية

- العمل الإغاثي العربي أحرج القيادات السياسية وكشفهم أمام الرأي العام

أكد الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب وعضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين أن ذكر اسمه في محضر تحريات نيابة أمن الدولة لمجموعة الـ13 يرجع إلى سببين؛

الأول: يتمثل في كبح جماح العمل الإغاثي والإنساني العربي الداعم للشعوب العربية وحركات التحرر الوطنية، خاصةً بعد دور اتحاد الأطباء العرب خلال الحرب الصهيونية على غزة،

والسبب الثاني: هو انتقام شخصي من الضابط الذي حرر محضر التحريات بعد قيام أبو الفتوح بالتقدم ببلاغ ضده للنائب العام للتعدي على نجله أحمد بكلية التجارة جامعة عين شمس.

 فإلى تفاصيل الحوار:

 * بدايةً ورد اسمكم بمحضر تحريات نيابة أمن الدولة العليا في الاتهامات الملفَّقة لمجموعة الـ13 مع عدد من قيادات ورموز جماعة الإخوان المسلمين.. كيف استقبلتم هذا الأمر؟

** اللافت للنظر في تلك القضية بالذات هو الزجُّ بأسماء كثيرة غير مرتبطة، سواء كانوا إخوانًا أو غير ذلك، والمؤكد أن كاتب مذكرة التحريات مجرد ضابط صغير بجهاز مباحث أمن الدولة يحاول أن يرضي رؤساءه من خلال الاتهامات المرسلة لقيادات الإخوان والزجِّ بهم في قضية "ترفعه إلى السماء"، ولكن الأمر الغريب الذي اعتدنا ألا يكون غريبًا هو دور جهاز مباحث أمن الدولة الذي تحَّول بقدرة قادر إلى مقر جديد للحزب الوطني، أو بمعنى أدق شركة حراسة خاصة أو فتوّة يدافع عن تركة ومصالح رجل أعمال أو سياسي فاسد.

 وعلى الرغم من تأكيدنا ضرورة إبعاد الأجهزة الأمنية عن العمل السياسي نجد النظام الحاكم- نتيجة لفقدانه الاحتضان الشعبي وكراهية مواطنيه- في حالة أمنية مستعصية استعاض عنها بالجهاز الأمني، وأصبحت من أهم أدوات السلوك السياسي للحزب الحاكم يتعامل بها مع معارضيه بالاعتقال والتشويه والترهيب والتعذيب... وما يفنِّد ادعاءات تلك المذكرة ورود أسماء عامة كبيرة، في مقدمتهم الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ عائض القرني ومنير شفيق المفكر العربي، وعدد من أعضاء المؤتمر القومي العربي وأسماء عربية وإسلامية مرموقة، لكنَّ الإعلام الأمني لم يبرز إلا أسماء الإخوان دون بقية الأسماء.

كبح العمل الإغاثي

   * نعود إلى إقحام اسم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح في محضر تحريات نيابة أمن الدولة.. فما دلالة ذلك؟ وهل له علاقة بدور اتحاد الأطباء العرب قبل وبعد وأثناء الحرب الصهيونية على غزة مقابل الموقف السلبي للنظام تجاه تلك القضية، خاصة فيما يتعلق بمعبر رفح؟

** اختيار أسماء بعينها يؤكد أن هناك نية مبيتة ضدنا، وهو الأمر الذي ظهر في محضر التحريات الذي تجاوز 12 صفحة تُثبت كل صفحة منها أن الاتهامات الواردة بها مفبركة، كما أوضحت سابقًا.

أما عن اختياري لأكون ممن شملتهم التهم غير الرسمية حتى الآن فله عدة أسباب؛ منها الدور القوي الذي قام به اتحاد الأطباء العرب أثناء الحرب الصهيونية على غزة، وحدوث حالة من الإحراج للنظام المصري مع تعنُّته في دخول الأطباء العرب والمعدات الطبية والمواد الإغاثية، وتركيز وسائل الإعلام على تعنُّت السلطات المصرية في التعامل مع الأزمة، وقرارها يوم 5 فبراير عقب العدوان بغلق معبر رفح، وإصرارها على إذلال الشعب الفلسطيني وإبقائه تحت الحصار الغاشم والمؤلم.. وهو الأمر الذي سبقه اعتقال الدكتور جمال عبد السلام مقرر لجنة القدس ومدير الاتحاد في ديسمبر من العام الماضي؛ في محاولة فاشلة من بعض الأيادي الخفية في النظام الحاكم لكبح جماح العمل الإنساني العربي الداعم للشعوب العربية وحركات التحرر الوطنية.

 أما السبب الثاني فيرجع إلى قيامي بالتقدم ببلاغ للنائب العام ضد الضابط هشام زين الرائد بمباحث أمن الدولة وملفّق محضر تحريات مجموعة الـ13 لاعتدائه على نجلي أحمد الطالب بتجارة الأزهر.

التنظيمات الدولية

* ذكرت في تصريحات صحفية أكثر من مرة أنه لا يوجد تنظيم دولي للإخوان المسلمين، وهو ما اعتبره بعض الساسة تنصُّلاً منك وتجاوزًا في حق الإخوان بالخارج.. ما تعليقكم على ذلك؟

** أريد أن أؤكد عدة أشياء ضرورية في هذا الملف كي نغلقه بشكل كامل، وهي أن تصريحاتي وأحاديثي الصحيفة عادةً ما يتم تحريفها وفهمها بشكل خاطئ، وخاصةً في موضوع ما يسمى بالتنظيم الدولي، هذا بالإضافة إلى أن التنظيم الدولي للإخوان ليس بالشكل الذي تصوره وسائل الإعلام؛ لأن الدولة الحديثة أصبحت بالقوة التي لا تسمح بوجود تنظيم عابر للقارات يصدر تعليماته من قطر لقطر بشكل "هرقلي"؛ بحيث يصدر الأمر من القيادة للأقطار المختلفة وما عليهم إلا تنفيذه بلا جدال فيه ولا نقاش، وإنما توجد مدرسة إسلامية أفرزتها مدرسة جماعة الإخوان المسلمين التي تتواصل فيها الأفكار وتتلاقى فيها الرؤى وتتناقل فيها الخبرات... وشخصيًّا أفخر بأنني من الذين يتواصلون مع عدد كبير من أبناء الحركة الإسلامية في بلدان عديدة، وأعتزُّ بلقائهم والاستفادة بخبراتهم والعكس؛ لأن منهج الإسلام العالمي الذي أرسله الله عز وجل أمرنا بالتواصل والالتقاء من أجل مصلحة الأمة والخير للبشرية، وليس للأطماع السياسية كما يروِّج بعض المتأمركين والمتصهينين من رجال الطابور الخامس.

 أما الحديث عن تنصُّلي وتنصُّل بعض القيادات الإخوانية من التنظيم الدولي فليس بالشكل الذي أبرزته وسائل الإعلام؛ فالتنصل يكون من شيء موجود بالفعل، والحقيقة أنه لا يوجد تنظيم، ولكن الموجود هو شكل تنسيقي تبادلي للخبرات والأفكار، وهو أمر ضروري أن نضع الأمور في نصابها وسياقها الصحيح...  وأريد أن أؤكد أن التنظيمات الدولية السلمية عمل مشروع لا يجرِّمه القانون ولا الدستور، ما دام في الإطار القانوني وبعيدًا عن الإضرار بمصالح الدولة؛ بدليل أن الاتحاد الأطباء العرب والجامعة العربية تنظيمان دوليان عربيان، وليس من المعقول أن يجلس الإخوان في مصر ليقرِّروا شئون الإخوان مثلاً في الأردن أو العكس، وكذلك الحال في الكويت والجزائر والمغرب وموريتانيا وبقية الدول التي توجد بها تنظيمات للإخوان حول العالم...  وهو نفس الأمر الذي ينطبق مثلاً على الجامعة العربية التي تقر مشاريع وقرارات، هل تستطيع دولة من الدول الأعضاء إلزامها بأي قرار؟ الإجابة واضحة والتهمة ملفقة، والإشاعات ما أكثرها!! ولن توقفنا عن السير في طريق الإصلاح.

 * وبم تفسر ذلك الرعب عند الحديث عن تنظيم دولي للإخوان أو الشكل التنسيقي الموجود بين أبناء الحركة الإسلامية كما أشرت؟

 **هذا ليس رعبًا، ولكن هي أداة وفزَّاعة يستخدمها النظام ليقول للغرب: "خلي بالك!! الإخوان دول قوة كبيرة قادرة على تهديد مصالحكم في المنطقة"، فبدلاً من كلامكم يا غرب عن حقوق الإنسان والحريات اعملوا نفسكم مش شايفين أحسن لكم، ولأن هذا في مصلحتكم ومصلحة أصحابكم الصهاينة.. أو بمعنى أصحّ "سيبونا نعمل فيهم اللي يعجبنا، نرميهم في المعتقلات، نحاكمهم، نصادر فلوسهم، دا شيء يخصنا"!!.

 * ولكن في تفسيركم، ما السبب في الإعلان عن تنظيم دولي للإخوان في هذا التوقيت بالتحديد؟

** أعتقد أن تلك محاولة من النظام لتأليب الدول العربية والغربية ضد تنظيمات الإخوان في دول غربية وعربية، بعد التفاعل والظهور القويّ، وقدرة الإخوان على تحريك الشارع إبَّان العدوان الصهيوني على قطاع غزة.

خطوط حمراء

   * تحقيقات النيابة طالت أيضًا الدكتور محمد سعد الكتاتني والمهندس سعد الحسيني وحسين محمد إبراهيم نواب مجلس الشعب.. ألا ترى أن اتهام نواب بالبرلمان تصعيد خطير ونوعي في تعامل النظام مع الجماعة؟

** بالطبع يعتبر اتهام نواب بالبرلمان تصعيدًا خطيرًا لا بد معه من إعادة تقييم المواقف وترتيب الأوراق من جديد؛ بمعنى أن النظام نقل معركته مع الجماعة إلى الساحة النيابية بعدما حاول إجهاضها والقضاء عليها عبر العصا الأمنية والتحجيم والإرهاب تارةً والتشويه الإعلامي المستمر تارةً أخرى، ونحن نعرف أننا نتعامل مع نظام طاغٍ وظالم تجاوز جميع الخطوط الحمراء، لا يحكمه قانون أو منطق أو المصلحة العليا، وإنما يحكمه الظلم والقهر بحق الإخوان وغير الإخوان، سياسته تسببت في عشرات من الضحايا الشرفاء والبسطاء.

* من وجهة نظرك إلى متى سوف يستمر هذا الوضع بين الجماعة والنظام؟

** للأسف الوضع الحالي مأزوم للغاية، فغياب القانون وفقدان الحريات والديمقراطية جعلنا في غابة، وعلى الرغم من هذا لا يوجد لدينا خيار غير العمل المتواصل والكفاح الوطني السلمي عبر الطرق الشرعية والكيانات المعتبرة للمطالبة بحقوقنا وحريتنا، وهو ما ستسطِّره الأيام القادمة.

زوال النظام

* وسط تلك الحالة المتأزمة والتضييق الذي يمارسه النظام ضد جماعة الإخوان.. كيف ترى العلاقة بين الجماعة والنظام في الفترة المقبلة؟

** أؤكد أن جماعة الإخوان التي نشرف جميعًا بالانتماء إليها قامت من أجل مصر، تخدم شعبها بقواعد ومبادئ الإسلام، ومشروعها الوطني نابع من إيمانها وأخلاقها الإسلامية، وتحتل قضايا الحرية والعدالة والتنمية مكانًا هامًّا في تصورات وأدبيات الجماعة، وهي لبُّ الخلاف مع النظام، الذي يُصرُّ على محاولات الإبعاد والتحجيم؛ للحفاظ على المكتسبات التي حصل عليها بوجوده في سدة الحكم.

 وأؤكد أن النظام الحاكم إن لم يراجع مواقفه وسياساته وبرامجه ومعاونيه سنشهد زواله لا محالة، وأن الإخوان باقون ومستمرون، وندعو الله أن يعيد ذلك النظام إلى حضن الشعب المصري، وأذكره بمصير النظم القمعية.. أين ذهبت الآن؟ والإجابة واضحة، ذهبت وبقي الشعب المصري وجماعة الإخوان، وبقيت فكرتهم الإسلامية النابعة من هدي القرآن وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم؛ لأن الإخوان هيئة مصرية إسلامية باقية ببقاء مصر، وهذا لا ينفي أننا نعاني من بعض القصور والأخطاء نعترف بها ونحاول أن نعالجها، وأنا متفائل جدًّا، على الرغم من التضييق والتحجيم.. متفائل بأن مصر والإخوان قادرون على تجاوز الصعوبات التي تمارَس ضدهم.

إستراتيجية الإخوان

* هناك من يتهم الإخوان بأنهم أعجبهم دور الضحية وأنهم اعتمدوا إستراتيجية الصبر بدلاً من العمل على أرض الواقع لتغيير الوضع الحالي؟

** نعم.. الصبر عندنا إستراتيجية لأنه صبر إيجابي وليس سلبيًّا، ولكن تصويرنا بأننا اعتدنا دور الضحية وتعوَّدنا على سماع صوت "مصمصة الشفاه" على حالنا المأساوي من اعتقالات والتحفظ على الأموال وغيرها من الأشياء التي تُبكي العيون".. أمر على غير الحقيقة، وهو ما تثبته أفعالنا، فصبرُنا ضد الضربات المتلاحقة قائم على عمل دءوب بعون وفضل الله عز وجل في الشوارع والنوادي والنقابات والهيئات التشريعية وفي كل مكان؛ خدمةً لبلدنا الحبيبة مصر.

 وأؤكد أن الجماعة لن تتنازل عن النضال الدستوري السلمي كخيار إستراتيجي، وليس كما يروِّج البعض بأنه تكتيكي حتى نصل للحكم ونتسلم مقاليد الأمور ثم نتحوَّل عن الشعب والأطياف السياسية ونمارس ما كنا ننتقد الحزب الحاكم فيه "وكأنك يا أبو زيد ما غزيت"، وتلك هي الدعوات التي يطلقها أعداء الإخوان لإثارة الرأي العام ضد الجماعة وتشكيل حالة من الضغط عليها وعلى أعضائها لقبول مهين نقبل فيه بالتجاوزات والانحرافات والمخالفات دون أن نعترض.

 وأحذر النظام الحاكم من خطورة تصاعد حالة الرفض لسياساته وبرامجه ووصول حالة الحنق والغضب لمستويات عالية تُنذر بكارثة مجتمعية وشعبية لا تحمد عقباها سيكون النظام أول ضحاياها، وبالتأكيد مصر ستضر بشكل كبير للغاية وهو ما لا نرجو حدوثه.

قربان الإخوان

* قنوات بين الإخوان وأمريكا.. فزاعة تستخدمها أمريكا للضغط على النظام وفزاعة يستخدمها النظام ضد أمريكا.. إلى متى يظل الإخوان أداة تتلقفها الأنظمة كورقة ضغط؟

** هذا الأمر ليس للإخوان علاقة به، فالأنظمة الفاسدة تتكاتف من أجل مصلحتها فقط، ومع قرب كل زيارة لرئيس أمريكي لمصر أو العكس أو حتى زيارة وزير؛ يقدم كل منهم الإخوان قربانًا للآخر، ولكن الأكثر حدوثًا هو استخدام الإخوان والحركات الإسلامية كفزاعة، وإن كانت موضة "راحت عليها" بعد ظهور التقنية الحديثة؛ حيث أصبحت المعلومات عكس السابق؛ حيث كان النظام هو مصدر معلومات الغرب في استقاء المعلومات حول الحركات الإسلامية، إلا أنه مع التطور العلمي أصبح هناك شكل من أشكال التغير في تعامل الغرب مع تلك الحركات، إلا أن ما يمنع التواصل حتى الآن بيننا وبينهم هو الموقف الأيديولوجي الذي تتبنَّاه المؤسسات الغربية وحكوماتها ضد الحركات الإسلامية، حيث لا تزال غير مستوعبة للتعامل مع حركات إسلامية تعتمد على الدين في منهجها.

ونؤكد أن التواصل مع أي طرف في الدنيا ليس حرامًا وليس عيبًا، ولكن الحديث عن علاقة تصور أن الإخوان متناغمين مع السياسة الأمريكية، أو أن يتم تسريب إشاعات حول قيام مكتب لندن بالتواصل مع أمريكا أو حكومات غربية؛ هو أمر غير صحيح بالمرة، ومواقفنا من تصرفات وسياسات الولايات المتحدة معروفة للجميع، ولكن هناك من يحاول ربط الإخوان بأي شيء يخرجها عن سياقها الوطني وتاريخها النضالي المعروف للجميع بنصاعته ونقائه.

رسالة للنظام

* هل هناك رسالة معنية تريد أن توجهها للنظام؟

** نحن كإخوان مسلمين نتمنَّى من النظام المصري أن يتجرد من ارتباطه من الغرب ويستقل بإرادته عن الغرب وتصبح إرادة مصرية عربية خالصة؛ حتى يستطيع هذا النظام أن يخدم وطنه بطريقة سليمة لتجتمع حوله القوى الوطنية، ولكنه طالما رهن مستقبله بإرادة الغرب سيعيش في تلك المأساة مع وطنه وأطيافه السياسية... وللأسف لم يصبح مرتبطًا بالغرب فحسب، بل أصبح طائعًا ورابطًا استقلاله وإرادته بالعدو الصهيوني، في صورة كاريكاتورية محزنة حطَّت من شأن النظام، وأعادته للمربع الصفر في ميزان السياسة والعروبة، ونحن لا نحب ذلك لوطننا وحكومته.

*******

اللجنة العربية لحقوق الإنسان

 تدين اعتقال قيادات الإخوان

أدانت اللجنة العربية لحقوق الإنسان- ومقرها في باريس- قيام الأجهزة الأمنية المصرية باعتقال 5 من قيادات جماعة الإخوان المسلمين، وصفتهم اللجنة بأنهم شخصيات قيادية نقابية مصرية وعربية... واستنكرت اللجنة- في بيانها- الاعتقالات، ووصفتها بالتعسفية، مشيرةً في الوقت ذاته إلى أن الاعتقال الإداري الدوري وسيلةٌ لتقطيع أوصال العمل المدني والسياسي والمهني للأشخاص، وشكلٌ من أشكال الاعتقال التعسفي، تلجأ له السلطات المصرية لاستنزاف من يخالفها الرأي، وخاصة قيادات جماعة الإخوان المسلمين.

 وأدان البيان بشدة أن يكون الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد وأمين عام اتحاد الأطباء العرب على رأس قائمة المعتقلين؛ حيث وصفه البيان بأنه أحد أهم الشخصيات النقابية والعامة في مصر والعالم العربي، المهتمة بحقوق الإنسان وحقوق الشعوب، وأن له باعًا طويلاً في التحرك من أجل محاسبة مجرمي الحرب الصهاينة، ودورًا مهمًّا في تعزيز الحقوق النقابية للأطباء العرب، وتقوية دور الطبيب العربي في القضايا الإنسانية في مناطق الصراع؛ كدارفور والعراق وفلسطين والصومال.

 كما ندد البيان باعتقال الدكتور جمال عبد السلام مدير لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب؛ حيث قال عنه البيان: "لقد عرفته المنظمات الخيرية والإغاثية في قضايا الحصار والإغاثة الطارئة، وهو أيضًا من الكوادر المعروفة أكثر في الوسط الإغاثي والإنساني منه، كمناضل سياسي بحكم جُلِّ وقته المخصص لذلك، وقد أُفرج عنه في 5 فبراير الماضي، بعد اعتقال دام أكثر من 50 يومًا، على خلفية جهوده في دعم الشعب الفلسطيني في غزة"...  واختتم البيان بتأكيد اللجنة العربية لحقوق الإنسان ضرورة الإفراج عن المعتقلين الأربعة فورًا، معتبرين هذه الاعتقالات اعتداءً مباشرًا على العمل النقابي العربي.

*******

الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب

أهم مكونات التحالف الدولي لملاحقة مجرمي الحرب

 يعتقل صباح اليوم وحملة تضامن دولية معه

 

ARAB COMMISSION FOR HUMAN RIGHTS

COMMISSION ARABE DES DROITS HUMAINS

 International NGO in special Consultative Status with the Economic and Social Council of the United Nations            


                   
Egypt Trade Union figures arrested

Egyptian Security Services launched in the early hours of Sunday morning an unprecedented crackdown against four Egyptian-Arab high-ranking Brotherhood figures in Cairo and Al-Gharbia governorates.

 Dr. Abdel-Moneim Abu el-Fotouh، Member of the Executive Bureau of the Muslim Brotherhood، and Secretary-General of the Arab Medical Union was the first detainees and one of the most important  public and trade union figures in Egypt and the Arab world. Will-Known for his high to human and people’s rights. He has played a key role in the pursuit of Israeli war criminals and in promoting rights of trade union doctors to strengthen the role of the Arab physicians in the humanitarian issues in the conflict zones such as Darfur، Iraq، Palestine and Somalia. The arrests have included Dr. Jamal Abdul Salam، Head of the Emergency Relief Committee of the Arab Medical Union، also well-known for his efforts in the charitable and relief orga! nizations especially under siege، and emergency relief. He is also one of the leaders promoting relief and humanitarian efforts where he is also a distinguished political fighter mostly devoting his time to relief work.. He was released on February 5th after he was detained for more than fifty days under the pretext of efforts made in supporting the Palestinians in Gaza.

 

It is revealed that the former legal adviser to the Ministry of Justice and Expert on the Islamic Financial Transactions Dr. Fathi Lashin، as one of the detainees and Mr. Abdul Rahman Al-Jamal  (Algharbia) from the Ministry of Education is also among those arrested.

The Arab commission for human rights reported sums of money confiscated during the raid on Dr Fathi Lashin's house however they have not been able to report the exact amount. The detainees are expected to be presented before the prosecution later today.

 The Arab Commission for Human Rights regards the administrative detention as a means to dismember the individual’s civil، political، and professional  rights، and a slack means by the Egyptian authorities in which they have resorted، to deter those who disagree with the regime. The ACHR condemns these arbitrary detentions and sees Dr. Abdel Moneim Abul Fotouh’s arrest as also a direct assault on  the Arab Medical Union، demanding the immediate release of the four detainees

Paris 28/6/2009

C.A.DROITS HUMAINS -5 Rue Gambetta - 92240 Malakoff - France

Phone: (33-1) 40921588  / Fax:  (33-1) 46541913   

 Email:  achr@noos.fr    Urgency  0033668703353

www.achr.nu  & www.achr.eu    

Haytham Manna

33 rue P.V. Couturier                       92240 Malakoff-France

T & Fax  0033146541913

www.haythammanna.net               www.alhakim.eu  

www.achr.nu                                     www.ibh.me

www.sadasolidarity.net                   Against war crimes and crimes against humanity

www.icawc.net                                  www.justiceforpalestinians.net

 

*******

تواصل التضامن الحقوقي مع د. أبو الفتوح وإخوانه

تواصلاً للتضامن الحقوقي؛ استنكرت المؤسسة العربية لدعم المجتمع المدني وحقوق الإنسان حملة الاعتقالات الأخيرة التي نالت من قيادات جماعة الإخوان المسلمين؛ على رأسهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح عضو مكتب الإرشاد والأمين العام باتحاد الأطباء العرب، والدكتور جمال عبد السلام مدير لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب، واعتبرته نوعًا من انتهاك حرية التعبير لإحدى الجماعات السياسية التي وإنْ لم تكن معترفًا بها بشكل قانوني، إلا أنها تعمل بشكل سلمي، ولم تستخدم العنف في عملها السياسي.

 وطالبت المؤسسة في بيانٍ لها بإيقاف هذه الحملات تجاه جماعة الإخوان المسلمين، والإفراج عن معتقليها ما داموا يتبنون العمل السياسي السلمي، مؤكدةً ضرورة احترام قواعد القانون الواردة في الدستور والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، والخاصة باحترام حرية الرأي والتعبير وحرية التنظيم السياسي لكافة التيارات السياسية....  كما أعرب البيان عن إدانته وقلقه من هذه الحملات المتزايدة باتجاه جماعة الإخوان المسلمين بشكلٍ ملحوظٍ خلال الفترة الماضية.

*******

دعوات لإطلاق سراح المعتقلين في اليوم العالمي للعدالة

طالب مركز "سواسية" لحقوق الإنسان ومناهضة التمييز الحكومة بإطلاق سراح المعتقلين السياسيين ووقف المحاكمات العسكرية للمدنيين لأي سببٍ من الأسباب لمخالفة ذلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية الموقعة عليها مصر، والتي تجرم محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية.

ودعا في بيانٍ له في ذكرى اليوم العالمي للعدالة الدولية الذي يحل غدًا الجمعة 18 يوليو الحكومات العربية بضرورة إطلاق سراح سجناء الرأي الذين يدافعون عن حقوق الشعوب والمجتمعات العربية، وأن يتم وضع حد لقوانين الطوارئ وغيرها من القوانين الاستثنائية المنتشرة في مجتمعاتنا العربية، والتي تساعد الأنظمة في البطش بمعارضيها بلا ذنبٍ أو جريمة، وأن يكون الحوار والنقاش هو السبيل لحل الخلافات والاختلافات في الرؤى والأفكار...  وشدد على أن ما يحدث في فلسطين التي شهدت أبشع حرب في القرن الحادي والعشرين، والتي راح ضحيتها ما يزيد عن ستة آلاف فرد بين شهيد وجريح خير شاهد على غياب المعايير الصحيحة للعدالة الدولية؛ حيث إذ لا يزال المجرمون الصهاينة المتسببون في تلك المحرقة الإنسانية البشعة يعيثون في الأرض فسادًا ..  واستنكر الازدواجية في المعايير التي يتعامل بها المجتمع الدولي، مؤكدًا أن هذا يتضح جليًا في ترك مجرمي الحرب الصهاينة طلقاء وعدم محاسبتهم والمطالبة بتقديم الرئيس السوداني عمر البشير للمحكمة الجنائية الدولية؛ بتهمة ارتكاب جرائم حرب، علمًا بأن ما قام به الرئيس الأمريكي بوش في العراق وأفغانستان يفوق بمراحل ما شهدته دارفور من انتهاكات لحقوق الإنسان.

 وأكد "سواسية" أن اختلال ميزان العدالة الدولية لا يضر فقط الشعوب المكلومة والأمم المهضومة حقوقها والمسلوبة إرادتها، المحاصرة من كل اتجاه فقط، بل يضر السلم والأمن الدوليين، لأنه ينشر الفوضى في المجتمعات الدولية، ويحول العالم إلى غابة يأكل فيها القوي الضعيف. فضلاً عن أنه يهدد البشرية جمعاء بأبشع الجرائم... وطالب المنظمات الدولية والمجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية والقوى الكبرى بإقرار العدالة وتطبيقها على الجميع دون استثناء، مشيرًا إلى أن التمادي في التغافل عن تطبيق القرارات الدولية ذات الصلة على مجرمي الحرب يمثل سُبّةً في جبين الحضارة الغربية صاحبة القيم والمُثُل العليا.

*******

المؤتمر القومي العربي ينتقد اعتقال أبو الفتوح وإخوانه

بيروت- قدس برس: 29/06/2009

دعا معن بشور الأمين العام الأسبق للمؤتمر القومي العربي إلى تشكيل جبهة داخل مصر وخارجها؛ للمطالبة بإطلاق سراح د. عبد المنعم أبو الفتوح وإخوانه، منتقدًا قيام السلطات المصرية باعتقاله.

 واستغرب بشور في تصريح صحفي اعتقالَ الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، ورفيقه في قيادة الاتحاد الدكتور جمال عبد السلام، قائلاً: "لترتفع اليوم الأصوات داخل مصر وخارجها من أجل الإفراج عن الدكتور أبو الفتوح وإخوانه، وعن كل معتقل سياسي حيثما وُجِدَ؛ وذلك لكي يعود الطبيب الممتلئ حيويةً وإيمانًا إلى دوره في استقبال قوافل الإمداد الآتية إلى غزة المحاصرة منذ سنوات، بما فيها تلك التي سيحملها صديقنا المشترك جورج جالاوي مع بعض أحرار العالم بعد أسبوع من الولايات المتحدة الأمريكية هذه المرة".

 وأشاد بشور بتاريخ أبو الفتوح في خدمة القضايا القومية، مؤكدًا أن أبو الفتوح مع إخوانه في الاتحاد كان حاضرًا بفعالية وإنجاز في كل محنة أو كارثة حلَّت بوطنه أو بأمته، أو بأي بلد في أرجاء المعمورة، وقد أمضى الأسابيع الطوال منتظرًا على معبر رفح إبَّان محرقة غزة، حريصًا على إيصال كل حبة دواء أو علبة حليب أو كيس دم أو مصل أو لقمة خبز لأهل غزة المحاصرين، بل على استقبال كل جريح تسمح الظروف له بالخروج من جحيم النار في القطاع الصامد.

 وأضاف بشور أنه قبل حرب غزة كان أبو الفتوح أول من وصل إلى لبنان في 2006م والعدوان الصهيوني في أوجه، حاملاً معه مساعدات وإمدادات، بعد أن أصرَّ طيلة سنوات الحصار على العراق الجريح وطيلة أسابيع العدوان الذي سبق الاحتلال؛ على أن يسيِّر قوافل الإمدادات والتضامن جوًّا رغم الحظر، وبرًّا رغم الحصار، ليتواصل مع شعبه في أرض الرافدين، وهو الشعب الصامد في وجه أضخم حملة استعمارية عنصرية في العصر الحديث ....  وأضاف معن بشور أن عبد المنعم أبو الفتوح ورفاقه كانوا يتدفَّقون بالعطاء جنوبًا إلى السودان، في مواجهة الكوارث الطبيعية والمحن الإنسانية

*******

في مذكرة قدمها إلى النائب العام..

د. حمدي السيد: أبو الفتوح له الفضل في إعادة مقر اتحاد الأطباء العرب إلى القاهرة بعد اتفاقيات كامب ديفيد

كتب صبحي عبد السلام (المصريون): : بتاريخ 10 - 7 – 2009

حذر الدكتور حمدي السيد نقيب الأطباء من تداعيات اعتقال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب على موقع مصر المتميز داخل الاتحاد، مشيرا إلى احتمالات بنقل مقره من القاهرة إلى أي دولة عربية أخرى في حال استمرار اعتقاله، الأمر الذي يضع نقابة الأطباء المصريين في موقف حرج بالغ.

وأشاد نقيب الأطباء في خطاب أرسله إلى المستشار عبد المجيد محمود النائب العام بالدور الذي لعبه أبو الفتوح في إعادة مقر اتحاد الأطباء العرب إلي القاهرة بعد نقله منها عقب توقيع مصر على معاهدة كامب ديفيد مع إسرائيل عام 1979.

وقال إن الفضل يرجع إلى أبو الفتوح- الذي أعيد انتخابه منذ ثلاث شهور- في إعادة مقر الاتحاد إلى القاهرة، مشيرا إلى أنه بذل جهدا كبيرا في تطوير عمل الاتحاد من النواحي المهنية والنقابية والعلمية، كما أسس لجنة الإغاثة والطوارئ بالاتحاد.

وقال نقيب الأطباء إن جميع الأنشطة الاتحاد تتم تحت نظر السلطات المختصة وتحت إشرافها، بالتعاون مع وزارة الخارجية المصرية وجامعة الدول العربية والهلال الأحمر المصري، وإن جميع المعونات يتم مراجعتها وعرضها على المجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب الذي يراجع الميزانية بصفة مستمرة.

من جانبه، ناشد المجلس الأعلى لاتحاد الأطباء العرب برئاسة الدكتور أحمد الأصبحي السلطات المصرية سرعة الإفراج عن الدكتور أبو الفتوح والدكتور أشرف عبد الغفار والدكتور جمال عبد السلام المسئولين عن لجنة الإغاثة الإنسانية، مشيدا بدورهم في خدمة قضايا الأطباء وقضايا الأمة العربية والإسلامية.

وكان الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى وعد في اتصال هاتفي مع نقيب الأطباء المصريين بالتدخل لدى السلطات المصرية من أجل الإفراج عن أبو الفتوح الذي اعتقل مع عدد من قيادات جماعة "الإخوان المسلمين" في قضية التنظيم الدولي المزعوم، بعدما أشاد بدوره على المستوى العربي والإنساني من خلال اتحاد الأطباء العرب ولجنة الإغاثة الإنسانية.

*******

قنديل لـ "قدس برس": اعتقالات الإخوان

بداية لمشهد سياسي وبرلماني لا إخوان فيه

 كشف كاتب وناشط سياسي مصري النقاب عن أن إقدام السلطات الأمنية في مصر على اعتقال عدد من قادة الإخوان، يأتي في سياق سيناريو سياسي متكامل لتوريث الحكم في مصر من الرئيس مبارك إلى نجله جمال، بعد أن يتم إخلاء المشهد السياسي من الإخوان والإعداد لبرلمان جديد لا إخوان فيه بعد أن تم إخلاء المجالس المحلية منهم.

وتحدث القيادي في حركة "كفاية" المصرية عبد الحليم قنديل في تصريحات لـ "قدس برس" عن انقسام لدى القيادة السياسية في مصر حول مستقبل الحكم في البلاد، وقال: "يوجد قلق كبير بين وسط الأسرة الحاكمة في مصر بين من يرى بضرورة استمرار الأب حسني مبارك في الرئاسة وتأجيل نقل السلطات بشكل نهائي إلى نجله جمال ضمانا لعدم انزلاق البلاد لانفجار اجتماعي، وبين تيار آخر يرى بضرورة التعجيل بنقل الحكم إلى الابن جمال مبارك، وهو تيار مدعوم من جماعة المليارديرات المحيطة بمبارك الابن، ومدعوم من السيدة سوزان مبارك التي منحها الدستور مؤخرا "كوتة" جديدة بـ 64 مقعد إضافية للنساء".

وأشار قنديل إلى أن الرئاسة الفعلية الآن في مصر مشتركة بين الرئيس وابنه، فالأول مازال ممسكا بالملف الأمني بينما الابن ممسك بالملف الاقتصادي، واعتبر أن سيناريو إزاحة الإخوان من المشهد السياسي هدف مشترك لدعاة التأجيل والتعجيل بتوريث الحكم في مصر، وقال: "أعتقد أن اعتقال الاخوان يأتي خدمة لدعاة التأجيل والتعجيل بنقل السلطة، فالاخوان فزاعة يستخدمها الجميع لدى الأمريكيين والمطلوب الآن هو إخلاء المشهد السياسي من الإخوان، وفق مبدأ لا إخواني في البرلمان بعد اليوم، ولن يوجد إخواني واحد في البرلمان المقبل تماما مثلما تم استبعادهم من انتخابات المجالس المحلية عام 2008 عندما تم نتأجيلها لعامين، وأقول إخلاء المشهد وليس الساحة لأنهم لا يستطيعون استئصال الإخوان"، على حد تعبيره. 

*******

مصر: انتقادات واسعة لحملة الاعتقالات بين صفوف الاخوان

نائب رئيس محكمة النقض يتهم النظام بالخرف السياسي

القاهرة - 'القدس العربي' -30/06/2009:

بعد مرور يومين على إعتقال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح القيادي في جماعة الاخوان، تصاعدت وتيرة الإنتقادات الموجهة للنظام المصري، اذ نددت إتحادات الأطباء والمحامين ونوادي القضاة وأساتذة الجامعات بالحرب الشرسة التي تشنها قوى النظام المختلفة ضد جماعة الإخوان المسلمين بما فيها من قيادات مرموقة على رأسها تلك الشخصيات المرموقة التي أعتقلت قبل يومين ومن بينها الأمين العام لاتحاد الأطباء العرب... وقد تظاهر المئات أمس أمام نقابة الصحافيين من بينهم بعض أفراد عائلة أبو الفتوح وحالت قوات الأمن دون إنضمام أعداد كبيرة للمظاهرة التي شهدت هتافات مدوية طالت رأس النظام المصري. وطالب المتظاهرون مبارك بأن يرفع النظام الذي أذل البلاد والعباد وجعل سمعة البلاد التي يحكمها في الحضيض بين بلدان العالم.

وقال محمود الخضيري نائب رئيس محكمة النقض ورئيس نادي قضاة الإسكندرية السابق لـ'لقدس العربي' إن النظام دخل مرحلة الخرف السياسي حيث يتعامل مع كل أطياف المعارضة الحقيقية باعتبارها عدواً تاريخياً لمصر من شمالها الى جنوبها.

وقال حمدي السيد نقيب الأطباء ورئيس لجنة الصحة بمجلس الشعب إن إعتقال أبو الفتوح ورفاقه يشوه صورة مصر ويضعها في مصاف أسوأ الدول التي تهدر كرامة مواطنيها. واضاف بأن النظام يصر من خلال إعتقاله لتلك الرموز الكبيرة على أن يلحق بنفسه المزيد من العار.

أشادت نقابة الأطباء في بيانٍ لها بالدور الذي لعبه د. أبو الفتوح في توثيق العلاقات بين النقابات العربية الطبية، وأثمرت جهود الاتحاد في الارتقاء بمستوى النشاط العلمي وإنشاء دبلومات مهنية عربية، والارتقاء بالتعليم الطبي والمهني.

وأوضح البيان أن جهود الدكتور جمال عبد السلام ساهمت بجهد خالص في مجال إغاثة ضحايا العدوان على فلسطين والسودان والعراق، وغيرها من البلاد الإسلامية. من جانبه أشار الدكتور محمد حبيب النائب الأول لمرشد جماعة 'الإخوان' إلى أن هذه الإعتقالات ترتبط بالضغط على 'حماس' للقبول بتنازلات القاهرة خلال جلسات الحوار الفلسطيني التي استؤنفت في القاهرة، حيث تهدف مصر إلى التوصل لاتفاق في السابع من تموز (يوليو).

وعبر عن أسفه لأن الشعب المحاصر في قطاع غزة منذ أعوام لا يزال يدفع ثمن أخطاء الأنظمة العربية وفي مقدمتها النظام المصري الذي يريد أن يستخدم كل الأوراق ويمارس كافة الضغوط من أجل مصالح ضيقة للغاية.

ونفى حبيب وجود أي ضغوط للإخوان على 'حماس'، وشدد على إستقلالية قرار الحركة إستقلالاً كاملاً وأن الإخوان لا يريدون التدخل في الشأن الفلسطيني الذي هو يمثل شأناً داخلياً بحتاً.

وأكد أن الجماعة تعرضت خلال الشهور الأخيرة لحملات اعتقالات غير مسبوقة نجم عنها إعتقال ثلاثين ألفاً من عناصرها في تصعيد أمني ضدها غير مسبوق بالمرة فضلاً عن سبع محاكمات عسكرية مخالفة للدستور أقيمت لرموزها.

ووصف الباحث في شؤون الجماعات الدكتور ضياء رشوان ما يقوم به النظام من حملات ترويع واعتقال في صفوف الإخوان بأنه نوع من الغباء السياسي لن يساهم بأي حال من الأحوال في إضعاف الجماعة بل سيساهم في مزيد من التعاطف الواسع معها من قبل الرأي العام. من جانبه تساءل المستشار السياسي لمرشد الإخوان الدكتور عبد الحميد الغزالي عن النصر الذي أحرزه النظام باعتقال أبو الفتوح وغيره من رموز المجتمع المصري. وقال لـ'القدس العربي' إنه نظام فاسد بامتياز يعادي مواطنيه ويصادق الإسرائيليين والأمريكيين من أجل أهداف معروفة للجميع. وأكد على أن أبو الفتوح يدفع ثمن دعمه لشعب غزة ومحاولاته دفع الجماهير لعدم نسيان القضية الفللسطينية وبذل الأموال والأرواح من أجلها. وأشار إلى أن التقارير تشير إلى أن الاعتقالات الأخيرة ربما الغرض من ورائها التعجيل بسيناريو التوريث كي يرى النور، وحذر من أن إنفجاراً واسعاً قد تشهده البلاد في حال أصر النظام على تحويل مصر لمملكة.

وحذر عدد من أعضاء نقابة الأطباء والإتحاد العام لأطباء العالم العربي من تدهور قد يصيب تلك الكيانات بسبب غياب أبو الفتوح ورئيس لجنة الإغاثة ومن اضرار خطيرة بنقابة الأطباء المصرية بعد غياب الأمين العام الذي يحقق نفوذا ومكسبا سياسيا وأدبيا لمصر.

وانتقد سياسات النظام الحاكم التي نعتها بـ 'المصيبة الكبرى التي تهدد مصر واستقرارها'، وأعرب عن اعتقاده بأن عدم الاستقرار في مصر يهدد استقرار المنطقة كلها، خاصة وأن المنطقة العربية مقبلة على تحولات خطيرة في الفترة القادمة.

جدير بالذكر أن أبو الفتوح يعاني من إمراض مزمنة في القلب وقرحة في المعدة، أكد ذلك القيادي الإخواني عصام العريان الذي وصف إعتقاله بأنه حماقة وجهل وكشف صريح للعدوانية التي باتت تسيطر على تفكير النظام

*******

المهندس سعد الحسيني:

الإخوان لا يهددون والجماعة عندما تتخذ قرارًا تعلنه

اعتبر المهندس سعد الحسيني عضو مجلس الشعب أن ما نشرته "المصري اليوم" بتاريخ  ١/٧/٢٠٠٩م تحت عنوان (الإخوان يهددون بالتصعيد والمظاهرات تحسبًا لإحالة أبو الفتوح ورفاقه للمحكمة العسكرية) تحريفٌ مقصودٌ لتصريحاته التي أدلى بها لمحرر الجريدة، وتصب في خانة محاولتها افتعال أزمة جديدة لتشويه صورة الجماعة وإظهارها بمظهر الـ"مليشيا" التي تهدد وتتوعد، وهو دور لعبته الجريدة من قبل غير مرة، لكن الواقع يؤكد أن الإخوان لا يهددون أو يتوعدون؛ لأنهم أصحاب دعوة وفكر ورسالة تحمل الخير لكل أبناء الوطن، فليس من أخلاقهم التهديد، ولكنهم يعلنون الحق ولو كان مُرًّا، وإن كان في وجه سلطان جائر.

 وقال الحسيني): لقد اعترف محرر الجريدة عبر محادثة هاتفية بأن التحريف حدث من "دسك" الجريدة، فهل هذا الاعتراف يعني أن الجريدة ستقوم بالتصحيح؟!.

 وأضاف الحسيني: "لقد قالت الجريدة على لساني إن الجماعة قرَّرت الردَّ على القبض على بعض قياداتها بالتظاهر والاحتجاج الشعبي السلمي، وهذا أيضًا افتئاتٌ عليَّ؛ لأن الجماعة عندما تقرر تعلن قرارها، ومن المؤكد أن الإخوان سيستخدمون جميع الوسائل القانونية والدستورية المتاحة للدفاع عن أنفسهم وللحصول على حقوقهم".

 ويرى الحسيني أن هذه الهجمة تأتي ضمن حملة متكررة لا تزيد الإخوان إلا صبرًا وثباتًا على منهجهم لصالح هذا الوطن وأبنائه، رغم حملات القمع الأمني والتشويه الإعلامي المقصود.

*******

- السيد الغضبان: السيطرة الأمنية كاملة على الإعلام

- عبد الحليم قنديل: بعض الصحفيين تحوَّلوا إلى مخبرين

- ضياء رشوان: اعتدنا أن تستبق المداهمات حملة إعلامية

- عبد القدوس: اختراق لحدود الأمانة وخيانة ميثاق الشرف

 2 يوليو 2009

"تنظيم دولي للإخوان، استغلال أموال التبرعات الإغاثية لتمويل الجماعة، مد الجسور مع بؤر دولية، اتجاه لتحويل قضية الإخوان الأخيرة للعسكرية......"

عناوين بارزة تصدَّرت الصفحات الأولى لعدد من الصحف القومية "الحكومية" والخاصة، والتي تتقمَّص الأقلام الأمنية المسمومة في هذه الصحف دور القضاء، وتسارع بإصدار الأحكام في قضايا الإخوان قبل كلمة القضاء، بل وحتى قبل بدء التحقيقات في الاتهامات الملفقة باستخدام وسيلتهم المرفوضة؛ وهي: "كشف مصدر أمني مطلع، أو كشفت مصادر قضائية مطلعة".

لا بد من التأكيد أن الصحف القومية ليست ملكًا للحزب الوطني، وليست بوقًا لجهاز أمن الدولة، لكن كلاًّ من الحزب والجهاز الأمني اختطفا المؤسسات الصحفية والإعلامية، وأصبحا يتحكمان فيها، ونجح أمن الدولة في تحويل عدد من الصحفيين إلى مخبرين، أحدهم ينشر محاضر اجتماعات يزعم فيها أنها لأعضاء التنظيم الدولي للإخوان.. فهل كان حاضرًا تلك الاجتماعات؟ وهل هناك جهة إعلامية تابعة للتنظيم الدولي وجهت له الدعوة لتغطية تلك الاجتماعات إخباريًّا؟ أم أنها تقارير أمنية  جاهزة حصل عليها من جهاز أمني؛ لينشرها على أنه انفراد صحفي؟

 ويبقى السؤال: هل هذا هو دور الصحفي؟ وهل هذه هي الصحافة؟، وما تأثير الصحفيين المخبرين في الصحافة؟ هل يقويها أو يضعفها؟ وإلى أين تتجه الصحافة في ظل تنامي هذه الظاهرة في الوسط الصحفي؟ وتساؤلات عديدة أخرى يطرحها (إخوان أون لاين) على عدد من رموز الصحافة للإجابة عليها في التحقيق التالي:

مرتزقة

يرى الكاتب والإعلامي الكبير السيد الغضبان أن ما حدث من تشهير مسبق للجماعة على صفحات الجرائد الحكومية ضد مبادئ الإعلام الذي يجب ألا يكون أداة دعاية لأحد، ولا يمكن أن يكون "بوق" دعاية للحكومة وحزبها الحاكم، وإنما يجب أن تكون أدواته ما هي إلا معلومات صحيحة وموثقة ....  ويضيف: ما أصبح مؤلمًا للغاية أن تستغلَّ الأجهزة الأمنية الإعلام للدعاية للحكومة، وهو ما دعا تلك الأجهزة في حربها ضد كل ما يعترض أهدافها لتطويع الصحف الخاصة، ونقل تلك الحرب من صفحات الجرائد الحكومية إلى الخاصة التي يخضع معظمها لسياسة رأس المال، وبالتالي تصبح الحكومة مُسيطرةً على الإعلام الحكومي والخاص.

انقلاب الموازين

يقول الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل والمنسق العام لحركة "كفاية": إن هناك خلطًا حادثًا ما بين أجهزة الأمن والسلطة الرابعة في مصر، فعلى غير المعهود انقلبت الموازين؛ فبعض الصحفيين أصبحوا من كبار قادة أجهزة الأمن وعيونه، بعد أن كان جهاز الأمن هو من يتولى أمر كتابة تقارير أمنية عن الصحفيين في الماضي. 

 ويضيف: إن تلك المجموعة من الصحفيين المخبرين أصبح عملهم الأساسي "ضابط مخبر" لأجهزة الأمن، وباتوا يتخذون من عملهم بالصحافة "عملاً إضافيًّا"، وفي هذا الإطار يتنافس صحفيو التعليمات للترقي في مناصبهم، طبقًا لمدى نجاح الحملات التي يتمُّ تكليفهم بها بصبغ تقاريرها بالصبغة الإعلامية، وحينها يتخلى كلٌّ منهم عما تلقاه من أدبيات المهنة، ويستقي معلوماته التي ينشرها من سيناريو وتصور أجهزة الأمن عن جماعة الإخوان، وليس من مصادره الخاصة ...  ويستطرد قنديل قائلاً: "بالطبع وقتها يكون له السبق في كشف ما حول الجماعة المحظورة، دون أن يتساوى بزملاء مهنته، ويقول "حصلت مع غيري على تلك المعلومات"؛ ولكنه تتمُّ معاملته كأحد قيادات أجهزة الأمن ممن يكون له السبق في الاطلاع على السيناريو المطلوب نشره، بل وإقناع القارئ به.

 ويدين قنديل انتقال عدوى تلك الحرب الإعلامية من الصحف القومية المختطفة لدى الحكومة إلى الجرائد الخاصة، وخاصةً في التغطية الإخبارية للاعتقالات الأخيرة لعدد من قيادات الجماعة، وعلى رأسهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، وتبلغ حلقات السيناريو الملفق مداها لتصبح الاتهامات الموجهة له هي ما قد نشرته سلفًا تلك الأقلام الأمنية الزائفة، وكأن ما يُنشر في الصحف هو دليل يُدان به المعتقلون، وليس تحقيقات النيابة أو التحريات والأدلة... ويؤكد عبد الحليم قنديل أننا لسنا بصدد صحفيين يحصلون على معلومات؛ ولكننا بصدد مخبرين يعملون بالصحافة.

أزمة مهنية

ويرى ضياء رشوان الخبير بمركز الدراسات السياسية والإستراتيجية بالأهرام أن هناك أزمةً طاحنةً لم تعصف وتشوه الإخوان وحدهم، ولكنها أطاحت بالعمل الصحفي والإعلامي بشكل عام، مؤكدًا أن من أهمِّ الأدبيات التي يرتكز عليها العمل الصحفي هي علاقة المحرر بمصدره الذي يستقي منه معلوماته ... ويعزو رشوان تفسيره لتلك الأزمة إلى الافتقار إلى أهم الصفات التي يجب أن تتوافر في المحرر الذي من المفترض أن تكون مرجعيته ميثاق الشرف الصحفي والأمانة المهنية والإعلامية؛ فالدقة وتحري الموضوعية في مصادر الأخبار، وعدم استباق الأحداث وتخيل سيناريوهات هي من أهم الأسس التي يجب أن تتوافر في المحرر الحقيقي.

 وحول ما حدث من حملة التشويه للجماعة، والتي استبقت القضية الأخيرة يرى رشوان أنه أصبح من الأمر الطبيعي والمتوقع أن تستبق أية حملة دهم تغطية إخبارية وإعلامية كبيرة تمهد للحدث قبل وقوعه، وهو ما حدث بالفعل على صفحات بعض الجرائد الحكومية والخاصة، مشيرًا إلى أن نشر نصوص المحاضر والتحقيقات ليس الأزمة في حد ذاته؛ فهو حق مكفول للجميع، ولكن الأزمة الحقيقية ألا تستبق تلك المعلومات الحدث ذاته؛ فلا يجوز نشر نصوص تحقيقات للنيابة وأجهزة الأمن قبل أن تبدأ- وهو ما حدث في تحقيقات الاعتقالات الأخيرة- فضلاً عن أهمية إعلان كل محرر عن مصدره في تلك المعلومات؛ حتى تصبح موثقةً وحياديةً، وإلا سيُعَدُّ ما ينشره المحرر "خيانة" ومخالفة لميثاق الشرف الصحفي وكافة أدبيات المهنة.

خيانة الأمانة

ويشير محمد عبد القدوس عضو مجلس نقابة الصحفيين إلى أن الإعلام منذ سنوات عدة، وهو يستهدف تشويه صورة الإخوان، وفي سبيل ذلك تحوَّل بعض المخبرين من الصحفيين من مندوبين لجرائدهم إلى مندوبين للأجهزة الأمنية.

 وربط عبد القدوس بين حالة الاستبداد السياسي التي تعيشها البلاد بشكل عام وبين موقف السلطات في مصر من المعارضة بشكل عام، والإخوان بشكل خاص، وهو ما دفع الحكومة في حربها ضدهم لاستخدام كافة الأسلحة؛ حتى وإن كان من ضمنها تطويع الجهاز الإعلامي وبعض صحفييه، وتحويلهم إلى مخبرين، في الوقت التي تستعد فيه البلاد لتشهد عامين يحيطهما الزخم السياسي؛ حيث يشهد عام 2010م الانتخابات البرلمانية و2011م الانتخابات الرئاسية .. ويستطرد قائلاً: "في هذا السياق ترفع الأجهزة الأمنية شعار "الولاء قبل الكفاءة" أثناء انتقائها لصحفيي المعلومات، وفي مقابل هذا يتم تقديم إغراءات عدة؛ أولها وأهمها التعيينات والضمانات المادية" ونسي هؤلاء الصحفيون أنهم بذلك اخترقوا حدود الأمانة الصحفية، وتخلوا عن ميثاق الشرف الصحفي، وكأن الأمانة الإعلامية انعدمت لهؤلاء الصحفيين الذين تسببوا في إضعاف الصحافة المصرية التي تدنت للمرتبة الـ128 على مستوى العالم طبقًا لتقرير منظمة الـ(فريدم هاوس)؛ بسبب اهتمام بعض الصحفيين- وهم مَنْ أصبح مِن الطبيعي أن نطلق عليهم "صحفيو التعليمات أو المخبر الصحفي"- بإنشاء جهاز أمني واستخباراتي داخل البناء الإعلامي.

*******

اعتقالات الإخوان.. رسالة النظام الخطأ

- د. رشاد بيومي: النظام يضرب بأحكام القضاء عرض الحائط

- د. الكتاتني: الاعتقالات رسالة من النظام سبق أن رفضناها

- العناني: الدولة تستغل الصحف الخاصة في حربها ضد الجماعة

- سيف الدولة: السنة القادمة كبيسة على الإخوان وبدأت من الآن

- د. البنا: كل شيء في مصر متوقع خلال الفترة القادمة

 في صباح نفس اليوم الذي أصدرت فيه محكمة جنايات شمال القاهرة قرارًا بالإفراج عن 13 من قيادات الإخوان المسلمين المعتقلين على خلفية اتهامات مفبركة؛ منها غسيل أموال محصلة من إحدى جرائم الإرهاب، بقصد إخفائها وتمويه مصدرها وطبيعتها، بعد التأكد من براءتهم من تلك الاتهامات، شنت أجهزة الأمن حملة اعتقالات غير مبررة على عدد من قيادات جماعة الإخوان المسلمين على رأسهم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح أمين عام اتحاد الأطباء العرب وعضو مكتب الإرشاد، والمستشار د. فتحي لاشين الخبير الاستشاري في المعاملات المالية الشرعية والمستشار السابق بوزارة العدل، ود. جمال عبد السلام مدير لجنة الإغاثة والطوارئ باتحاد الأطباء العرب ومرشح الإخوان في انتخابات 2005م على خلفية نفس القضية التي برأهم منها القضاء الجنائي، إضافة إلى عبد الرحمن الجمل ورضا فهمي.

 والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: ما دلالات تلك الحملة غير المبررة، خاصةً في نفس اليوم الذي حصل فيه مجموعة الـ 13 على قرار بالإفراج عنهم؟ ولماذا هذا التوقيت بالذات؟ وما الهدف منها؟ وهل ستحقق هذه الحملات أهدافها؟

 الخبراء والسياسيون أجمعوا على أن هذه الضربات المتوالية والمتقاربة تأتي في إطار خطة النظام لضرب استقرار الجماعة وزعزعة كياناتها الداخلية، والتأثير على مواقفها في العديد من القضايا السياسية الساخنة المطروحة على الساحة في الوقت الحالي، مؤكدين أن الحملة سوف تفشل في النيل من الإخوان، كما فشلت سابقاتها.

 

بدايةً يستنكر الدكتور رشاد البيومي عضو مكتب الإرشاد تلك الحملة الشعواء والمتكررة غير المبررة مؤكدًا أنه ليس لها أي أسباب واضحة، خاصةً مع حالة المستشار فتحي لاشين المتدهورة صحيًّا، مضيفًا أن النظام بهجمته اليوم على قيادات الجماعة يثبت للعالم بأسره أنه لا قيمة لديه لأحكام القضاء؛ فتزامنًا مع قرار محكمة جنايات شمال القاهرة الصادر صباح اليوم بالإفراج عن مجموعة الـ 13، تخرج تلك الحملة لتنال من قيادات الجماعة وأعضاء مكتب الإرشاد، وكأن النظام يعلنها صريحةً بأنه لا يعير لقرارات المحكمة أي اهتمام.

 وعن تأثير تلك الاعتقالات على نشاط جماعة الإخوان المتنامي في الشارع المصري يقول البيومي: "إن الإخوان ثابتون على عهدهم، وطريقهم هو خط عمل لله، وبالتالي لن تثبطنا المعوقات، حتى وإن وصلت الاعتقالات للآلاف كما حدث في أوقات سابقة مرت بتاريخ الجماعة".

 

ويشير الدكتور محمد سعد الكتاتني عضو مكتب الإرشاد ورئيس الكتلة البرلمانية للإخوان المسلمين بمجلس الشعب إلى أن حملات الاعتقال التي تطال صفوف قيادات الإخوان المسلمين تمثل استبداد النظام الذي وصل لدرجة التلفيقات الغريبة.

 وعلل تلك الاعتقالات بأنها جاءت على خلفية معارضة الإخوان للمشروع الصهيوني بالمنطقة، وذلك في الملف الإقليمي، ومحاربتهم لفساد النظام داخل مصر وفشله في تغيير الأوضاع في الشأن الداخلي من حيث الانتخابات وموضوع التوريث.

 ويقول الكتاتني إن النظام يكمل الحلقة الثانية في مسلسل تلفيقاته من خلال اعتقال مجموعة أخرى من قيادات الجماعة فجر اليوم بعد اعتقال مجموعة الـ 13 على خلفية التهمة الجديدة بتكوين تنظيم دولي للإخوان المسلمين؛ ليضمهما في نفس الاتهام، رابطًا ذلك بأن مذكرة التحقيقات المتهم فيها مجموعة الـ13 قد أوردت اسم الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح بتهمة المشاركة في التنظيم الدولي للجماعة، مضيفًا أن النظام يسير على الخطة الموضوعة بضم المجموعتين في اتهام واحد على الرغم من أن محكمة جنايات شمال القاهرة قد برَّأتهم اليوم.

 ويؤكد الكتاتني أن اختلاف ضربات النظام للإخوان هذه الأيام عن سابقاتها حسب الظرف التاريخي الذي تمر به المنطقة خارجيًّا وتمر به مصر داخليًّا ... وشدد الكتاتني على أن سيناريوهات الفترة القادمة لن تتغير؛ فالإخوان لن يغيروا سياساتهم وكذلك النظام، فإذا كان النظام يوجه رسائل للإخوان بهدف إثنائهم عن مشروعهم الإصلاحي فهذا لن يجدي نفعًا، والنظام على علم تام بذلك، ورسائله لم تصب حتى ولو جزءًا من الهدف.

 أما الدكتور عاطف البنا أستاذ القانون الدستوري بكلية حقوق جامعة القاهرة فقد استنكر ما يقوم به النظام تجاه الإخوان وحملاته المسعورة التي يصبها عليهم متسائلاً: "لا أفهم ماذا يحدث في مصر وماذا سيحل بها الفترة القادمة في ظل أوضاعنا المتردية؛ من حل مجلس الشعب، ونقل السلطة من عدمه، وتكميم أفواه الناشطين؟"... وأكد البنا أن كل شيء وأي شيء مُتوقع من النظام المصري؛ فالاعتقالات التي طالت قيادات من الإخوان ذات أنشطة مدنية عظيمة وشخصيات وطنية مخلصة على أيدي أجهزة الأمن تحدث في ظل نظام اعتاد على ممارسات قمعية لا تحتاج مبررات، أو صلات بقضايا أو اعتقالات تسبقها، فالنظام المصري له حساباته الخاصة، لا يمكن طرح توقعات في الفترة القادمة.

 ووجَّه البنا رسالة للجماعة الصابرة أن تحتسب عند الله ما يصيبها، فالوضع غريب؛ أفرادها يتم اعتقالهم دون أسباب، فلا يكمن بيدها غير هذا الاحتساب والاستمرار في عملها ومشروعها، مضيفًا أنه باعتقال شخصيات مثل الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح والدكتور جمال عبد السلام هو ضربٌ للعمل الإغاثي في مقتل، والذي هو مستمر منذ أحداث غزة الأخيرة، في محاولة لإجهاض أي عمل إنساني لأشقائنا في غزة.

 

ويرى خليل العناني الباحث في شئون الحركات الإسلامية أن حملة اليوم هي جزء من الإستراتيجية العامة للنظام في مواجهة الجماعة بوضعها تحت ضغط أمني مستمر في محاولةٍ للتشويش على فكر الجماعة وإرهاقها تنظيميًّا من خلال اختلاق مجموعة من القضايا والتهم التي تعد غير منطقية، ويضيف أن هذه السياسة تجلَّت بوضوحٍ في أكذوبة قضية "التنظيم الدولي" التي وصفها بالتهمة الساذجة؛ فالقضية سياسية بالدرجة الأولى وليست أمنية ... ويتوقع العناني مزيدًا من التصعيد في الفترة المقبلة؛ لأن النظام يعتبر العامين القادمين هما معركة وجود حقيقية له، وجماعة الإخوان بدعوتها للإصلاح تعد عقبةً رئيسيةً له يستخدم خلالها الأداة الأمنية لإخراج نفسه رابحًا في الموسم السياسي القادم.

 ويطالب العناني جماعةَ الإخوان المسلمين بعدم الانصياع والاستسلام لتلك الضربات، وتجديد إستراتيجيتها في مواجهة الضغوط والأزمات، ويقترح العناني أن تكون الإستراتيجية الأمثل للجماعة في الفترة المقبلة أن تُعيد تمركز نفسها كحركةٍ سياسيةٍ تقوم بالتعاون والائتلاف مع كافة قوى المعارضة، ففي ذلك السبيل يجب أن تكون معركة النظام مع المعارضة بشكلٍ عام بلا تخصيص لجماعة الإخوان دون باقي قوى المعارضة...  وفي هذا الشأن يطالب العناني الصحف المصرية، وخاصةً غير الحكومية بعدم الانخراط في اللعبة التي يتبعها النظام لتشويه صورة الجماعة الذي اتخذ تلك الصحف كأداةٍ لتشويه صورة الجماعة والمعارضة، مشيرًا إلى أن بعضِ الصحف الخاصة وقعت في فخ الصراع بين الإخوان والنظام وفقدت حياديتها وموضوعيتها، فالنظام يتبع كافة الوسائل المشروعة وغيرها لخنق الجماعة ومحاصرتها.

 

ويوافقه في الرأي د. المفكر رفيق حبيب، موضحًا أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين حملة المداهمات الحادثة فجر اليوم لعددٍ من قيادات الجماعة وبين إصدار محكمة جنايات القاهرة قرارها بالإفراج عن مجموعة الـ13 الذين سبق اعتقالهم منذ أسابيع، فقوات الأمن تحاول اعتقال أكبر عددٍ من قيادات الجماعة؛ فكلما قارب خروج البعض تم اعتقال مجموعة أخرى في محاولةٍ لإجهاد الجماعة وتعطيل عملها.

 ويرى حبيب أن تلك الخطوات الاستباقية الإجهادية هي تمهيدٌ من النظام لوأدِ المناخ السياسي للعامين القادمين اللذين سيشهدان زخمًا في الحياة السياسية بعقد الانتخابات البرلمانية والرئاسية في عامين متتاليين؛ وذلك عن طريق إلقاء القبضِ على أكبر عددٍ من قيادات الجماعة ومكتب الإرشاد، ويضيف أن عمليات الاعتقال المُوسَّعة ستصبح عمليةً دوريةً ومشهدًا متكررًا طيلة العامين القادمين....  ويصف حبيب التصرفات الأخيرة من النظام بأنها تعكس مدى فشله في اكتساب تأييد شعبي؛ لأنه إذا وجد تأييدًا شعبيًّا حقيقيًّا لم يكن ليخشى الإخوان أو غيرهم، ولترك صناديق الاقتراع هي الحكم الوحيد لرغبة الشعب، كما يستهجن حبيب تلك الحملة الإعلامية الشعواء المصاحبة لحملة الاعتقالات والمداهمات، فالنظام استخدم سلاح التشويه، بالإضافة إلى سلاح الاعتقالات بهدف توفير خسارة قوية للجماعة من مؤيديها على المدى الطويل بالتشويه المستمر، والذي امتدَّ من على صفحات الجرائد الحكومية ليمتدَّ إلى بعض الصحف الخاصة؛ نظرًاً لارتفاع شعبيةِ الأخيرة، وهو ما يمكن وصفه بـ"التعاقد الخفي" بين النظام وبعض الصحف الخاصة لما لها من مصداقيةٍ أكبر لدى المواطن الذي فَقَدَ الثقةَ في الصحف الحكومية.

 

وأكد محمد عصمت سيف الدولة الناشط والباحث السياسي أنه من كثرة اعتقالات قيادات جماعة الإخوان المسلمين أصبح الأمر واضحًا للعيان بأنه لا توجد أسباب ظاهرة، فمرة تكون حملة الاعتقالات لإرضاء أمريكا، ومرةً من أجل الانتخابات القادمة، وتارةً من أجل التوريث، وأخرى لضرب استقرار جماعة الإخوان، مشيرًا إلى أنه لا يمكن ربط هذا الاعتقال بسببٍ بعينه، فنوايا النظام مُبيتة للإخوان، موضحًا أنه إذا أراد النظام اعتقال أحد، خاصةً الإخوان، فالاستبداد واحد، ولا يُقدِّم مبررًا لذلك... وتنبَّأ سيف الدولة أن السنة القادمة سنة كبيسة- بحسب وصفه- على جماعة الإخوان المسلمين، خاصةً أن انتخابات 2010م تُعد فارقةً في الحياة السياسية بمصر، وسيترتب عليها العديد من المواقف التي تمسُّ المجتمع المصري، وما يحدث هذه الأيام ما هو إلا بداية حملة إرهابية كبرى ضد الجماعة لتوصيل رسالة تهديدية لكل فرد ناشط؛ وذلك لضرب استقرار جماعة الإخوان المسلمين في مقتل، مشيرًا إلى أن ظن النظام يكمن في ذلك إلا أن أركان الجماعة ثابتة ولن تضطرب ...  ويرى سيف الدولة أن الإستراتيجية المطلوبة لمقاومة ضربات النظام للإخوان هي الكفاح بالأدوات السلمية واستقطاب الرأي العام، والاستمرار في نشاطنا السياسي.

*******

أ. د. رشاد البيومي: الإعلام الأمني يمارس التضليل

- الفهم أساس عملنا والاعتقالات لن تفتَّ في عضدنا

- الجماعة قامت على سواعد شبابها المؤمنين بفكرتها

- أُطالبُ بمحاسبة مَنْ يتعامل مع الشباب بمنطق القطيع

- حملات النظام كلها تدور في فلك الفكر الصهيوأمريكي

 مايو 1948م هو ذكرى النكبة واحتلال فلسطين، إلا أنها تحمل ذكرى أخرى لجماعة الإخوان المسلمين، حين تمَّ حل الجماعة في عهد الملك فاروق، ومنذ ذلك الحين والاعتقالات والتعذيب والتنكيل تُلاحق الجماعةَ وأبناءها بشتى الصور في العهود المتتالية، ومع ذلك تمضي الجماعة في طريقها الذي رسمته لنفسها، مستمدةً معالمه من الكتاب والسنة، ويمثل الشبابُ الدمَ المتجددَ فيها من آنٍ لآخر، وهم البرهان على تجذر الفكرة داخلهم، ونجاحهم في حملها بأمانةٍ ووعيٍّ شديدين وليسوا قطعانًا، كما يزعم الإعلام الأمني.

 لقد اعتاد هذا الإعلام المضلل أن يطرح أسئلةً مشبوهةً عن مستقبل الشاب الجامعي، ونصائح بمنع انخراطه في أمورٍ يرى البعض أنها ليست من اختصاصه في الوقت الحالي؟! وأخرى حول ما يُثار عن التعامل مع شباب الجماعة بمنطق القطيع؟، طرحنا تلك الأسئلة على الدكتور رشاد البيومي عضو مكتب الإرشاد لجماعة الإخوان المسلمين، ومسئول قسم الطلبة بالجماعة، في هذا الحديث:

 

* كيف تنظر الجماعة إلى شبابها؟ وهل تريدهم بلا رأي؟

** أولاً: أحب أن أقول: إنه من ضمن الأكاذيب التي يتمُّ ترويجها، الزعم بأن شباب الإخوان المسلمين بلا رأي؛ لأنه لو كان الشباب الذي ينضمُّ لدعوة الإخوان، غير مقتنع بالفكرة، أو انجرف، أو شارك فيها من قَبيل التجربة، هل كانت الجماعة ستستمر حتى الآن؟ وهل كان يمكن أن يُصبِّر الشباب أنفسهم على ما يتعرضون له من ابتلاءٍ؛ وصل لدرجة التهديد بقطع الأرزاق وتدمير مستقبلهم، وغيرها من التهديدات التي لا يمتلك أحد القدرة على تنفيذها سوى المولى عزَّ وجلَّ؟!، ومنذ متى كان الشباب عمومًا يُوصف بالقطيع، كما يزعم الإعلام الأمني المضلل، والحزب الوطني نفسه يردِّد دائمًا أن الشباب هم عمود الأمة ومستقبلها، فكيف يكون قطيعًا داخل الجماعة، أم أن شباب الإخوان من جنسٍ آخر؟!!، ابحثوا عن مَنْ يتعامل مع شبابه بمنطقِ القطيع.

 

* هل يدفع الشباب فاتورة الاعتقالات كما يتردَّد؟

** النظام وذراعه الأمني لا يتعامل مع الجماعة بمنطق الشباب أو الشيوخ، فالكل عنده سواء، لكنه يردِّد هذه المزاعم بهدف تشويه صورة الجماعة، ومحاولة بلبلة أفكار الشباب، ومع ذلك لو نظرنا في أعمار الذين اعتُقلوا مؤخرًا، سنجد أن الأستاذ فتحي لاشين يبلغ من العمر 80 سنةً، والدكتور عبد المنعم أبو الفتوح 60 سنةً، ومن قبلهم المهندس خيرت الشاطر 60 عامًا، وأنا عمري 75 عامًا، وكانت آخر مرة اعتُقلت فيها عام 2005م، هل هؤلاء نعدهم شبابًا؟!!.

 * الأمر لم يتوقف عند هذا الحد... لكنه طال شباب الجماعة، فبالرغم من أن الحملة الأخيرة لم تُطل أيًّا من الشباب، إلا أن الإعلام الأمني يتَّهم الجماعة بأنها تتخذ الشباب كدرعٍ لها، وأنهم يدفعون الفاتورة، ما تعليقك؟

** شباب الجماعة هم دمها المتدفق، وهم الجيل الذي سيحمل الشعلة من بعدنا، وأغلب مَن انضموا للجماعة من قيادتها الحاليين، انضموا في مرحلة الشباب، فعلى سبيل المثال أنا انضممتُ لدعوة الإخوان المسلمين وأنا في الثالثة عشرة من عمري، ومن ذلك قيادات غيري كثيرون.

 * ولكن ماذا عن الادعاءات التي يردِّدها الإعلام الأمني؟

** هذه افتراءات تأتي من الخارج؛ لاختلاق بعض الأمور التي يتصورون أنها قد تلهي الجماعة عن أولوياتها، كما يتوهمون أنها ستفت في عضد الجماعة، وللأسف هناك مَن يبلع هذا الطعم من بعضِ شباب الإخوان، ويصدقون ما يتردَّد، ويتعاملون معها على أنها قضية حقيقية كإثارة موضوع الشورى داخل صفوف الإخوان، ومدى تطبيقها والأخذ بآراء القواعد، لكنها كلها موضوعات لمشكلات غير موجودة أصلاً.

 * لكن الأمن يعتقل عددًا غير قليلٍ من الشباب أوقات المظاهرات وفي الصيف أثناء المصايف؟!

** هذا صحيح، أنا لا أقلِّل من قيمة الشباب؛ لكني أردُّ على افتراءاتٍ باطلةٍ في أن الأمن يتعامل معنا بمنطق الشباب والشيوخ، فالكل عنده سواء.

 * كيف يستقبل الشباب هذه الافتراءات، خاصةً من وجهت لهم اللوم في تصديق بعضها؟

** أريد منهم أن يستقبلوا كل ما يُثار عن جماعتهم من جهاتٍ مشبوهة، كل هدفها محاولة القضاء على هذه الجماعة ونهجها الوسطي؛ بقلب المؤمن الواعي، وأن يسألوا أنفسهم: هل مَنْ تمَّ اعتقالهم أساءوا في شيء أو قصروا؟ أم أنهم يعملون لإعلاء كلمة الله سبحانه وتعالى؟، كما أريد من الشباب أن يستعرض التاريخ منذ الأزل، أي جماعة إصلاحية كم واجهت من مصاعب؟، فالرسل أنفسهم، وهم أقرب الناس إلى الله كم واجهوا، فهذا سيدنا إبراهيم الذي أُلقي في النار، وهذا سيدنا موسى الذي عانى من مكائد فرعون، وسيدنا عيسى الذي حاول قومه أن يقتلوه، وآخرها سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليهم جميعًا.

  * ماذا تقول للشباب الذي يتعرض للاعتقال؟

** لا بد أن يعتبروا أن ما يتعرضون له من تضييقات واعتقالات هو ضرورة في طريق الدعوات، فطريق الدعوات مليء بالعقبات، وليس ممهدًا، فمن أوائل من آمنوا بالرسول سيدنا زيد بن حارثة وسيدنا علي،  كما أننا التحقنا بصفوف الدعوة، وبالتالي الذي يدفع الضريبة هو الذي يأمل أن تكون كلمة الله هي العليا.

 

* لكن البعض يردِّد أن الجماعة تستخدم شبابها كدرعٍ أو وقود لأفكارها؟

** قلنا إنها حملات مشبوهة، وقلنا أيضًا وأؤكد أن الأمر لا ولم ولن يتوقف على الشباب، فالكل سواسية عند النظام الذي يتبع سياسة الإقصاء لكل خصومه السياسيين.

 

* بعض أولياء الأمور يطالبون أبناءهم بالتركيز في دراستهم؛ حفاظًا على مستقبلهم، وقد يجد هذا الكلام صدًى لدى الشباب.. فما تعليقك؟!

** سأرد بنموذجٍ عملي، على سبيل المثال لا الحصر، أنا دخلت السجن وأبلغ من العمر 19 سنةً، وكنت في الفرقة الثانية بكلية العلوم، وخرجت بعد 17 سنة وبضع شهور، ومع ذلك استكملتُ دراستي، وحصلتُ على الماجستير، ثم الدكتوراه، وأفاء عليَّ المولى بنعم كثيرة، فيقول المولى عزَّ وجل: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرًا﴾ (المزمل: من الآية 20)، فالمستقبل بيد الله سبحانه وتعالى.

 لذا أقول للشباب اصبروا وصابروا ورابطوا، لو لم تكن هكذا التضحية لما استمرت دعوتنا المباركة منذ إنشائها عام 1928م وحتى الآن، بدليل أن من يُعتقل يخرج وهو شخصٌ رباني، وحصل على زادٍ إيماني، يمثل له دفعةً كبيرةً للعمل الدعوى، وتأكدوا أنكم ومن قبلكم جماعة الإخوان المسلمين من أكثر فصائل مصر عطاءً.

 

* نريد أن نعرفَ رأيكم في حملة الاعتقالات الأخيرة؟

** هذه الحملة المسعورة ليس لها مبرر، وتأتي في إطار أمور، والتي لا تتماشى مع العقل، كما أنها غير خاضعة عن التفكير، خاصةً أن هذه الحملة المسعورة تأتي في وقت يُطالب فيه مختلف طوائف المجتمع بالالتحام.

 

* لكن هناك تفسيرات تقول إن هذه الاعتقالات الهدف منها تهيئة المناخ لانتخابات مجلس الشعب القادمة؟!

** هذه الاعتقالات في المجمل تمثل إرضاءً للفكر الأمريكي الصهيوني، ويندرج تحت هذا العنوان الرئيسي الضغط على حماس، والتمهيد لانتخابات مجلس الشعب القادمة، وأمور أخرى تسير في فلك تغيير هوية الأمة لإرضاء العدو الصهيو أمريكي.


آراء وتحليلات... آراء وتحليلات... آراء وتحليلات... آراء وتحليلات... آراء وتحليلات... آراء وتحليلات... آراء وتحليلات

 

الحرب على الإخوان

وعلاقتها بتوطين المشروع الصهيوني..

 قراءة تاريخية

 بقلم: د. محمد البلتاجي

أبدأُ بالحديث عن قضية الإخوان الأخيرة، التي لا تزال التحقيقات جاريةً فيها أمام نيابة أمن الدولة العليا، التي عُرِفت بقضية التنظيم الدولي للإخوان المسلمين واعتقل لأجلها فجر الخميس (14 مايو 2009) 13 من قيادات الجماعة على رأسهم د. أسامة نصر عضو مكتب الإرشاد، وحار الكثيرون ما السبب وراء هذا التصعيد الذي لم يحدث بهذه الدرجة منذ اعتقال م. خيرت الشاطر وإخوانه الـ39 في ديسمبر 2006م؟.

وفي تقديري أن السبب الرئيس وراء هذه القضية هو تصفية الحسابات ومحاولة التعويق وتهديد العاملين في مجال (العمل الإخواني لدعم ونصرة القضية الفلسطينية في الساحة الدولية)، وهو النشاط الذي ظهر أثره جليًّا أثناء العدوان على غزة؛ حيث استطاعت هذه الجهود أن تحشد الرأي العام العالمي والجماهير في مختلف دول العالم للوقوف في وجه المشروع الصهيوني وتحديه وفضحه وكشف من يدعمه ويؤازره ويتعاون معه- ظهر هذا جليًّا في حراك الجماهير (ليست الآلاف بل الملايين) في مختلف العواصم والمدن العربية والإسلامية (بل والأوروبية والأمريكية والآسيوية) ليس فقط تعاطفًا واضحًا إلى جانب الشعب الفلسطيني ورفضًا للعدوان عليه ولحصاره بل، ووقوفًا إلى جانب مشروع المقاومة وفصائل المقاومين.. وهو تعاطف غير مسبوقٍ كان من ورائه جهود مخلصة استطاعت توظيف الحدث وتسليط الأضواء على الحقائق والصور، فأثَّرت إيجابيًّا على الرأي العام الإنساني العالمي الذي كان في السابق يترك نهبًا لتضليل ماكينة الإعلام الصهيونية فينساق وراء أكاذيبها وتفسيرها للأحداث.

 لعل البعض يستغرب حين نتحدث عن علاقة اعتقالات الإخوان المسلمين بخدمة مصالح المشروع الصهيوني وتوطينه وتجهيز الساحة العربية لتقبله، ولعل البعض يعتبرها منا مزايدةً أو نوعًا من العيش في إطار نظرية المؤامرة، ولكني أطالبُ هؤلاء وأولئك بإعادة قراءة التاريخ، وسنرى بوضوح هذه العلاقة.. ليس فقط انطلاقًا من بديهية تعارض مشروع الإخوان المسلمين (الذي يضع في برنامجه مهمة الدفاع عن قضايا الأمة وفي القلب منها فلسطين وتحريرها)، مع استقرارِ المشروع الصهيوني، وليس فقط انطلاقًا مما جاء في محاضرة إستراتيجيات الأمن القومي الصهيوني، التي ألقاها آفي ديختر في معهد الأمن القومي الصهيوني في نوفمبر 2008م، والذي تعرض فيها للتخوفات من تقدم مشروع الإخوان المسلمين، وليس فقط انطلاقًا مما شهدناه على الشاشات أثناء الحرب على غزة- يناير2009م- حين وقفت تسيبي ليفني في مؤتمرها الصحفي بباريس تحرض وتطالب بضرورة التصدي لخطر الإخوان المسلمين، ولكني سأستنطق سجل التاريخ لنرى بجلاء هذه العلاقة:

أولاً: هل يتصور الفصل بين قرار الحاكم العسكري في 8 ديسمبر 1948م (بحل جمعية الإخوان المسلمين وجميع شعبها وحظر نشاطها) وبين أدوار الإخوان المسلمين في أرض فلسطين طوال الـ 1947م و1948م والتي منها:

1- مؤتمر الإخوان المسلمين في حيفا أكتوبر 1947م الذي أعلن فيه (أن هيئة الإخوان المسلمين ستتحمل نصيبها كاملاً في تكاليف النضال لتحرير فلسطين).

 2- سفر كتيبة المجاهدين بقيادة الشيخ محمد فرغلي والصاغ محمود لبيب إلى فلسطين في نوفمبر 1947م، ولما حدث التضييق الشديد من جانب الحكومة المصرية.. استأذن الإخوان لعمل رحلة علمية في سيناء، ومن هناك تسلل البعض إلى فلسطين وتجمعوا في معسكر النصيرات.

 3- ضغوط الإخوان الشعبية على الحكومة المصرية؛ مما اضطرها للسماح بالتدريب للمتطوعين في معسكر الهايكستب تحت راية الجامعة العربية.

 4- أدوار الحشود والتعبئة للجهاد التي قام بها (عبد الرحمن الساعاتي وكامل الشريف وسعيد رمضان ومصطفى السباعي وزهير الشاويش)، وأدوار الجهاد والقتال المرير للصهاينة التي قام بها الضباط الشرفاء (محمود لبيب وعبد المنعم عبد الرءوف وأحمد عبد العزيز) وأدوار الدعم والإسناد للمجاهدين التي قام بها (الشيخ محمد فرغلي ويوسف طلعت وإبراهيم الطيب).

5- صفحات جهاد وبطولات الإخوان المسلمين في فلسطين: في التبة 86، تبة اليمن التي عُرفت بتبة الإخوان المسلمين، معارك الشرف والبطولة في كفار ديروم، القدس، بيت لحم، الخليل، صور باهر بل وحصار الفالوجة.

 تلك البطولات التي جعلت قائد القيادة العليا للقوات البريطانية في الشرق الأوسط يتحرك في جهودٍ حثيثة للضغط على الحكومة المصرية، والتي انتهت ببرقية يطمئن فيها السفارة البريطانية (لقد أخطرت القيادة رسميًّا بشأن خطوات دبلوماسية ستتخذ لإقناع السلطات المصرية بحل الإخوان المسلمين في أقرب وقت ممكن)، وقد كان أن جاء قرار الحل ثم إذا بكتائب المجاهدين تجبر على العودة ثم تستقبل في سجون الطور ثم في معتقلات الهايكستب!!!.

 ثانيًا: جريمة العصر: هل يتصور انتزاع سياق جريمة اغتيال الأستاذ البنا يوم 12 فبراير 1949م تلك الجريمة التي أثبت التاريخ اشتراك الملك فاروق من خلال الأميرالاي محمد وصفي (ومعه رئيس الوزراء إبراهيم عبد الهادي، ووكيل الداخلية للأمن العام عبد الرحمن عمار، ومدير المباحث الجنائية محمود بك عبد الحميد) في أدوارها بالتكليف والإشراف والتنفيذ لها في وضح النهار في شارع رمسيس عن سياق صفحات جهاد الإخوان- التي أشرت إليها- أو عن سياق رسالة الأستاذ البنا إلى مجلس جامعة الدول العربية المنعقد في لبنان في أكتوبر 1947م "إني على استعداد لأن أبعث دفعة أولى عشرة آلاف مجاهد من الإخوان المسلمين إلى فلسطين" أو عن سياق سفر الأستاذ البنا في مارس 1948م إلى ميناء بورسعيد ليودع كتيبة المجاهدين ثم سفره إلى دمشق لشحذ هممهم وهم في الطريق إلى فلسطين!!!.

 وأهم من هذا هل يتصور الفصل بين اغتيال الإمام البنا- من خلال هذا التدبير الأثيم- في 12 فبراير 1949م وبين توقيع مصر لاتفاق الهدنة مع الكيان الصهيوني في 24 فبراير 1949، والذي تلاه مباشرةً توقيع اتفاقيات الهدنة بين الكيان الصهيوني وباقي الدول العربية (لبنان في 23 مارس وتبعتها الأردن في 3 أبريل ثم سوريا في 20 يوليو 1949....)!!.

ثالثًا: هل يمكن فصل إعدام الشهداء (محمد فرغلي- يوسف طلعت- إبراهيم الطيب) على أعواد المشانق في 1954 عن سياق أدوارهم في الجهاد (ضد الصهاينة) ودعم القتال على أرض فلسطين وإسناده.

 رابعًا: هل هناك سبب للتحول الساداتي في سيناريوهات التعامل مع الحركة الإسلامية والإخوان المسلمين خاصة، من سياسة الانفتاح عليهم وإتاحة فرص العمل العام والنشاط الدعوي لهم إلى سياسة المواجهة والتضييق التي انتهت باعتقالات سبتمبر1981 (1500 من قيادات المعارضة والإخوان المسلمين)؟ وهل كان لهذا التحول من سبب إلا قيادة الموقف الشعبي الرافض للسير المصري في مسيرة التسوية المنفردة (زيارة القدس- كامب ديفيد- المعاهدة المصرية الإسرائيلية) وللتطبيع مع الصهاينة؟؟

 خامسًا: هل يمكن الفصل بين قضية م. خيرت الشاطر وإخوانه- في ديسمبر 2006م- الذين قضت المحكمة العسكرية عليهم بالحبس لمدد بين ثلاث وعشر سنوات وبين حالة التعبئة التي انتابت الشارع المصري دعمًا لمقاومة حزب الله في مواجهة العدوان الصهيوني على جنوب لبنان في 12 يوليو 2006م حين وقفت الأنظمة العربية تعطي التبريرات للحرب البربرية الصهيونية من خلال الحديث عن المغامرات غير المحسوبة "عملية الوعد الصادق" واستطاع الإخوان حشد الرأي العام (مؤتمرات- مظاهرات- مسيرات) بل ومسيرة برلمانية لقوى المعارضة إلى قصر عابدين ترفض الموقف الرسمي المصري ثم جاء تصريح الأستاذ المرشد مهدي عاكف في نقابة المحامين (باستعداد الإخوان المسلمين لإرسال عشرة آلاف متطوعًا لنصرة حزب الله والمقاومة ضد الصهاينة)، ألم تكن القضية العسكرية للشاطر وإخوانه بالأساس ردًّا على هذه الجهود الإخوانية ضد الكيان الصهيوني، ومَن يتعاون معه ويعطي له الغطاء؟. (خاصةً أنها جاءت في أعقاب النجاح الكبير للإخوان المسلمين في انتخابات 2005م ثم الفوز المزلزل لحركة المقاومة الإسلامية حماس في انتخابات يناير 2006م؛ مما قوَّى وضاعف من رصيد ثقافة المقاومة في المنطقة).

 سادسًا: اعتقالات رفض حصار غزة والعدوان عليها:

هذا المعلم الرئيسي لاعتقالات الإخوان المسلمين طوال 2008-2009 والتي طالت قرابة ثلاثة آلاف من الإخوان في أفواج وأمواج متتالية ابتداءً من يناير 2008م حين تحركت مظاهرات الإخوان ضد الحصار الظالم لأهل غزة ومرورًا بقضية عُرفت بخلية دعم غزة (د. عبد الحي الفرماوي- د. محمد عماد-  د. محمد وهدان..)، وثانية عُرفت بقضية إغاثة غزة ( د. جمال عبد السلام)، وثالثة ورابعة ضد ناشطي حملات فك الحصار عن غزة- الأولى والثانية-، ثم جاء العدوان الصهيوني- والذي أراد تحطيم إرادة وصمود أهل غزة بعد فشل الحصار في تحقيق ذلك- فخرجت مظاهرات دعم المقاومة يقودها الإخوان في كل محافظات مصر فجاءت سلاسل جديدة من الاعتقالات طالت مئات وراء مئات من الإخوان (الأستاذ سيد نزيلي وإخوانه)، وطالت كل أعضاء الأمانة العامة للجنة فلسطين (د. عبد الفتاح رزق وإخوانه)...  ولما انتهى العدوان المباشر على غزة وهدأت ثورة الجماهير جاءت مرحلة تصفية الحسابات مع الذين كانوا وراء هذا الحراك الداخلي فتمت اعتقالات طالت قيادات ومسئولي الإخوان في مختلف محافظات مصر (د. مصطفى الغنيمي وإخوانه)، والذين لا يزال العشرات منهم وراء القضبان حتى الآن (م. خالد البلتاجي وإخوانه).

 سابعًا: قضية الإخوان الأخيرة (والتي عُرفت بقضية التنظيم الدولي):

جاءت هذه القضية امتدادًا وتوسيعًا لمرحلة تصفية حسابات الحراك الشعبي لنصرة غزة ليصل للساحة الدولية لمعاقبة هؤلاء الأشخاص والمؤسسات (العاملين في الساحة الدولية لنصرة فلسطين) وللضغط عليهم ولتعويق جهودهم مستقبلاً؛ كي لا يتكرر الحراك الإنساني العالمي ضد الصهاينة والأنظمة المتعاونة معهم؛ ونظرًا لأن العديد من الأنظمة العربية شاركت طويلاً في حصار الشعب الفلسطيني، ثم صمتت أثناء العدوان عليه (أملاً في أن تكون الحملة العسكرية الصهيونية حملة تأديبية لفصائل المقاومة، تنتهي بها لرفع الرايات البيضاء تمهيدًا لإجبارها على كتابة الفصل الأخير في نهج المقاومة، ومن ثَمَّ جرها إلى قافلة التلهية العبثية المسماة بالتسوية السلمية)، هذه الأنظمة لم تسترح لصمود المقاومة أمام هذا العدوان البربري، ولا لهذا الحراك الشعبي العالمي الجارف الذي وقف مؤيدًا للمقاومة والمقاومين من جانب، وفضَحَ مواقف الأنظمة العربية ووصَفَ مواقعها بأنها أقرب إلى خندق العدو ومصالحه من خندق الأمة ومصالحها من جانبٍ آخر.

ولم تجد هذه الأنظمة- وقتذاك- بدًا من تجرعها مرارة الصمت أمام طوفان تعاطف الشعوب التي لم تفلح الآلة الإعلامية في صرفها عن فعالياتها (مظاهرات- مؤتمرات- مسيرات مليونية- اعتصامات- وقوافل إغاثة لغزة من كل أرجاء الأرض برًّا وبحرًّا- حملات شعبية لفك الحصار)، فلما هدأ هذا الحراك الهادر لأسباب عديدة بعد توقف الحرب العسكرية المباشرة بدأت رسالة التصدي وتقليم أظافر- ليس فقط الأشخاص، بل والمؤسسات- التي كانت من وراء هذا الحشد الإنساني العالمي، وهي الرسالة التي بقدر ما تمثل من تصفية حسابات المرحلة السابقة فهي تهيئ الساحة الدولية والمناخ العام للدخول في مرحلة التسوية الجماعية المرتقبة لـ57 دولةً إسلاميةً مع الكيان الصهيوني بلا مقابل، ومن ثَمَّ جاءت قضية التنظيم الدولي وزُج فيها بأسماء لشخصيات ولمؤسسات عجبنا أن تكون محلاً لتحريات المباحث المصرية ولتحقيقات النيابة المصرية (مؤسسات كويتية وأوروبية وأمريكية!!!).

 وهذه الرسالة لا تستهدف- في الحقيقة- شخوص ولا هيكل التنظيم الدولي للإخوان المسلمين بقدر ما تستهدف الجهود والحراك وقدرات الحشد الجماهيري في الساحة الدولية والتي بلا شك وراءها- لا أقول تنظيم ولكن- تيار الإخوان المسلمين في مختلف أقطار العالم.

 أما من حيث توقيت هذه القضية- التي أقول إنها رد فعل على الحراك في الساحة الدولية لنصرة فلسطين ومواجهة العدوان الصهيوني على غزة- فقد تم اعتقال أصحابها يوم الخميس 14/5/2009م.. فهل يمكن فصلها عن سياق مؤتمر نصرة القدس الذي دعا فيه الأستاذ المرشد مهدي عاكف إلى اعتبار الجمعة 15/5/2009-ذكرى النكبة- يوم الغضب العالمي لنصرة القدس فجات هذه الاعتقالات حتى لا تتحول نصرة القدس إلى تظاهرة إنسانية عالمية كتلك التي حدثت لنصرة غزة.

 هذا سجل التاريخ ينطق كيف كانت ولا تزال العلاقة وثيقة بين اعتقالات الإخوان المسلمين وتهيئة الأجواء لتقدم واستقرار المشروع الصهيوني وتوطينه وربط مستقبل المنطقة به.

 وتؤكد وقائع التاريخ أن جزءًا كبيرًا مما لحق بالإخوان المسلمين إن هو إلا ضريبة جهودهم لحشد الأمة في مواجهة المشروع الصهيوني، وهي ضريبة أظنها ستستمر- ما بقي الإخوان وما بقي الاحتلال- لحين النجاح في قيام مشروع حضاري إسلامي يقود الأمة لنهضة حقيقية يعقبها زوال الاحتلال، وإن كنت أرى أن من عوامل هذه النهضة أن تعي الأنظمة (!!) أن الكيان الصهيوني هو العدو وأن مشروع الإخوان المسلمين هو أحد مقومات وعناصر قوة الأمة في مواجهة التهديدات الصهيونية للمنطقة.

*******

الاعتقالات والافتراءات..

أسبابها وموقفنا منها

بقلم: د. محمود غزلان - عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان المسلمين.

الذي يحمل دعوة الإسلام ويسعى للإصلاح على منهجه؛ يعلم علم اليقين أنه يعمل لله ويبتغي وجهه الكريم، وينفسح تصوُّرُه ليشمل منهجُه الإصلاحيُّ كلَّ جوانب الحياة، بدءًا من العقيدة والعبادة والأخلاق، وانتهاءً بالسياسة والاقتصاد والاجتماع، ويشمل أيضًا الدنيا والآخرة معًا، فلن تنصلح الآخرة إلا بصلاح الدنيا، كما أن الآخرة هي مجالُ الحساب والجزاء، وهذا اليقينُ هو سبيلُ إحياء الضمير الفردي والجماعي.

 ويعلم المسلم المصلح أيضًا أن الصراع بين الحق والباطل والخير والشر والعدل والظلم والصلاح والفساد والحرية والاستبداد؛ صراعٌ مستمرٌّ، وأن الابتلاء والمحن سنةٌ من سنن الدعوات، وأن التضحيات والآلام ضريبةٌ لازمةٌ لا بد أن يدفعها المصلحون، وما أكثر الآيات والأحاديث التي أكدت ذلك، ومنها:

﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُ الَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاء وَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ﴾ (البقرة: 214).. ﴿أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ﴾(آل عمران: 142)... ﴿وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ* الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ* أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ﴾ (البقرة: 155- 157)... ﴿أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ* وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ﴾ (العنكبوت: 2، 3).

 

كما أن الأنبياء جميعًا- بلا استثناء- قد تعرَّضوا للمحن والابتلاءات، وهم أكرم الخلق على الله، ولقد روى البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: "كأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكي نبيًّا من الأنبياء عليهم السلام، ضربه قومه وأدموه، وهو يمسح الدم عن وجهه، وهو يقول: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون".

والمسلم المصلح يعلم أيضًا أن النصر لا يكون دائمًا بإزاحة خصمه والظهور عليه، وإنما يكون دائمًا بالثبات على المبدأ والتمسك به، حتى ولو كان يُسامُ سوء العذاب وتشوَّه سمعته، بل ولو استُشهد، فغلام أصحاب الأخدود وبلال بن رباح وعمار بن ياسر وخباب بن الأرت وسحرة فرعون كانوا هم المنتصرين؛ لأن الدنيا مرتبطةٌ بالآخرة في تصور المسلم، والفوز في الآخرة هو الهدف الأسمى، كما أن التضحية من أجل المبدأ هي السبيل لتعميق جذوره ونشر فروعه وإقناع الناس به وجمعهم حوله.

 كما أنه يؤمن بأن الظلم وخيم العاقبة إن لم يكن في الدنيا ففي الآخرة ﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ* مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء﴾ (إبراهيم: 42، 43)، ويعلم أن واجبه أن يمتثل أمر الله في العمل للإصلاح ودفع الفساد؛ بما لا يحقق فسادًا مساويًا أو زائدًا، ومن ثم يرفض أن يكون سببًا لإثارة فتنة عامة أو إراقة دم من أي الأطراف.. ﴿وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ وَلَـكِنَّ اللّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ﴾ (البقرة: 251)، وأن النتائج بيد الله، وأن الله تعالى سيحاسبه على عمله وليس على تحقيق النتائج.

 

على هذه المبادئ وأمثالها يتربَّى الفرد المسلم، فينفسحُ تصوُّرُه، وتعلو همَّتُه، وتكبر نفسُه، وتستعلي على حظوظها، ومن ثمَّ تختلف تصرفاته عن تصرفات غيره الذي لم يتربَّ على هذه المبادئ.

 أقول هذا لأولئك الذين استبدَّ بهم الغضب من الصحفيين والسياسيين والشباب، الذين رأوا وتيرة التصعيد الظالم من قِبَل النظام الحاكم في صورة حملات أمنية متتابعة، تعتقل كبارنا ومسئولينا، وتلفِّق لهم التُّهم وتُلقي بهم في السجون، فراح هؤلاء الغاضبون- وبافتراض حسن نياتهم جميعًا- يحرِّضوننا على التصدي لهذا الظلم ومقابلة العنف والإرهاب الحكومي بإجراءات ثورية واحتجاجية في الشوارع؛ ثأرًا للنفس وإذهابًا للغيظ وردعًا للنظام من الاسترسال في بغيه وبطشه، حسب تصورهم.

 ونحن نعلم أن الظلم شديد الوقْع، مرير الطعْم، طالما تجرَّعناه، ولكننا لا نثأر لأنفسنا، ولا نلجأ للعنف خصوصًا والنظام كلما ازداد فشله في تحقيق مراده وزادت كراهية الناس ورفضهم له؛ كلما ازدادت شراسته وعدوانيته على الناس وعلى حقوقهم وعلى القانون والدستور وسائر المبادئ والقيم.

 ولو ذهبنا نستكشف أسباب هذا التصعيد الظالم لوجدنا أنه تقاطعُ المصالح المحلية مع المخططات الدولية، فقضية فلسطين ومحاولة تصفيتها بالسعي لكسر إرادة المقاومة الفلسطينية، وإحكام الحصار حولها، وتوظيف أنظمة الحكم التابعة للغرب في ذلك بالتنازل عن القدس وعن حق العودة، وإقامة دولة مسخ مقطعة الأوصال منزوعة السيادة منهوبة الأرض.. كل ذلك لا يتصدَّى له بالدرجة الأولى إلا الإسلاميون، كما أن النظام يسعى للانتقام من كلِّ من نَصَر أهل غزة في دفاعهم عن أنفسهم إبَّان العدوان الصهيوني عليهم، إضافةً إلى فشل النظام في سياساته الداخلية، يدفعه دفعًا إلى إقصاء القوة التي تقدِّم البديل على المستوى النظري وجزءًا من الخدمات في حدود الطاقة على المستوى العملي، كما أنها تتصدَّى للاستبداد ومصادرة حريات الشعب والفساد والاستيلاء على الثروات، كما أنها ترفض تمرير التوريث، وتزوير الانتخابات التشريعية والرئاسية.

 

كل هذه المواقف الشرعية والوطنية والقومية والإنسانية المنحازة إلى الحق؛ يعتبرها النظام الظالم مواقفَ عدائيةً، يصبُّ من أجلها جام غضبه على الجماعة في صورة هذه الحملات الأمنية والاعتقالات المتكررة والمتصاعدة.

 إن العمل العام في الدول المحترمة يقوم على التنافس الشريف بين الفرقاء في خدمة عموم الناس، وتحسين أحوالهم، وتحقيق آمالهم، والارتقاء بالوطن، وتحقيق أمنه القومي، ولكن الأمر عندنا يقوم على نفي الآخر، وتشويه صورته، وصناعة هالة من الأكاذيب والافتراءات حوله، فتارةً يصفوننا بأننا جماعة محظورة بغية مصادرة حقنا في الدعوة والعمل والحركة لخدمة المجتمع، والسؤال: من الذي حظرنا والشعب منحنا ثقته في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة بنسبة تقترب من 60% في الوقت الذي منح الحزب الوطني نسبةً أقل من 30%، رغم التزوير الذي وصل إلى حدِّ القتل والإصابة ومنع الناخبين والاعتداء عليهم، واعتقال المؤيدين؟! فمن الأولى بالشرعية؟!

 ويتهموننا دائمًا بالسعي لقلب نظام الحكم، والدعوة إلى تعطيل الدستور والقانون ومؤسسات الدولة، والسؤال: من الذي يعبث بالدستور والقانون ويعطِّلهما بقانون الطوارئ الذي لا يوجد مبرِّر واحد لبقائه؟ ومن الذي يعطِّل أحكام القضاء ويعتدي على استقلال القضاة ويسعى لتطويعهم وإخضاعهم؟ ثم إن ما يزيد على ثلاثين ألفًا من الإخوان المسلمين تمَّ اعتقالهم خلال فترة حكم النظام الحالي وبعضهم اعتُقل ما يزيد على عشر مرات، وتمَّ توجيه هذه التهم لهم، ومع ذلك لم يقدَّم واحدٌ قط إلى القضاء الطبيعي، والعدد القليل الذي حوكم إنما حوكم أمام القضاء العسكري الذي هو فرعٌ للسلطة التنفيذية، ولا يمتلك قضاته الحصانة ولا الحيدة ولا الاستقلال الذي يتمتع به القاضي الطبيعي، ومن ثم يكون الخصم هو الحكم.

 

وقد بدءوا في الآونة الأخيرة يتهمون أفرادًا منا بغسيل الأموال وبملكية أرقام فلكية من الأموال؛ حتى زعموا في قضية نائب المرشد المهندس خيرت الشاطر والمجموعة التي قُدِّمت معه إلى المحكمة العسكرية؛ أن ثروتهم بلغت مليارًا ونصف المليار جنيه، في حين جاء تقرير لجنة الخبراء الماليين أن قيمة شركاتهم وأموالهم لا تتعدَّى 24 مليون جنيه؛ أي أنهم ضخَّموا المبلغ أكثر من اثنين وستين ضعفًا، ولقد علَّق أحد الظرفاء على رقم الـ24 مليونًا بأنه أقل من قيمة (شبكة الخطوبة) التي قدمها أمين التنظيم بالحزب الوطني لخطيبته، ثم إننا لو نظرنا إلى هذا الرقم لوجدنا جزءًا منه ورثوه من ذويهم، وجزءًا آخر كان حصيلة عمل حوالي عشرين من رجال الأعمال وكدِّهم وكدحهم طيلة ثلاثين عامًا، فهل هذا أمرٌ غير عادي؟ وإذا كان كذلك فهل العادي أن تبلغ ثروة فرد واحد أربعين مليار جنيه في خلال عشرة أعوام لأنه يعمل في مجال الثروة والسلطة معًا؟!

 

ولم يكتفِ خيال الأكاذيب الخصب بما سبق، وإنما راح ينسج حكاياتٍ عن تكوين بؤر إرهابية وإرسال أفراد إلى المناطق الساخنة للتدريب على السلاح للقيام بأعمال تخريبية داخل مصر، ويبدو أن المسألة (وسعت) منهم كثيرًا هذه المرة، فالذي يعرفه القاصي والداني أننا في أواسط سبعينيات القرن الماضي اختلفنا مع جماعات العنف وفاصلناهم، وناهضنا أفكارهم، ونحن شباب، وتحمَّلنا اتهاماتهم لنا بالجبن والقعود والتخلي والعمالة، وأنقذنا عشرات الآلاف من الشباب من اعتناق هذا الفكر، وأدنَّا كلَّ أعمال العنف والإرهاب أيًّا كان مصدرها في تسعينيات القرن الماضي، وحمَينا البلد باجتذاب الشباب إلى فكرنا المعتدل ومنهجنا السلمي، من فتنة جائحة وحمَّامات دماء؛ لأننا نؤمن بـ﴿أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ﴾(المائدة: من الآية 32).

 

كما أن رأس الدولة ذاته قد أقرَّ في حديثه لجريدة فرنسية أن الإخوان لا يمارسون العنف وإنما يترشَّحون في الانتخابات، وسعدنا كلَّ السعادة حينما راجعت جماعات العنف أفكارها، وعادت لما كنا ندعوها إليه، أفبعد هذا كله، وبعدما اشتعلت رؤوسنا شيبًا ووهَنَت العظام منا؛ نتخلَّى عن منهجنا الحكيم وحكمتنا الرصينة، ونعمل للإرهاب؟! سبحانك هذا بهتان عظيم.

 أيها الناس.. إن لم تتقوا الله فينا، ودفعتكم كراهيتكم لنا للافتراء علينا؛ فعلى الأقل احترِموا عقول الناس حتى يحترمكم الناس.

 إن كل ما تنسبونه إلينا يزيد الناس- بفضل الله- تعاطفًا معنا، ويجمع قلوبهم حولنا، وما حدث في 2005م خير برهان على ذلك.

 إنني لن أندهش لو قلتم إننا سبب السحابة السوداء أو إنفلونزا الطيور أو حتى الخنازير أو الأزمة الاقتصادية العالمية!! ألم يقف في مجلس الشعب لواء شرطة سابق (أمن دولة) وهو في ذات الوقت وكيل لجنة الأمن القومي ليقول: إن الإخوان هم الذين يقفون خلف سفَّاح المعادي الذي كان يتحرَّش بالنساء ويمزق ثيابهنَّ، والآن وبعد أن تمَّ القبض عليه وتبيَّن أنه شابٌّ منحرفٌ وحوكم وأدين، فهلا شعر هذا الضابط السابق بشيء من الخجل أو لذعة الضمير أو قدَّم اعتذارًا لا للإخوان الذين بهتهم- فهذا غير متصوَّر- ولكن للشعب الذي ضلَّله.

 وأمام هذا السيل الجارف من الأكاذيب لا نجد ما نقوله خيرًا من قول مؤمن آل فرعون ﴿وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ* فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ﴾ (غافر: 44-45).

 إن هذا السلوك الظالم إنما يضرُّ بمصلحة الوطن والمواطن ويفقد الناس الإحساس بالعدل والعدالة، وبالتالي يفقدهم الولاء والتضحية من أجل الوطن، ويفقد الوطن قطاعًا شريفًا مخلصًا من مواطنيه، لا يبغون علوًّا في الأرض ولا فسادًا، ولا ينافسون على المناصب والشهوات، وإنما يسعون لإصلاحها ابتغاء وجه الله، ويمدُّون أيديَهم إلى جميع المخلصين للعمل لصالح الوطن والمجتمع، ويفتحون قلوبهم وعقولهم لكافة أطياف المجتمع لحوارٍ جادٍّ لإخراج البلد من المأزق الذي وقع فيه؛ حتى لا تذهب ريحُه وتتبدَّد قوتُه ويتجاوزه الزمن.. ﴿فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاء وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ.. (الرعد: من الآية 17).

*******

هل يعلم الظالمون وأعوانهم؟!

عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يحشر المتكبرون يوم القيامة أمثال الذر- أي النمل- في صورة رجال يغشاهم الذل، من كل جانب يُساقون إلى سجن في جهنم، يقال له (بولص) تعلوه نار الأنيار، يُسقون من عصارة أهل النار".

 سجن داخل جهنم للظالمين المتكبرين، فهل علم الظالمون وأعوانهم مكانهم في جهنم الذين يعتقلون الناس بظلم؟!.

وعن أبي موسى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم، "إن في جهنم وادياً يقال له: هبهب، حقاً على الله أن يسكنه كل جبار".

 رواه أبو يعلى، والطبراني، والحاكم.

 وقد يعلم أن الظالمين هم وحدهم سيعذبون، ولكن سيكون معهم أعوانهم الذين يظنون أن المسئولية عليهم، وأنهم مجرد منفذين لأوامر رؤسائهم، وأن المسئولية كلها على الرؤساء، وقد يجدون غير ذلك من المبررات بأنهم إذا لم ينفذوا الأوامر يتعرضون للإيذاء والتعذيب والفصل.

 والحقيقة التي يلزم أن يعلمها هؤلاء المساكين التعساء؛ أنهم لو لم يجد الظالم جنودًا يطيعونه وينفذون أوامره دون أدنى تفكير ما كان من الممكن أن يقع كل هذا الظلم من الظالم بدون جنوده ﴿إِنَّ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا كَانُوا خَاطِئِينَ ﴾ (القصص: من الآية 8).

  إن أعداء الله يحاربون دعوة الله في أشخاص معتنقيها في محاولات متكررة ومتنوعة لصرفهم عن دعوتهم بالسجون والمعتقلات والمحاكم العسكرية، وغلق شركاتهم التي أنشأوها بعرقهم وكدهم، وكذلك إلصاق التهم مثل غسيل الأموال، وغيرها التي برأهم القضاء المصري النزيه منها، ولن يتوقف إيذاؤهم إلا إذا تخلى أصحاب الدعوة عن دعوتهم، ووافقوهم على اعتقادهم، وأيدوا باطلهم؛ ولكن...

 نقول قولة رسولنا صلى الله عليه وسلم "والله- يا عم- لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أو أهلك دونه"؟

 وإن دعوة الإخوان المسلمين تسير في طريقها الصحيح المرسوم لها دون تفريط أو تحريف، فالنتيجة معروفة، ويعلمها أعداء الله تمامًا، وهي إزهاق الباطل وإقامة دولة الحق مكانه.

 وإن المتتبع لخطوات جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها سنة 1928 إلي اليوم، لا يرى منها إلا تضحيات متتالية في سبيل العقيدة، وجهودًا مكثفة منتجة في مختلف نواحي النشاط الاجتماعي في هذه الحياة، وتدعيمًا متواصلاً لربط الصلوات الأخوية بين مختلف الشعوب الإسلامية، وإشاعة السلام بين دول العالم أجمع.

 وليعلم الظالمون وأعوانهم الذين يعلمون مكانهم في جهنم أن المعتقلات والسجون والمحاكم العسكرية بل الاستشهاد في سبيل دعوة الله لن يرهبنا؛ بل سيزيدنا صلابةً وتمسكًا بدعوة الله

*******

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى أله وصحبه أجمعين

والله أكبر ولله الحمد